رصدت حكومة المملكة المتحدة مبلغ 13.7 مليون دولار أمريكي لتمويل عمليات الطوارئ الزراعية التي تنفذها منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، لمساعدة الأسر المتضررة بالنزاع على استعادة سبل معيشتها ودرء الأخطار المتزايدة الماثلة على أمنها الغذائي. وقالت رئيس مكتب "فاو" بالجنوب السوداني الخبيرة سو لاوتسيه، "يواجه نحو سبعة ملايين شخص خطر الجوع بجنوب السودان، بما في ذلك ما يقرب من مليون شخص فروا من سكناهم بسبب الخوف وهرباً من القتال. ولا يقتصر النازحون على البشر إذ ثمة نحو عشرة ملايين رأس من الماشية رُحّلت عن مراعيها المعتادة". ويأتي الدعم الذي تقدمه إدارة المملكة المتحدة للتنمية الخارجية "DFID"، لتعزيز أنشطة المنظمة الجارية بجنوب السودان في لحظة جد حاسمة. وناشدت منظمة "فاو" في وقت سابق رصد 77 مليون دولار لمساعدة نحو 2.3 مليون شخص، بدعم فوري مصمم لمساعدتهم على زراعة الخضروات السريعة النضج وانتاج المحاصيل الأساسية، وممارسة أنشطة صيد الأسماك، واحتواء أخطار الأمراض الحيوانية. وأكدت خبيرة المنظمة، أن "ثمة نافذة من الفرص السانحة لمساعدة الملايين في جنوب السودان، وإن كان الوقت غير كاف في ظل هذه الوضعية الباعثة على القلق المتزايد". وتمضي منظمة "فاو" بحشد مختلف أطقم الإغاثة لإدامة سبل المعيشة في حالات الطوارئ، بتكلفة نحو 30 دولار لكل منها. وتسمح الأطقم المتنوعة إما بتوفير ستة أشهر من المحاصيل الأساسية للأسرة الواحدة، أو بإنتاج الخضر الغنية بالمغذيات، أو تهيئة خدمات الصحة الحيوانية لثمانين أسرة لمدة شهر، أو توفير ما يكفي لتدبير أسماك تشبع حاجة 20 أسرة يومياً. وفي الأجزاء الأقل تضرراً من جنوب السودان، فإن نجاح موسم الزراعة الرئيسي سيكون حاسماً لوضعية الأمن الغذائي المتوسطة الأجل على الصعيد الوطني. ففي ولاية غرب الاستوائية، التي سجلت أعلى معدلات الإنتاج في البلاد على مدى السنوات الخمس الماضية، لم يتأثر المزارعون مباشرة من جراء النزاع وبدأوا فعلياً في إعداد حقولهم. وثمة قلق من أن الأزمة أشاعت الفوضى في سلاسل توريد المدخلات والأسواق وأحبطت الجهود الإنمائية في عموم أنحاء جنوب السودان. وتخطط منظمة "فاو" إلى توفير البذور العالية الجودة للفئات المعوزة، وتهيئة الأدوات والتدريب وغير ذلك من أشكال الدعم اللازم لضمان انتاج زراعي مقبول في عام 2014. وتبرز أهمية هذه الجهود لتوفير الغذاء خاصة في وقت لاحق من العام الجاري، ولا سيما على ضوء العجز الحالي في انتاج الحبوب الوطني بما يقدر بنحو 400 ألف طن. ومن بين سبعة ملايين شخص يصنفون في خطر من انعدام الأمن الغذائي المتفاوت بجنوب السودان، يقدر أن 3.7 مليون شخص واجهوا مستويات حادة من انعدام أمنهم الغذائي أو حالات طوارئ خلال فبراير/شباط. وتدعو وكالات الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية معاً إلى حشد ما مجموعه 1.27 مليار دولار أمريكي تلبية للاحتياجات الإنسانية العاجلة في النصف الأول من عام 2014. وبينما عبأت "فاو" أكثر من 6 ملايين دولار إلى الآن، فإنها تناشد مجموعة متنوعة من الجهات المانحة رصد 25 مليون دولار إضافية، لكن التمويل المتاح أقل بكثير مما هو مطلوب لتأمين مساعدة الأسر المعوزة. وأكدت خبيرة المنظمة أن "الوقت يظل عنصراً حاسم الأهمية إذ ستغمر المياه معظم الطرق بالولايات المتضررة خلال موسم الأمطار، مما سيضطرنا إلى النظر في عمليات توصيل المساعدات جواً. وهذا أكثر تكلفة وأقل فعالية، وإن تعين علينا أن نبذل كل ما بوسعنا في هذا الوقت العصيب".