أنها ليست مدينة ألعاب بالمعني الذي نعرفه كمدينة " دريم بارك " ، " كيدزانيا " أو مدينة الألعاب المائية " كريزى ووتر " ، " أكوا بارك " والتي تتراوح أسعار تذكرة الدخول فيهم ما بين 60 إلى 80 جنية وتنتشر هذه المدن " مدن الألعاب " في الأماكن الراقية و الأطراف المترامية من مدينة القاهرة ، أما " ديزني لاند محدودي الدخل " تختلف عن هذه المدن فهي ليست لها مكان محدد فهي منتشرة في أنحاء مصر . أنها تتميز بانخفاض تكلفتها والتي تصل إلى بضعة جنيهات لذلك يتسابق إليها جميع أطفال الأحياء الشعبية للاستمتاع بها وبالرغم من أنها تتسم بالبساطة و أغلب الألعاب المتواجدة فيها مستهلكة لدرجة تجعلها لا تصلح للاستخدام إلا أن الأطفال يجدون فيها متعة كبيرة وترسم الابتسامات علي وجوههم ومن هنا قامت شبكة الإعلام العربي " محيط " بالتجول في أحد هذه الملاهي الشعبية بمنطقة " فيصل " وألتفت بأصحاب هذه الألعاب وبعض الأطفال المترددين على هذه الألعاب. كشك التذاكر عند اقترابي من بوابة "حديقة أكتوبر للأسرة " والتي تقع بجوار مترو الأنفاق بمنطقة فيصل وجدت كلب يقف أمام باب الحديقة وينبح على أي شخص يقترب من الباب ، توقفت للحظات حتي جاء طفل صغير وأصطحب هذا الكلب ودخل به داخل الحديقة ، وعند دخولي من بوابة الحديقة وجدت شخصين جالسين على أحد المقاعد في الداخل وكشك تذاكر ليس بداخلة أحد ، فرآني أحد الجالسين و جاء اليّ فقمت فأخرجت له بطاقة التعريف وأوضحت له سبب الزيارة فرحب بي وتحدث معي ، وعلمت من خلال حديثة أنه يدعي " مصطفي " وهو أحد المسؤولين الإداريين عن هذا المكان. تحدث معي " مصطفي " قائلاً : أن هذه الأرض تابعة للحي ويقوم أصحاب الألعاب بتأجير هذه الأرض مقابل ( 13 ألف ) في الشهر ، و رسم الدخول " نصف جنية " للأطفال من سن 3 سنوات والفئة العمرية الأكبر" جنية " واحد ، كما أن لكل لعبة ثمنها ومتوسط سعر الألعاب ( 3 جنية ) لكل لعبة. قلة الأقبال كما أن الأقبال بعد ثورة 25 يناير تضائل ووصل إلى أدنى مستواي ومتوسط عد الزائرين في اليوم أصبح 5 زبائن ويرجع هذا بسبب "الماديات" فجميع الأسر أصبحت لا تقدر على توفير احتياجاتها الشخصية من ملابس و الطعام و مصاريف الحياة اليومية فالأسعار أصبحت مرتفعة جداً ، كما أن الوضع الأمني في الفترة السابقة يعد من ضمن الأسباب التي أدت إلى ضعف الأقبال ، بالإضافة إلي أن ثقافة الطفل الذي يأتي إلى هذا المكان لا تجعله يحافظ على الألعاب وبالتالي تزداد الخسائر فنحن نقوم بصيانة الألعاب كل يوم . ولكن في الأعياد يتخلف الأمر و ترتفع نسب الأقبال ومن هنا يستطيع صاحب كل لعبة تحقيق مكسب يغطي به نفقاته إلى حد كبير ، كما أن قبل ثورة 25 يناير كانت تأتي أعداد كبيرة من الرحلات وكان هناك زيادة في أعداد الرواد. مطالبات وطالب الحاج "درويش" أحد أصحاب هذه الألعاب أن يتم تخفيض سعر الإيجار لأنهم لا يستطيعون دفع هذا المبلغ الكبير الذي يقدر ب"13" ألف جنية في وقت يتضاءل فيه عدد الرواد كما أكد أن هذه الألعاب تمثل لهم دخل أساسي فهم يعتمدون عليها في تيسير أمور حياتهم اليومية كما أن هناك بعض الألعاب التي تحتاج إلي صيانة دورية ، ويتسأل كيف نقوم بدفع الإيجار والكهرباء وعمل صيانة ولا يوجد رواد. الأطفال والنطاطة وعند تجولي داخل الملاهي وبجوار لعبة "النطاطة " وهي عبارة عن مربع له قوائم ومحاط بسور مغطي بأسلاك حديدية ألتقيت بأحد الأطفال الذين يلعبون بداخل هذه اللعبة وهو الطفل "مروان" الطالب في الصف الثالث الابتدائي و الذي أخبرني بأنه يأتي كل يوم بعد انتهاء اليوم الدراسي ليلعب مع صديقة "محمد" ، كما قال أنه لم يذهب إلي أي مدينة ملاهي من قبل إلا هذه المدينة ولكنة يطالب بعدد أضافي من الألعاب الحديثة لكي يلعب هو وصديقة. رصد ومشاهدات وداخل هذا المكان وجدت أنواع عديدة من الألعاب منها " سيارات التصادم ، الفنجان ، السلسلة ، التجديف المائي وهو عبارة عن حوض كبير مملوء بالماء وبه عوامات صغيرة تسير بالتجديف ، السقية ، الدوارة " وعلى الرغم من شكلها الكئيب إلا أنها تجذب الأطفال الذين لا يستطيعون أن يتحملوا نفقات أكثر من بضع جنيهات ، بالإضافة إلى أنها تدخل السعادة إلى قلوبهم بل ويمكن أن تكون مقدار سعادتهم أكبر من سعادة الأطفال المترددين على أي مدينة العاب ك "دريم بارك " أو غيرها . لم يكتف الناظر بمشاهدة أشكال الألعاب الكئيبة والبهاتة ولكن هناك عشوائية في وضع الألعاب حيث تجد أن هناك ضيق في المساحات وتكدس الألعاب بجوار بعضها مما لا يعطي للناظرين من رواد هذا المكان أريحية وتستشعر بأنك داخل مكان به العديد من "الآلات" الحديدية المتلاصقة وأن هدف هذا المكان الربح فقط من خلال هذه "الآلات" وليس أسعاد الطفل ، وعلى سبيل المثال فلعبة "السقية" التي من المفترض أن تري من خلالها منظراً بديعاً ، تطل "السقية " داخل الحديقة على شارع صغير ، ترعة ، محطة المتر والكبرى العلوي ويمكنك أيضاً مشاهدة الكلب الذي مازال صوته يتصدر المشهد . مراجيح مختلفة كما أن المراجيح داخل المدينة لها الحظ الأكبر فهناك أنواع مختلفة من المراجيح فمنها التي تتألف من مقعدين متقابلين يتسع كل مقعد لثلاثة أطفال ويدفعها صاحبها يميناً وشمالاً، ومنها التي تتألف من مقعد واحد مستطيل الشكل ذو أرض خشبية يقف أحد الصغار بداخلها ويدفع بها بحركات متناسقة من جسده فتتأرجح ذهاباً وإياباً، والصغار يتبارون فيمن يستطيع الارتقاء أعلى بها. وهناك أيضاً أرجوحة عبارة عن حلقة معدنية كبيرة مستديرة الشكل على أطرافها مقاعد يتسع كل منها لطفل واحد فقط، وهي تدور حول نفسها بالدفع اليدوي الذي يعمد إليه صاحبها، كما وهناك " الدولاب "ويتألف من أربع مقصورات في كل منها مقعدين متقابلين، وهذه تدور حول محورها بشكل عامودي، واخيراً هناك أرجوحة عبارة عن عامود معدني طويل يتوسطه قاعدة وعلى كل طرف من أطرافه مقعد لشخص يصعد أحدهما فينزل الآخر والعكس. أما الساقية فهي عبارة عن دائرة كبرى معلق بها مجموعة من الكبائن، تسع الكابينة منها طفلين أو ثلاثة، وتزين بعدد من المصابيح الملونة والقصاصات الورقية، وتدور بواسطة محرك وتستغرق الدورة الواحدة 15 دقيقة. اقرأ فى هذا الملف * كن حذرا.. «الملاهي» سلاح ذو حدين * أشهر «الملاهي» حول العالم * «ديزني لاند».. مدينة فاتنة بدأت ب «أستوديو» للرسوم المتحركة * «دريم بارك».. ملاهي عالمية على أرض مصرية * «كيدزانيا».. مدينة أطفال عالمية على أرض مصرية ** بداية الملف