استهجن الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي المعارض حميد شباط مشاركة رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران في جنازة الطالب عبد الرحيم الحسناوي، أحد ناشطي منظمة التجديد الطلابي التابعة لحزب العدالة والتنمية، ذات المرجعية الإسلامية والحزب الرئيسي بالحكومة ، معتبرا ذلك "دليلا جديدا يثبت أن ولاء بن كيران لأعضاء حزبه فقط لا للوطن ككل". وقال شباط لوكالة الأنباء الألمانية: "الشعب المغربي كله لا يساوي شيئا بالنسبة له... هناك طلبة كثيرون توفوا في الجامعة، حيث تنشأ صراعات بين التيارات اليسارية واليمنية، ولم يقدم بن كيران تعازيه لأي عائلة منهم". يذكر أن الحسناوي، وهو طالب بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بمدينة فاس، لقي حتفه يوم الخميس الماضي في مواجهات وقعت بين فصيله التجديد الطلابي وتيار يساري متشدد. ووصف شباط توجيه الاتهام عبر وسائل الإعلام بالمسؤولية عن وفاة الحسناوي إلي فصيل النهج الديمقراطي القاعدي ب "المتسرع" ، موضحا "مادامت هناك مصادمات ومواجهات بين الفصليين، لا يمكن لأحد أن يوجه الاتهام سوي التحقيق القضائي الذي يكشف عن الجناة الحقيقيين، خاصة وأنه كان هناك استفزاز بالأمر لأن تنظيم التجديد الطلابي دعا القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين، وهو متهم بقتل أحد الطلبة اليساريين في تسعينات القرن الماضي، لحضور ندوة بالجامعة ". وحذر شباط من تأثير تصرفات وتصريحات رئيس الحكومة علي سير البحث الجنائي بالقضية، مشددا: "نحن ندين مقتل الطالب الحسناوي ونقف ضد الارهاب والتطرف، ولكننا أيضا ضد التدخل في عمل الأجهزة الأمنية والقضائية... تصريحات بن كيران ومشاركته في الجنازة إلي جانب وزير التعليم العالي تعد تدخلا في القضية لصالح الفصيل الطلابي الذي ينتمي لحزبه ..بن كيران لا يهمه المواطن المغربي بل حزبه فقط". ولفت شباط إلى ما وصفه بحالة "الغضب الشعبي " إزاء حكومة بن كيران والتي تمثلت في خسارة حزب العدالة والتنمية في 24 نيسان/ابريل الجاري مقعدين برلمانيين في انتخابات جزئية جرت في كل من دائرة سيدي إيفني جنوب المغرب لصالح حزب الاصالة والمعاصرة المعارض، ودائرة مولاي يعقوب بمدينة فاس لصالح حزب الاستقلال . من جهته ،أعرب رئيس منظمة التجديد الطلابي رشيد العدوني عن استيائه إزاء الانتقادات الموجهة لبن كيران لمشاركته في جنازة الحسناوي ،مشددا على أن رئيس الوزراء "قام بواجب وطني لأن الشهيد الحسناوي هو شهيد المغرب كله كونه ذهب ضحية للإرهاب الغادر". وقال العدوني لوكالة الأنباء الألمانية: "أتعجب من هذه الأصوات التي تستهجن حضور بن كيران وهو رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية للجنازة وأخشي أن تكون هذا محاولة لتبييض الجريمة الارهابية التي مثلت فاجعة للشعب المغربي كله". وفي معرض رده علي تساؤل حول موقف رئيس الوزراء إذا كان الطالب المتوفي لا ينتمي لفصيل طلابي تابع لحزبه، قال العدوني: "ربما هو يجيب عن هذا السؤال، ولكني أظنه كان سيحضر حتي لو كان الطالب ينتمي لأي فصيل طلابي آخر... فهذه ليست المرة الأولي التي يشارك فيها رئيس الوزراء في جنازة، فقد سبق وحضر مئات الجنازات". وحمل العدوني فصيل " النهج الديمقراطي القاعدي ، مسؤولية وفاة الحسناوي وإصابة 16 طالبا أخرين منهم شقيقان في حالة خطرة ، مطالبا بإعلان ذلك الفصيل منظمة ارهابية . وقال: "النهج الديمقراطي القاعدي فصيل يساري موجود في مدينة فاس ...هم أشبه بعصابة من تسعين شخصا تمارس العنف ضد الجميع بالمحيط الجامعي من طلاب وأساتذة وإداريين، وقد هاجموا منظمتنا يوم الخميس الماضي عندما كنا نقيم نشاطا ثقافيا، بعقد ندوة حول الحوار بين اليسار والإسلاميين". وأكد العدوني وقوف من وصفهم ب "الجهات السرية في الدولة والمشهد السياسي" وراء فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، قائلا " هناك جهات تريد أن تعبث بالوطن وأن تخلق حالة من البلطجة والارهاب وهذا العدوان الأخير هدفه جر الجامعة إلي مستنقع دماء. هذا الهجوم لم يكن بسيطا أو عفويا وإنما منظما وممنهجا بالاسلحة البيضاء في ساحة الجامعة مما يستبعد معه وقوف فصيل النهج القاعدي وحدهم وراءه". ورفض العدوني الافصاح بشكل واضح عن هوية تلك الجهات السرية، مكتفيا بالقول: "هذه الجهات السرية جزء منها يقع في الإعلام وفي الأحزاب السياسية،وفي الوقت المناسب سنسمي كل طرف باسمه". وحول تقيمه للأسباب التي دعت لمهاجمة منظمته وهل تنحصر فقط في كونهم فصيلا تابعا لحزب العدالة والتنمية، قال العدوني "ربما يكون هذا واحد من الأسباب ولكن تلك العصابة هاجمت من قبل منظمات طلابية آخري منهم طلبة يساريون وكان أخرها الأسبوع الماضي في مدينة وجدة شرق المغرب.. نحن في منظمة التجديد الطلابي لدينا خطاباوسطيا معتدلا ولدينا نشاطا ثقافيا واسعا بكل الجامعات وتحديدا بمدينة فاس وهناك إقبال كبير من الطلبة علي التواصل معنا وربما يكون هدف المعتدين هو إيقاف هذا المد الثقافي والتواصل الطلابي معنا " . ويري العدوني أن هناك "تقصيرا أمنيا قد حدث من قبل الأجهزة الامنية بفاس وبعض القيادات الجامعية، لعدم قيامهم بأي تحرك رغم علمهم بوجود تهديدات" تم توجيهها لمنظمته عبر بيانات نشرها فصيل النهج القاعدي قبل وقوع الحادث بأسبوع، معترفا في الوقت نفسه بأن منظمته ليست المنظمة الطلابية الوحيدة التي وجهت لها تهديدات. وأعرب رئيس منظمة التجديد الطلابي عن ارتياحه للأنباء التي أشارت إلى توقيف الأمن لعدد من المشتبه في تورطهم بالحادث ، معتبرا ذلك "بادرة إيجابية لحين محاسبة مرتكبي الجريمة عبر القضاء". واستبعد العدوني أن يكون لمقتل الحسناوي تداعيات ومواجهات كبيرة داخل الحرم الجامعي يتكرر معها سيناريو الأحداث الدامية التي شهدتها الجامعات المغربية في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ، مشددا علي وجود رغبة لدي كافة المستويات بالبلاد علي إيقاف أي مواجهات مستقبلية . من جهته، نفي الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي المعارض مصطفي البراهمة وجود أي صلة بين حزبه وبين فصيل النهج الديمقراطي القاعدي المتهم بالمسؤولية عن حادث مقتل الحسناوي ، موضحا أن الفصيل الطلابي الذي يتبع حزبه هو فصيل طلبة اليسار التقدمي وأنه قد تعرض الأسبوع الماضي لمحاولا ت اختطاف وتعنيف في مدينة وجدة شرق البلاد من جهات رفض تسميتها . وقال البراهمة: " لا أحد يعرف من هو المسؤول أو من هو قائد فصيل النهج القاعدي .. ولا يمكن أيضا أن نؤكد أنه المسئول أو غير المسئول عن حادث القتل .. ولكننا بالطبع ندين العنف بكل صوره ومن أي طرف ". وتابع: "الدولة الآن حاضرة ومهتمة بعد الحادث لأنها تركت الحبل علي الغارب في الماضي حتي استشرت هذه الظواهر في الجامعات...هناك فصائل عدة تنتهج العنف بالجامعات وليس فصيل واحد".