أحيت "الحركة الإسلامية في إسرائيل" اليوم السبت، فاعليات مهرجان "طفل الأقصى" بحضور حشود من الأطفال قدموا من مختلف مناطق القدس والبلدات العربية داخل إسرائيل. ويقام المهرجان بشكل سنوي في ساحات الأقصى، لربط الجيل الجديد بمقدساته وجذوره الإسلامية العريقة لتترسخ في وجدانه وليتخذها نبراساً في حياته اليومية ليكون نعم المنافح عنها . ويأتي هذا المهرجان، فيما ويتعرض الأقصى لاقتحامات شبه يومية يقوم بها مستوطنون يهود تحت حراسة من قوات الجيش والشرطة الإسرائيليين؛ لتنظيم جولات استرشادية حول الهيكل المزعوم، الأمر الذي يثير حفيظة الفلسطينيين، وتسفر أحياناً عن اندلاع مواجهات بين الطرفين. و"الهيكل" حسب التسمية اليهودية، هو هيكل سليمان، أو معبد القدس، والمعروف باسم الهيكل الأول، الذي بناه النبي سليمان عليه السلام، فيما يعتبره الفلسطينيون المكان المقدس الذي أقيم عليه المسجد الأقصى المبارك ويعرف بالمسجد الأقصى. «الأقصى» لن يقبل القسمة وفي توضيح لأبرز أهداف هذا المهرجان، قال زاهي نجيدات الناطق باسم الحركة الإسلامية "تعمل في القدس والبلديات العربية داخل إسرائيل" لوكالة "الأناضول" الاخبارية: "هذا المهرجان جاء لنقول لإسرائيل التي تتابع أعمال المهرجان عن كثب: المسجد الأقصى، وساحاته، وأزقة مدينة القدس إسلامية عربية، لن يقبل قسمتها، ولن يقبل التنازل عنها". وأضاف نجيدات: "منذ الصباح الباكر وصل آلاف الأطفال إلى ساحات المسجد الأقصى في أجواء من الفرح، والحب بصحبة الكثير من أولياء الأمور". ومضى نجيدات قائلا: "انطلقت فاعليات المهرجان صباح اليوم، وشرع الأطفال في رسم لوحات معبرة عن الحب للمسجد الأقصى، وهم يرددون: بالروح بالدم نفديك يا أقصى". وسيضم المهرجان أيضاً، فقرات فنيّة وإبداعية للأطفال، بالإضافة إلى مسابقة الرسم السنويّة وكلمات خطابيّة مختلفة، بحسب البيان . وأشار نجيدات إلى أن نائب رئيس الحركة الإسلامية كمال الخطيب، سيلقى كلمة في المهرجان، قبل ظهر اليوم. وكانت الحركة الإسلامية، أعلنت الجمعة، استكمال استعداداتها للمهرجان، الذى يهدف إلى ربط الجيل الجديد بمقدساته وجذوره الإسلامية العريقة لتترسخ في وجدانه وليتخذها نبراساً في حياته اليومية ليكون نعم المدافع عنها، بحسب ما ذكرته الحركة في بيان. الشرطة والطفل وفي هذا اليوم لم تقف الشرطة مكتوفة الأيدي وبعيدة عن الأطفال، بل أحيت اليوم مديرية شرطة محافظة قلقيليه يوم الطفل الفلسطيني مع أطفال دار الإيمان لإيواء الأيتام في محافظة قلقيلية، وذلك ضمن فعاليات يوم الطفل الفلسطيني وترجمة لرسالة ورؤية جهاز الشرطة في ترسيخ مفهوم الشرطة المجتمعية لدى مختلف الشرائح. وجاء ذلك خلال زيارة قامت بها المقدم حقوقي نداء حنني نائب مدير شرطة محافظة قلقيلية ويرافقها عدد من ضباط الشرطة إلى جمعية دار الإيمان لرعاية وإيواء الأيتام في مدينة قلقيليه، وذكر بيان إدارة العلاقات العامة والإعلام في الشرطة أن هذه الزيارات تندرج في إطار فعاليات شرطة المحافظة التي أطلقتها بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف الخامس من إبريل /نيسان من كل عام وبالتعاون والتنسيق مع جامعة القدس المفتوحة فرع قلقيلية، حيث يستذكر أطفالنا في هذا اليوم طفولتهم المسلوبة وأحلامهم المحطمة و خاصة هؤلاء الأطفال الأيتام الذين يعانون في كل لحظة حرمانهم عطف وحنان الوالدين ولهم علينا كل الحق في الرعاية والاهتمام من اجل الأخذ بأيديهم ومساعدتهم في تجاوز مرحلة الطفولة حتى يكونوا على قدر المسؤولية في تحمل أعباء الحياة وأن يكون لهم الدور الفاعل في بناء هذا الوطن. واضاف البيان انه تم مشاركة أطفال دار الإيمان لرعاية وإيواء الأيتام في وجبة غداء مقدمة من مديرية الشرطة والهدايا والحلويات التي قدمت للأطفال وقد ارتسمت على وجوههم الفرحة و البهجة لهذه اللفتة المميزة من الشرطة والتي عملت على تعزيز الثقة وكسر الحاجز النفسي مع الشرطة . «الهلال» في يوم الطفل ومن جانبها، أقامت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مخيما ترفيهيا رياضياً للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية وأسرهم، في مركز الشهيد صلاح خلف في الفارعة، إحياءً ليوم الطفل الفلسطيني، الذي يصادف الخامس من ابريل/ نيسان في كل عام. وتفقد رئيس الجمعية الدكتور يونس الخطيب، ومدير مركز الشهيد صلاح خلف غسان قبها، وعدد من ممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية في محافظة طوباس، فعاليات وأنشطة المخيم ، بمشاركة نحو 120 طفلا وطفلة من مراكز التأهيل التابعة للجمعية في الضفة الغربية، وأطفال برنامج الإثراء المنزلي الذي تنفذه الجمعية. وأطلّع ضيوف المخيم على أنشطته وفعالياته التي شارك فيها طلاب وطالبات من مدارس المحافظة، واشتملت على زاويا رسم بكافة أشكاله، وألعاب رياضية، تيلي ماتش، تشكيل فني بالملتينة، الرقص الحر والكابوريا، لعبة البوتشي، بمشاركة مؤسستي المركز الثقافي البريطاني ومؤسسة الحق في اللعب. وشارك أهالي الأطفال ذوي الإعاقة في ورشات عمل وتدريبات في مجال التفريغ النفسي، والإسعاف إلى جانب مشاركتهم في العديد من الأنشطة برفقة أطفالهم، إلى جانب طلبة المدارس الذين شاركو في الفعاليات. 230 قاصراً بالسجون وفي يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف اليوم السبت، بلغ عدد القاصرين الأطفال القابعين في سجون إسرائيل 230. وأفادت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، في بيان لها أن حوالي 700 طفل بين "12-17 سنة"، يتعرضون سنوياً للاستجواب والاحتجاز والمحاكمة من جانب جيش وشرطة وأجهزة أمن إسرائيل. أما عدد الأطفال الذين ارتقوا برصاص إسرائيل العام الماضي 2013 فقد بلغ 5 أطفال، ومنذ بداية العام الجاري وحتى اليوم قتل طفلان برصاص الاحتلال، آخرهما الطفل يوسف الشوامرة من قرية دير العسل بمحافظة الخليل، الذي لاقى حتفه وهو يحاول تأمين لقمة العيش. وبلغ متوسط الأطفال المعتقلين خلال عام 2013،199 طفلاً دون سن ال18 عاماً حسب إحصائيات الحركة العالمية، في حين بلغ عدد الأطفال المعتقلين في سجون إسرائيل حتى نهاية شهر فبراير العام الجاري230 طفلاً. وأكد البيان أن إسرائيل لا تزال بأدواتها المختلفة تصادر حقوق الأطفال في العيش بأمان من خلال هدم البيوت وإخطارات بالهدم، وممارسة سياسة التطهير العرقي للمجموعات البدوية بمختلف المناطق، بالإضافة إلى القدسالمحتلة، والتهديد المستمر لهم بإعاقة حياتهم اليومية. وعلى الصعيد الداخلي، أظهر بيان الحركة العالمية أن هناك "2451" طفلاً في خلاف مع القانون، تم توقيفهم في مراكز الإصلاح والتأهيل، بالإضافة إلى نظارات الشرطة بمختلف محافظات الضفة الغربية، حسب إحصائيات الشرطة الفلسطينية بتاريخ 8 يناير الماضي، يضاف إلى هذا الرقم أربع طفلات. ولا شك أن الانتهاكات الإسرائيلية كثيرة بحق أطفال فلسطين، ومن لا يذكر الطفل محمد جمال الدرة، الذي بات أسطورة، وكيف خطف رصاص إسرائيل أنفاسه من بين ذراعي أبيه، في 30 سبتمبر عام 2000. يومها اختبأ الصغير وراء أبيه ليحتميا من الرصاص، إلا أنه سقط برصاصة غدر. معاناة واستغاثة وفي خضم هذه الإحصائية التي تزامنت مع يوم الطفل الفلسطيني، دعت اللجنة الحكومية لكسر الحصار المجتمع الدولي وصندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة" «يونيسيف» بالتدخل العاجل والفوري لإنقاذ أطفال غزة من ويلات الحصار والوقوف أمام مسئولياتها لرفع الظلم عنهم. وقال حمدي شعت رئيس اللجنة في بيان وصل وكالة "معا" نسخة منه بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف اليوم السبت: " يحتفل أطفال غزة بيوم الطفل ولا يزالون يعانون من أبسط حقوقهم الإنسانية بالتمتع بطفولتهم البريئة وحقهم في الحياة كبقية أطفال العالم ويواجهون بأجسادهم الصغيرة التجويع والحصار ويحرمون الفرح والمرح واللعب". وبين أن هناك الآلاف من أطفال غزة يعانون نفص في التغذية ونقص الرعاية الصحية السليمة وقلة الأدوية نتيجة الحصار المفروض عليهم، مشدداً على أنه من حق أطفال غزة العيش بكرامة وحرية كنظرائهم في كافة أنحاء العالم. وأضاف شعت، يصادف احتفال فلسطين بيوم الطفل، وقوات الاحتلال الإسرائيلي تضرب بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية التي شرحت لحماية الأطفال مستهدفة الطفل الفلسطيني بمختلف مراحله العمرية ومستخدمة أنواع الوسائل الهمجية كافة ضده، بما فيها سياسة الحصار والتجويع. ووجه نداء إلى أحرار العالم قائلاً :" نذكركم بأن القانون الدولي والانساني وقوانين حقوق الإنسان وحقوق الطفل التي رسمتها منظمات الأممالمتحدة واضحة لا لبس فيها في توفير مقومات الحياة للأطفال من دواء كساء وغذاء"، داعياً إياها للمشاركة في فك الحصار ورفع الظلم عن المحاصرين من الأطفال الذين يعانون من توفير أبسط قومات الحياة لطفولتهم البريئة. وطالب المنظمات العربية والإسلامية التي تعنى بحقوق الأطفال المساهمة في دعم أطفال فلسطين، وتنظيم الفعاليات لفضح جرائم الاحتلال بحق أطفال غزة، وكذلك للوصول إلى غزة وعلاج الأطفال عبر قوافل كسر الحصار، ورسم البسمة على شفاههم المحرومة.