بعد الارتفاع الكبير.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 وعيار 21 الآن    انتشال 23 شهيدا وإجلاء أكثر من 200 جريح قرب مركز المساعدات الأمريكي غرب رفح    76 ألف طالب بالفيوم يؤدون اليوم امتحانات الشهادة الإعدادية في "الهندسة والرسم"    استجابة فورية، إيداع مسن بلا مأوى دار رعاية بالدقهلية    قرار مفاجئ من ياسين السقا بعد خبر زواج والدته مها الصغير من طارق صبري    ترامب: لن نسمح لإيران بأي تخصيب لليورانيوم    من ماكرون إلى وزير خارجية إيران، سر تهافت الزعماء والمسؤولين على مطعم ومقهى نجيب محفوظ بالحسين (صور)    البيت الأبيض: اتصال محتمل بين الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني هذا الأسبوع    «مقدرش احتفل قدام الزمالك».. رسائل خاصة من مصطفى فتحي قبل نهائي كأس مصر    «كل حاجة هتبان».. هاني سعيد يرد على رحيل إدارة بيراميدز والدمج مع مانشستر سيتي    محافظ سوهاج يتفقد شارع «أسيوط- سوهاج» بعد الانتهاء من أعمال التطوير والتجميل    48 ساعة فارقة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس يوم عرفة وعيد الأضحى (تفاصيل)    لماذا فشل مقترح عقد امتحانات الثانوية العامة ب الجامعات؟.. التعليم تجيب    بالمساعد الذكي.. نتيجة صفوف النقل ل المرحلة الابتدائية ب الجيزة (البوابة الرسمية)    الإيجار القديم.. النائب أحمد السجيني يطالب بمكتسبات فورية للملاك بتسليم التجاري والمغلق    بعد هبوطه في 7 بنوك.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه الثلاثاء 3-6-2025    الحج 2025.. هل يجوز للمحرم إزالة شيء من شعره أو أظفاره أثناء إحرامه    أوربان: بروكسل قررت أن على أوكرانيا مواصلة النزاع    وزير المالية: برنامج جديد لدعم الصادرات ب45 مليار جنيه.. وزيادة 93% في المخصصات    موعد مباراة الترجي وفلامنجو في كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    زلزال بقوة 6.2 ريختر يضرب الحدود التركية.. والمصريون يشعرون به للمرة الثالثة في شهر    زلزال بقوة 6.6 على مقياس ريختر يضرب جزيرة رودس اليونانية    مديرية الطب البيطري بالوادي الجديد تطرح لحومًا بلدية ب280 جنيها للكيلو    صرف 11 مليون جنيه منحة ل 7359 عامل في الوادي الجديد    تعليم الوادي الجديد: 1400 طالب مستفيد يوميًا من المراجعات بالمساجد    رئيس قسم الزلازل ب"القومي للبحوث الفلكية": قوة الهزة 5.8 وضرب عدة دول منها مصر    لقطات من حفل زفاف سيد نيمار لاعب الزمالك    مروان عطية: لم نعرف بقرار الإدارة قبل مباراة الزمالك بساعة ونصف.. وألعب مصابا    الكشف عن حكام نهائي كأس مصر بين الزمالك وبيراميدز    وسط تحذيرات صهيونية من دخولها . اعتقالات تطال مهجّري شمال سيناء المقيمين بالإسماعيلية بعد توقيف 4 من العريش    أحفاد نوال الدجوي يبدأون مفاوضات الصلح وتسوية خلافات الميراث والدعاوى القضائية    محامي نوال الدجوي يكشف وصية سرية من نجلتها الراحلة منى    أهم الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من ذي الحجة    مصطفى فتحي: يورتشيتش عوض غياب الجماهير.. وطريقة الحكام تغيرت معي بانضمامي لبيراميدز    سقوط «نملة» بحوزته سلاح آلي وكمية من المخدرات بأسوان    التعليم: زيادة أفراد الأمن وعناصر إدارية على أبواب لجان الثانوية العامة لمنع الغش    لاند روفر ديفندر 2026 تحصل على أضواء مُحسّنة وشاشة أكبر    1400 طالب يوميًا يستفيدون من دروس التقوية في مساجد الوادي الجديد    بسبب لحن أغنية.. بلاغ من ملحن شهير ضد حسين الجسمي    رحمة محسن: اشتغلت على عربية شاي وقهوة وأنا وأحمد العوضي وشنا حلو على بعض    "أوقاف سوهاج" تطلق حملة توعوية لتقويم السلوكيات السلبية المصاحبة للأعياد    عاشور يهنئ فلوريان أشرف لفوزها بجائزة أفضل دكتوراه في الصيدلة من جامعات باريس    مستقبل وطن بالأقصر يُنظم معرض «أنتِ عظيمة» لدعم الحرف اليدوية والصناعة المحلية    بمشاركة 500 صيدلي.. محافظ قنا يشهد افتتاح مؤتمر صيادلة جنوب الصعيد الأول    قرار من رئيس جامعة القاهرة بشأن الحالة الإنشائية للأبنية التعليمية    طريقة عمل شاورما اللحم، أكلة لذيذة وسريعة التحضير    الكشف عن تمثال أسمهان بدار الأوبرا بحضور سلاف فواخرجي    تزوج فنانة شهيرة ويخشى الإنجاب.. 18 معلومة عن طارق صبري بعد ارتباط اسمه ب مها الصغير    حين يتعطر البيت.. شاهد تطيب الكعبة في مشاهد روحانية    سعد الهلالي: كل الأضحية حق للمضحي.. ولا يوجد مذهب ينص على توزيعها 3 أثلاث    4 أبراج «بيعرفوا ياخدوا قرار»: قادة بالفطرة يوزّعون الثقة والدعم لمن حولهم    أسطورة ميلان: الأهلي سيصنع الفارق بالمونديال.. وما فعله صلاح خارقًا    وزارة الإنتاج الحربي تنظم ندوات توعوية للعاملين بالشركات    القومي للبحوث يقدم نصائح مهمة لكيفية تناول لحوم العيد بشكل صحي    رئيس الشيوخ يهنئ الرئيس والشعب المصري بحلول عيد الأضحى المبارك    الرئيس السيسى يستقبل مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر مايو الماضي    هيئة الشراء الموحد: إطلاق منظومة ذكية لتتبع الدواء من الإنتاج للاستهلاك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سوء التغذية يحاصر المناطق الصحراوية في باكستان
نشر في محيط يوم 05 - 04 - 2014

يواجه الرعاة وغيرهم في المناطق الصحراوية الباكستانية في تشولستان في جنوب البنجاب وثارباركار في السند أزمة خطيرة. فقد بدأت مواشيهم في النفوق، كما أن أطفالهم يعانون من سوء التغذية، وعندما تنتقل الأسر إلى مناطق أقل تأثراً بالجفاف فإنه غالباً ما يتم استقبالها بأسلوب عدواني.
ويقول عمال الإغاثة أن الجفاف قد انتشر على نطاق واسع في المنطقة وأن هناك حاجة لتقديم مساعدات واسعة النطاق. وفي هذا الإطار، قال عامر يوسف، منسق برنامج منظمة الصادق لرعاية الصحراء، ومقرها في تشولستان، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "هذه أسوأ موجة جفاف نواجهها منذ عام 1998".
من جهته، أخبر تاج حيدر، منسق عمليات الإغاثة في حكومة السند، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه قد تم الإبلاغ عن 201 حالة وفاة في ثارباركار من الأول من ديسمبر 2013 وحتى 28 مارس 2014، من بينها 51 رجلاً و34 امرأة و116 طفلاً. وقال أن المرض وليس الجوع هو السبب الرئيسي لهذه الوفيات.
بدوره، قال سليم الدين الذي كان يعمل في عيادات خيرية في منطقة ثار، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لا تكون المجاعة عادة السبب المباشر للوفاة . ولكن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، مثل أولئك الذين يأتون إلى مستشفيات ثارباركار، يقعون فريسة المرض بشكل أسرع ولا يتمكنون من التعافي، على عكس الأطفال الأصحاء".
وأفاد أن شرب المياه الملوثة نتيجة لنقص الإمدادات ساهم أيضاً في انتشار الأمراض، حيث "يتم في كثير من الأحيان تقاسم المياه بين الحيوانات والبشر".
وأفاد برنامج الأغذية العالمي أن الجفاف قد فاقم أزمة سوء التغذية في منطقة ثارباركار. وللمساعدة على مواجهة هذه الأزمة، تقوم المنظمة بزيادة دعمها التغذوي المستمر لتغطية المنطقة بأكملها. وقالت لولا كاسترو، مديرة البرنامج في الدولة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن تلك الإجراءات تتم "من أجل تلبية الاحتياجات الملحّة للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات".
وقد طلبت إدارات الصحة والتغذية في السند الحصول على الدعم. وأضافت كاسترو قائلة: "سيستفيد من برنامج التغذية أكثر من 18,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد أو المتوسط وما يقرب من 16,000 امرأة حامل ومرضع تعاني من سوء التغذية في جميع مجالس اتحاد ثارباركار".
وقال يوسف أن الجفاف في تشولستان تسبب في جفاف أكثر من 90 بالمائة من 1,100 بركة ماء و155 خزاناً تحت الأرض في المنطقة تتوزع على مساحة 26,300 كيلومتر مربع. ونتيجة لذلك ترك ما يقرب من 90 بالمائة من الناس منازلهم وقد تأثرت كل أسرة تقريباً بهذا الجفاف. ويقدر عدد سكان تشولستان بنحو 190,000 نسمة.
الحكومة تتحمل جزءاً من المسؤولية
وقال وزير إعلام إقليم السند شارجيل ميمون لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "هذا الجفاف هو الأسوأ منذ فترة طويلة جداً - ربما منذ عام 2002 على الأقل". وبينما اتهم وسائل الإعلام بالمبالغة في القضية، أفاد أنه كان من الممكن التعامل مع الوضع "بشكل أفضل" من قبل السلطات، لكنه أردف أنه يجري الآن "إدارة القضايا من قبل حكومة السند مع اللجان التي شكلت للإشراف على جهود الإغاثة".
واتهمت المحكمة العليا حكومة إقليم السند بالإخفاق في الإبلاغ بصدق عن الوقائع على الأرض وقد اعترف الوزير الأول في الإقليم بوجود عيوب إدارية كبرى، أبرزها الفشل في ديسمبر الماضي في توزيع 60,000 كيس من دقيق القمح المخصصة للمنطقة، والتي بقيت في المستودعات نتيجة لعدم دفع تكاليف النقل، وفقاً لبعض الروايات.
وأفادت محكمة السند العليا أيضاً بوجود إخفاق في ملء 271 وظيفة للأطباء في المستشفيات الحكومية في عمركوت، وهي واحدة من المدن التي تخدم ثار، مما ساهم في عدم كفاية الرعاية الصحية المتوفرة للمرضى، وخصوصاً الأطفال.
وأخبر علي أكبر، المدير التنفيذي لجمعية علوم المياه التطبيقية والطاقة المتجددة (AWARE) شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في مدينة تشاتشرو في ثارباركار: "تفيد وسائل الإعلام بوقوع 221 حالة وفاة منذ يناير من هذا العام، استناداً إلى بيانات المستشفيات. ولكن حالات الوفاة هذه بدأت في أكتوبر، لذا فالرقم أعلى من ذلك". وقال أيضاً أنه لا يوجد "أي تغير ملموس" في الوضع منذ بدء جهود الإغاثة، ويعزى ذلك بشكل أساسي لأن الحكومة تقوم بتوزيع دقيق القمح، ولكن لا تقوم بتوزيع "الغذاء اللازم للأطفال الرضع والأمهات الحوامل والمرضعات مثل الحليب". ونوّه أكبر أن نقص التوازن الغذائي يعني استمرار أزمة سوء التغذية.
ووفقاً للبيانات الرسمية لإدارة الإغاثة في السند، فإن هذا هو أول جفاف في ثار منذ عام 1999 عندما حدثت مجاعة أو حالة تشبه المجاعة.
نزوح... ومن دون الحيوانات
وقال نصير ميمون، الرئيس التنفيذي لمنظمة تعزيز المشاركة ومقرها إسلام أباد: "ترتبط الثروة الحيوانية ارتباطاً وثيقاً بحياة الإنسان في ثار". وأضاف أنه نتيجة لاعتماد الأمهات الحوامل والمرضعات في احتياجاتهم الغذائية بشكل أساسي على الحليب ومنتجات الألبان التي يتم الحصول عليها من حيواناتهم، فإن نفوق الماشية والأغنام ساهم في سوء التغذية الحاد بينهم وبالتالي بين أطفالهم الصغار.
....لا نشعر بالامان على الإطلاق. لا نعرف أي شخص حولنا. الناس يتصرفون بعدوانية تجاهنا، كما لا يمكنني العثور على عمل. لقد نفق كل ما عندي من الأغنام لذلك ليس لدينا شيء نعتمد عليه في معيشتنا
وتابع ميمون حديثه قائلاً: "إن الأزمة الحالية في ثار والمناطق الصحراوية المجاورة هي في الواقع نتيجة لسوء الإدارة الواسع والإهمال البشع من جانب الإدارة". وقد أدى الإخفاق في توزيع القمح والأدوية في الوقت المناسب ونقص الموظفين والخدمات الطبية إلى "وفاة الأطفال الرضع بمعدلات مروعة".
وأضاف قائلاً: "تقوم المستشفيات الحكومية الآن بتجنب استقبال الأمهات الحوامل والأطفال حديثي الولادة، وذلك لأن الأطفال الصغار جداً يشكلون أكبر مجموعة من الوفيات، وهم لا يريدون لهذا الرقم أن يرتفع. وهذا ما سيحدث إذا مات الأطفال حديثو الولادة في المستشفيات، وعندها يجب تسجيل الوفاة بشكل رسمي".
وقال ميمون أنه كان من الممكن تجنب الأزمة الحالية من خلال الرصد الدقيق لبيانات هطول الأمطار في عام 2013 التي "أثارت ناقوس الخطر بخصوص الجفاف. وعدم القيام بذلك، هو المأساة الحقيقية".
وأوضح يوسف من منظمة الصادق لرعاية الصحراء أن أكثر من 100,000 شخص نزحوا في تشولستان بعد أن كانوا يعيشون حول برك المياه التي جفت، واتجهوا بشكل رئيسي نحو البلدات والمدن. ونتيجة لفقدانهم لسبل العيش والأمن فإن النازحين معرضون للخطر.
وقال أحمد علم، الذي يعيش حالياً مع عائلته المكونة من سبعة أفراد في منطقة عشوائية تبعد حوالي 100 كيلومتر عن منزله في تشولستان: "هنا في بهاوالبور، لا نشعر بالامان على الإطلاق. لا نعرف أي شخص حولنا. الناس يتصرفون بعدوانية تجاهنا، كما لا يمكنني العثور على عمل. لقد نفق كل ما عندي من الأغنام لذلك ليس لدينا شيء نعتمد عليه في معيشتنا".
كما يشعر علم بالقلق لأن الأرض والبيت الذي اضطر لتركه قد يتعرض للسرقة في غياب العائلة.
ووفقاً ليوسف، نفق ما يقرب من 200,000 رأس من الماشية في تشولستان. ويبقى من غير المعروف عدد رؤوس الماشية التي نفقت في ثارباركار، ولكن منظمة برنامج ثارديب للتنمية الريفية غير الحكومية أفادت أن 42,000 رأساً من الغنم قد نفقت بشكل رئيسي بسبب المرض.
وأفاد السكان المحليون بوقوع خسائر هائلة للثروة الحيوانية، حيث قال راجو بهيل من بلدة ديبلو أن 12 رأساً من أصل 40 يملكها نفقت خلال الشهرين الماضيين: "أنا الآن بحاجة للعثور على العلف لها حتى تتمكن من البقاء على قيد الحياة، ولتتمكن عائلتي من البقاء على قيد الحياة أيضاً". وكان بهيل قد انتقل هو وعائلته عدة مرات للعثور على مصادر للمياه لهم ولحيواناتهم.
وتابع بهيل حديثه قائلاً: "زوجتي الحامل مريضة. والماء ملوث في كل مكان، وأنا قلق جداً عليها".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.