قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، اليوم الثلاثاء، إن البعثة الأردنية في نيويورك ستطلب من مجلس الأمن الدولي إصدار بيان يدين اختطاف السفير الأردني بليبيا فواز العيطان. وأعرب جودة خلال حديثه للتلفزيون الأردني الرسمي، اليوم، عن رفضه الشديد لهذا الحادث الذي استهدف المملكة الأردنية الهاشمية وتمثيلها الدبلوماسي بليبيا. وتعرض العيطان، واثنان من مرافقيه للاختطاف، صباح اليوم، وأصيب سائقه بجروح إثر تعرضهم لهجوم من قبل مسلحين مجهولين بالعاصمة الليبية طرابلس. وأضاف جودة أن كل كوادر وزارة الخارجية وبالتنسيق مع كل الأجهزة المعنية والمؤسسات المعنية في اجتماع دائم، منذ وصول الخبر (صباح اليوم) ونتابع الموضوع مع كل الجهات المعنية بتفاصيله وحسب تطورات الأحداث"، لافتا إلى أن "هذا الحادث يشكل منعطفا خطيرا. وتابع وزير الخارجية الأردني "لم تصل حتى الآن أي اتصالات من الجهات الخاطفة"، وطلبت من وزير خارجية ليبيا (محمد عبد العزيز) أن تقوم المؤسسات والجهات المعنية ببذل كل جهدها للعثور على مكان احتجاز السفير، والعمل على الإفراج عنه فورا". ونقل جودة عن نظيره الليبي تأكيداته بأن الوضع الأمني صعب جدا هناك، ولكنهم لن يدخروا أي جهد في هذا المجال، مشددين حرصهم على "العلاقات الطيبة مع الأردن التي كانت من أكبر الداعمين وما زالت لليبيا". وفيما لم تعلن أية جهة مسئوليتها عن الحادث حتى الآن، رجح مسئول حكومي رفيع بالأردن أن تكون جماعات جهادية تقف وراء اختطاف السفير الأردني في ليبيا، في حين قالت وسائل إعلام ليبية محلية أن الجهة الخاطفة هي جماعة "أنصار الشريعة الإسلامية" لمقابلته بمعتقل من أعضائها. وكان الأردن قد اعتقل في أوقات سابقة ليبيين ينتمون لجماعات "جهادية"، ولا توجد إحصائية بعدد المعتقلين الليبيين في السجون الأردنية. من جانبه، أعرب رئيس الحكومة الليبية المؤقتة المكلف عبد الله الثني، عن أسفه "الشديد" لاختطاف السفير الأردني في ليبيا فواز العيطان، بحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا). وأضاف رئيس الحكومة الليبية، خلال اتصال أجراه، اليوم، مع نظيره الأردني عبد الله النسور أن حكومته في حالة انعقاد "طارئ"، وأن السلطات الليبية "تبذل كافة الجهود للتعامل مع حادث اختطاف السفير (العيطان) وتأمين إطلاق سراحه". وأشار الثني، خلال الاتصال، إلى "تضامن وتعاضد الحكومة والشعب الليبي مع الحكومة والشعب الأردني وأسرة السفير"، مشيدًا ب"عمق العلاقات الأخوية بين البلدين ودور الأردن الداعم لليبيا". من جهته، قال رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، إن "الأردن كان دائما إلى جانب الشعب الليبي الشقيق من أجل إحقاق أمنه وازدهاره، ومن أجل أن تستعيد ليبيا استقرارها ويعود لها الأمن"، بحسب المصدر ذاته. ولفت إلى أهمية تكامل الجهود بين الأجهزة المعنية في كلا البلدين لتأمين إطلاق سراح السفير، مبينا أن ذلك يعتبر "أولوية" للحكومة وأجهزتها. وتعاني ليبيا وضعا أمنيا صعبا منذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2012، إثر اندلاع ثورة شعبية في فبراير 2011. وتحاول الحكومة الليبية السيطرة على الوضع الأمني المضطرب في البلاد؛ بسبب انتشار السلاح، وتشكيل ميليشيات تتمتع بالقوة ولا تخضع لأوامر السلطة الوليدة.