نفى رئيس بعثة الأممالمتحدة إلى جنوب السودان اليوم الخميس، مزاعم حول قيام البعثة بتسليح ودعم المتمردين في الصراع مع قوات الحكومة وتأليبهم ضدها. وأكدت لجنة تحقيق أممية رفيعة المستوى -حسب الوكالة الألمانية (د ب أ)- أن قافلة سلاح صادرتها الحكومة في ولاية البحيرات بوسط البلاد في مطلع مارس الماضي لم تكن متجهة إلى المتمردين، ولكن لأفراد حفظ السلام من غانا، حسبما قالت هيلدي جونسون في مؤتمر صحفي في جوبا. وكانت الأسلحة منقولة برا، بخلاف سياسة الأممالمتحدة لنقل كل أسلحة حفظ السلام جوا وبموافقة الحكومة. وبعض الشاحنات في الدورية كانت مصنفة على أنها تحمل مواد بناء وسلع عامة. وقالت بعثة الأممالمتحدة إن انتهاك هذه السياسة وقع بطريق الخطأ، ولا توجد نية لمساعدة المتمردين. ودفع اكتشاف الأسلحة حكومة جنوب السودان إلى إصدار أوامرها بإخضاع كل حافلات وكالات المساعدات الإنسانية ووكالات الأممالمتحدة للتفتيش الأمني، ويدعو أكثر من ألف شخص تظاهروا في جوبا جونسون إلى الاستقالة. ونفت جونسون أيضا مزاعم الحكومة بأن الأممالمتحدة وفرت المأوى للجنود المتمردين في بعض قواعدها، حيث حاول عشرات الآلاف الذين يفرون من القتال العثور على مأوى. وقالت جونسون إن الأممالمتحدة " ملتزمة بحماية أي مدني يسعى للجوء في مقراتها بما في ذلك عناصر من جانبي الصراع". ولدى الأممالمتحدة نحو 8 ألاف من قوات حفظ السلام في جنوب السودان، حيث تحول الصراع على السلطة بين الرئيس سيلفا كير ونائبه السابق رياك مشار إلى أعمال عنف في منتصف ديسمبر الماضي. واخفق توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين في إخماد الأعمال العدائية بينهما، ولقي عشرات الآلاف حتفهم في الصراع كما نزح حوالي مليون شخص عن منازله.