رصدت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إحباطا في صفوف الإيرانيين إزاء الصفقة النووية التي أبرمتها إيران في فبراير الماضي مع القوى العالمية، والتي كان متوقعا لها رفع مستوى معيشة حياة المواطن الإيراني البسيط. وأعادت إلى الأذهان -في تقرير على موقعها الإلكتروني- وعود القادة الإيرانيين بشأن نتائج الصفقة؛ وأنها ستذيب الجليد بين إيران والغرب فيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية التي شلت الاقتصاد الإيراني، وكيف سيؤدي ذلك إلى علاقات تجارية جديدة، وهو ما تخوف منه معارضو الصفقة بالولايات المتحدة والشرق الأوسط وحذروا من مغبته. ونوهت الصحيفة عن اعتقاد الكثير من الإيرانيين اليوم بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على الصفقة أنها لم تفعل شيئا يذكر على صعيد معاناتهم اقتصاديا. ورصدت "لوس آنجلوس تايمز" تضاؤل الدعم الشعبي في إيران بخصوص هذا الاتفاق المؤقت، وكذلك المقاومة الدائمة من قبل المتشددين لأي حل وسط فيما يتعلق بالبرنامج النووي، ورأت أن ذلك يثير الشكوك حول قدرة الرئيس الإيراني حسن روحاني على المضي قدما في جهوده الرامية إلى التوصل لاتفاق نهائي، كما أنه يضع ضغوطا على المفاوضين من إيران و القوى العالمية الست لاستكمال المسار الدبلوماسي المعقد قبل الموعد النهائي في 20 يوليو المقبل. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذا الاتفاق المؤقت خفف عن كاهل إيران بعض العقوبات المحدودة مقابل وقف غالبية عمليات تخصيب اليورانيوم لمدة ستة أشهر، وأشارت إلى أن الهدف الحقيقي كان كسب الوقت بينما يعمل المفاوضون للتوصل إلى اتفاق طويل المدى يهدف إلى ضمان أن إيران لن تكتسب القدرة على أنتاج أسلحة نووية. وذكرت أن روحاني اعتبر الصفقة المؤقتة بمثابة فوز كبير لإيران من شأنه أن يشجع الاستثمار الأجنبي، وردد الكثير من الإيرانيين تفاؤل رئيسهم، وبدأت الشركات الإيرانية الكبيرة مباحثات مع الشركات الغربية الحريصة على العودة إلى الاستثمار في إيران، كما حاول صغار التجار معرفة كيفية الاستفادة من أية طفرة وشيكة. ورصدت الصحيفة بقاء معظم العقوبات كما هي، وتخوف رجال الأعمال الأجانب، ممن تدفقوا إلى طهران بعد الاتفاق، من توقيع صفقات كثيرة خشية فرض المزيد من العقوبات الأمريكية والأوروبية.