كتائب القذافي محاصرة بين غارات "التحالف" وقوات الثوار طرابلس: في الوقت الذي تمكن فيه "الثوار" من السيطرة على بعض المدن الليبية الاستراتيجية وتحريرها من قبضة الكتائب الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي ، تواصل قوات التحالف الدولي فجر الاحد غاراتها الجوية لاستهداف مناطق عسكرية لتلك الكتائب في مدينة سبها جنوبطرابلس. وقال مراسل قناة "الجزيرة" ان طلائع قوات الثوار دخلوا مدينة راس لانوف النفطية وتمكنوا من أسر 40 مرتزقا ، وذلك بعد ان سيطروا في وقت سابق على مدينة العقيلة الواقعة شرقي ليبيا ، ومدينتني البريقة واجدابيا. واضاف المراسل: "الثوار تمكنوا ايضا من السيطرة على مدينة العقيلة بالكامل ودخلوها بدون اي مقاومة ولايوجد اي اثر لكتائب القذافي" ، مشيرا الى ان المدينة هادئة تماما. فيما تراجعت كتائب القذافي الى مدينة العقيلة شرقي ليبيا والتي تبعد عن أجدابيا نحو 40 كيلومتر ، كما تراجعت بعض الكتائب وتمركزت بحسب المعلومات في مدينة رأس لانوف والتي تبعد عن اجدابيات نحو 80 كيلومتر. واعلنت المعارضة الليبية امس السبت إن مقاتليها استعادوا السيطرة على بلدة البريقة شرقي البلاد وذلك بعد ساعات فقط من سيطرتهم على مدينة اجدابيا. النهاية اقتربت وتعتبر هذه التطورات المثيرة أسوأ انتكاسات يتعرض لها القذافي وذلك ، عقب سيطرة الثوار على مدينة مهمة استراتيجيا وهى أجدابيا، التى تقع فى جنوب بنغازى، وتدمير طائرات تورنيدو البريطانية لست دبابات ليبية فى هذه المنطقة. وجاء تقدم الثوار بعد تمكنها السيطرة بشكل كامل على مدينتي البريقة واجدابيا وقاموا بقتل وأسر عدد من كتائب القذافي أثناء تلك المعارك. وأفادت معلومات بأن كتائب القذافي تعاني من نقص الدعم اللوجستي جراء عدم قدرة القوات الليبية على إمداد تلك الكتائب بالتموين العسكري "الذخيرة" والمواد الغذائية. وقال شاهد عيان: "ان قوات الكتائب الامنية تنسحب من طرابلس ، ويحل محلها قوات الدعم المركزي ، مشيرا الى ان "قوات الكتائب المنسحبة توجهت الى مصراتة في محاولة للسيطرة عليها". وقال متحدث باسم الثوار في اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة" :" ان عمال اجانب اصيبوا في قصف نفذته كتائب القذافي قرب ميناء مصراته الليبي". واشار المتحدث الى ان الثوار يسيطرون على ميناء مصراته حاليا ، مشيرا الى ان 7500 اجنبي عالقون . وتمكنت القوات الموالية للقذافي الأسبوع الماضي من السيطرة على إجدابيا، وكانت على وشك دخول مدينة بنغازي، معقل المعارضة، قبل أن يجبرها تدخل قوات التحالف على أن تعود أدراجها. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن خالد الكعيم نائب وزير الخارجية الليبي تأكيده في وقت لاحق ان القوات الحكومية الليبية انسحبت من مدينة اجدابيا السبت في أعقاب هجوم جوي شنته قوات التحالف الغربية. واضاف في مؤتمر صحفي "ان القوات الغربية ضالعة بشكل كبير في الهجوم، ولذا قررت القوات المسلحة الليبية الانسحاب من اجدابيا". واتهم الكعيم قوات التحالف بمساعدة المعارضين الليبيين بشكل مباشر. وفي مصراته قالت مصادر في المعارضة: "إن القوات الموالية للقذافي قصفت المدينة من جهتي الشرق والغرب بالمدفعية الثقيلة إلا أن القصف توقف بعد قيام طائرات التحالف الدولي بتوجيه ضربات جوية لقوات القذافي". كما ذكر التلفزيون الرسمي الليبي نقلا عن مصدر عسكري ان غارات جوية غربية استهدفت مناطق عسكرية ومدنية في بلدة سبها جنوبي العاصمة طرابلس. غارات التحالف وشنت قوات التحالف الدولي غارات جوية فجر اليوم استهدفت مناطق عسكرية ومدنية في مدينة سبها التي تبعد 750 كيلومترا جنوب العاصمة طرابلس وتعد معقلا لقبيلة القذاذفة التي ينحدر منها الزعيم الليبي معمر القذافي". كما تواصل دوي انفجارات القذائف وأصوات نيران المدفعية المضادة للطائرات بمدينة سرت مسقط رأس القذافي. وأوضح مصدر عسكري ليبي "أن القصف استهدف مرسى بحريا صغيرا لقوارب الصيد بالمدينة وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص". وقال متحدث حكومي: "ان التحالف الدولي شن السبت غارات جوية مكثفة على قوات القذافي على الطريق الممتدة بطول 400 كلم بين اجدابيا وسرت شرق ليبيا". وقال المتحدث" تتواصل الضربات الجوية ضد شعبنا بكثافة كبيرة ونخسر الكثير من الارواح لعسكريين ومدنيين". واضاف "اليوم استمرت الضربات الجوية على مدى ساعات دون توقف" ، واصفا هذا الهجوم بانه لااخلاقي وغير شرعي". وكانت المعارضة الليبية قد اعلنت أمس السبت ان قواتها المدعومة من جانب الطيران الغربي انتزعت السيطرة على مدينة اجدابيا النفطية من القوات الموالية للقذافي. وقالت وكالة الانباء الفرنسية إن المواقع الدفاعية التي كانت تحتلها قوات القذافي بدت مهجورة امام تقدم قوات المعارضة، التي شوهد عناصرها وهم يلوحون باشارات النصر. واوضح شاهد عيان ان نحو عشرين دبابة وآلية وقطعة مدفعية تابعة لكتائب القذافي اما مدمرة او مهجورة في ساحة المعركة قرب المدخل الشرقي لاجدابيا. واضاف: "إن المزيد من المعدات المدمرة موجودة عند مدخل المدنية الغربي، حيث انتشرت جثث قتلى قوات القذافي". وقال إن عددا من سكان المدينة اعتلوا الآليات المدمرة وهم يطلقون النار في الهواء احتفالا بتحريرها من قبضة القذافي ويهتفون بعبارات الشكر للرئيس الامريكي اوباما ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون. على صعيد اخر اعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية ان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آلثاني سيشاركان في اجتماع لندن حول العملية العسكرية في ليبيا. ودعا إلى الاجتماع كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا إضافة الى كل الدول المشاركة في التحالف الدولي والاتحاد الافريقي والجامعة العربية والدول الاوروبية الراغبة في المشاركة. ومن المقرر أن تتولى الدول المشاركة في اجتماع لندن "القيادة السياسية" للتدخل الدولي في ليبيا علما بأن القيادة العسكرية ستنتقل إلى حلف الناتو الأحد. وضع مأساوي وذكرت صحيفة "ليبيا اليوم" "ان الثوار 17 فبراير وصلوا إلى مدينة البريقة النفطية التي كانت في يد كتائب القذافي ووجدوها دمار وخراب وقطعت عنها الكهرباء ولا يوجد بها مواد غذائية، وتواجه وضع مأساوي حاد. ونقلت الصحيفة عن شاهد عيان قوله: "ان الثوار دخلوا الى مدينة البريقة وهي خالية من الكتائب والوضع الانساني صعب جدا لا كهرباء ولا طعام". من جهته اتهم وزير الدفاع الامريكى روبرت جيبس قوات الزعيم الليبي معمر القذافي بوضع جثث في مواقع تنفيذ الضربات الجوية من قبل قوات التحالف التي تعمل على تنفيذ منطقة الحظر الجوي التي أقرتها الأممالمتحدة. وقال جيتس في مقابلة مع شبكة "سي بي اس نيوز" : "إن هذه الخدعة مجرد محاولة لتوجيه اللوم عن سقوط ضحايا مدنيين إلى قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة وتضم بريطانيا وفرنسا". واضاف جيتس "لدينا الكثير من التقارير الاستخباراتية حول نقل القذافي جثث أشخاص قتلهم ووضعها في المواقع التي نهاجمها". وأشاد جيتس بالقوات الجوية التابعة للتحالف كونها "حذرة للغاية في هذا الجهد العسكري". وقد اتهم مصدر عسكري موال للقذافي القوات الفرنسية وقوات التحالف الأخرى أمس السبت بارتكاب إبادة جماعية في ليبيا. وأضاف المصدر أن قوات ما وصفه بالعدوان الاستعماري الصليبي تقصف من دون تمييز بين المدنيين العزل والأهداف العسكرية. لا للازعاج ونقلت صحيفة "ليبيا اليوم" المعارضة عن مصادر موثوقة قولها: "ان مدينة زواره غرب طرابلس تعيش هذه الأيام مأساة إنسانية ، حيث تم اعتقال أكثر من 500 شخص معظمهم من الشباب". واضافت المصادر : "ان هناك نقاط تفتيش في كل مكان من المدينة ولديهم قوائم الاعتقال، ويعتقلون كل من يرد عليهم وكان التركيز على جميع الشباب الذين كان لهم نشاط في تنظيم المظاهرات وبرزوا خلال المسيرات في الأسابيع الماضية". وقال مصدر مسئول في المدينة: "ان هناك شخصية مهمة قد يكون احد أبناء القذافي قيل انه الساعدي أو احد أعوان القذافي، موجود في زواره ، فيتطلب اعتقال اغلب الشباب في المدينة خوفا من المظاهرات والاضطرابات المتوقعة من ثوار المدينة". واوضح أحد شهود العيان أن إطلاق النار غير معتاد في المدينة وجميع المواجهات تتم بالأيدي والحديد وذلك لفراغ المدينة من شبابها، وقيل أن الشخصية المهمة تحتاج إلى هدوء وراحة وهذه لا تتوفر في طرابلس، فتم تفريغ زواره من شبابها لينعم ابن القذافي أو غيره من أعوان القذافي بهدوء وراحة بال". ويشار إلى أن بوابة 27 تتمركز فيها كتيبة أمنية وتعسكر فيها عدد من الدبابات والدشم العسكرية ، وتسيطر بالكامل على منطقة العسة.