العمل عبادة، ومهم جدا في حياة كل فرد منا، ولم تخلق الحياة للراحة والكسل، بل للجد والعمل والاجتهاد وعمارة الأرض، وخدمة المجتمع. ولا تكتمل الحياة بدون عمل، فهو يجعلنا نفخر بأنفسنا، بما نصنعه، بما ننتجه، بما نقدمه للآخرين، وهو ما يعود بالتالي بالسعادة والفرح وكسب المال، بجانب طاعة الله في عمارة الأرض. والعمل في قيمته سواء، فلا يضير الإنسان إذا كان ماسحا للأحذية أو رئيسا لدولة ما، فلا خجل مع العمل طالما كان شريفا ويرضي الخالق، والمجتمع، وتحت إطار القانون. بسطاء تحولوا لرؤساء شهدت أحدى مراحل الرئيس الأمريكي "ليندون جونسون"، جمع القمامة، ومسح الأحذية، وفي المصاعد، وعمل في غسل الصحون. أما نظيره "جيرالد فورد" فعمل عارضا للأزياء، وفراشا، وطاهيا، ومدرب كرة قدم أمريكية، ومدرب ملاكمة. فيما كان "بيل كلينتون" يساعد زوج أمه روجر، في فحص محركات السيارات، التي كان يمتلك إحدى الورش الخاصة بصيانتها. وعمل كذلك "رونالد ريجان" ، منادي في السيرك، وعامل بناء، ومنقذ شواطئ، ومدرب سباحة، ثم مذيعا، وممثلا. الرئيس "جيمس غارفيلد" عمل بوابا، ويعتبر صاحب اقصر مدة رئاسة ولم تزد عن الشهر. وبالنظر إلى "لولا داسيلفا" الرئيس البرازيلي نجده نشأ في أسرة متواضعة، وأضطر إلى ترك المدرسة في سن الثانية عشرة، ليصبح ماسحا للأحذية لسكان القرية التي ولد فيها لمساعدة والديه وأشقائه السبعة وتلبية احتياجاتهم، وبعدها هاجرت أسرته إلى ساوباولو، وعمل كذلك في صناعة السيارات ثم التعدين، وفقد أحد أصابعه أثناء تشغيل أحد المكابس المائية. من المطاعم والمبيعات الى مشاهير الفن بعد أن انتقلت المطربة "مادونا" إلى نيويورك من أجل الشهرة، تحتم عليها الأمر العمل في مطاعم "دانكن" للكعك المحلى، ولكن لم يطل الأمر حتى ارتفع نجمها عالياً في سماء الموسيقى. وعمل المطرب المشهور "كاني ويست" مساعد مبيعات في إحدى الشركات قبل أن يصبح أحد أقطاب الغناء اليوم، ولكنه انخرط كثيراً في دراسة الموضة، ثم دخل مجال الموسيقى، وقد ذكر هذا في أحد أغانيه والتي بعنوان Spaceship. أما مغني الراب الأميركي المشهور " فلو رايدا" فكان يعمل في حفر القبور بالقرب من فندق "إم جي إم" بلاس فيجاس، وقال ذلك في إحدى المقابلات التليفزيونية، كذلك عمل الممثل الأمريكي "توم كروز" بائع جرائد. الممثل وعارض الأزياء "أشتون كوتشر" عمل في بداياته بمسح الأرضيات في مصنع للحديد والصلب. أما النجم العالمي "كروتسوفر والكن" عمل قبل أن يمتهن الفن مروضا للأسود. ومن الممثلين والفنانين العرب نجد النجم "أشرف عبد الباقي" احترف أعمال النقاشة والديكورات منذ أن كان طالباً في مدرسة "النقراشي" الثانوية في حدائق القبة، وظل يمارس هذه المهنة حتى بعد احترافه الفن بسنوات. فيما عمل المطرب اللبناني "وائل كفوري" عندما كان بعمر 16 عاماً في صالون للحلاقة، وبدأ يتعلم أصول مهنة التزيين سعياً منه لاحترافها، ولكن أحلامه أخذته إلى الفن حين شارك في برنامج "أستوديو الفن" وحلّق بصوته ونجوميته في سماء الفن تاركاً مهنة الحلاقة لأربابها، وكذلك عمل "فارس كرم": "حلاقا "، ثم عمل في مقلع للحجارة والصخور. فيما عمل المطرب "عاصي الحلاني" في مجال البناء، فكان يشيّد الأبنية، وكان الممثل والمطرب "حسن الأسمر" نقاشا، و"فريد شوقي" كان يعمل موظفا في مصلحة المساحة.