فيينا: لم يجد رودلف فايشتينجر الناطق الرسمي باسم الشرطة بمدينة سالزبورج عاصمة إقليم سالزبورج النمساوي، من وسيلة غير حث مواطني المدينة لإبداء مزيد من التراحم واهتمام بعضهم ببعض كجيران، والمسارعة بالتبليغ لمجرد الشك في أن مكروها قد أصاب أحدا، وذلك بعد أن تكررت حالات وفاة أشخاص لا يكتشف أمرهم إلا بعد فترة من الزمن نتيجة للوحدة والعزلة التامة التي يعيشها كثيرون في النمسا. كانت شرطة سالزبورج قد اكتشفت عن طريق المصادفة البحتة وفاة مواطن عمره "54 سنة" منذ مارس الماضي. إذ اضطر رجال الشرطة لكسر باب شقة الرجل بعد بلاغ من مالكها أن المستأجر تأخر عن تسديد الإيجار من دون إخطار، وأن المستأجر يرفض التحدث إليه رغم وجوده داخل الشقة بدليل سماعه "أي مالك المبنى" أصواتا تصدر من داخلها . ولكن لدى خلع الباب ومداهمة الشرطة للشقة فوجئ الشرطيون بكمية من البريد المتراكم وراء الفتحة المخصصة للرسائل، ومن ثم عثروا في صالة صغيرة على جثة الرجل المتوفى على أريكة أمام جهاز التلفزيون الذي كان يلعلع بعرض لمسلسل كوميدي . إلى ذلك كانت الشرطة قبل 9 أيام فقط من هذا الحادث المأساوي قد اكتشفت في إقليم سالزبورج أيضا بقايا جثة امرأة عجوز "84 سنة" بعد وفاتها وحيدة في شقتها قبل سنة وسبعة أشهر، بينما كان جيرانها يظنون أنها انتقلت للسكن في دار للعجزة .