مشروع لرفع موازنة الثقافة من 0.22 إلى 1 % تطبيق مناهج نموذجية للفن و الثقافة بالمدارس خريطة ثقافية لمصر و حصر للمجموعات الثقافية المهرجانات .. النافذة الوحيدة لتعاون الحكومة مع المجتمع الأهلي! " الثقافة مش وزارة .. الثقافة فى الشارع و الحارة " ، " الثقافة مش بس للمثقفين .. الثقافة لكل المصريين " ، الثقافة مش بس فى الأوبرا .. الثقافة فى طنطا و شبرا " ، " كل بنى آدم من حقه يتمتع بالفن و الثقافة .. و يقدم فنه للناس " ، " الفن يعلم الحرية.. الفن يعلم الإنسانية " ، ربما طالعتك أحد تلك العبارات على أحد أتوبيسات النقل العام ، أو على جدران الشوارع و بجانب محطات المترو ، هذة الحملة التى أطلقها المورد الثقافى لتطوير السياسات الثقافية فى مصر و الوطن العربى . لنا فى الفن و الثقافة حياة ، معها نستعيد حنين الذكريات الجميلة ، و نكسر ملل الواقع و تشع البهجة على أيامنا ، فى غنوة ، فى رقصة ، فى رسمة ، فى حدوتة . هنا بائع الكتب الذى يحفظ الأدوار التاريخية كلها ، السويسى صاحب الصوت العذب الذى يحلم بالغناء و تدندن من حوله عائلته ، هذة الفتاة النوبية التى يمثل لها الرقص معنى الحياة ، غنوة أم كلثوم التى تؤنس الصياد فى مركبه و تنسيه هموم الحياة ، هذا الشاب الأسمر الذى يصدح بالشعر متغزلا فى محبوته ،" من حقى أرقص .. من أحقى أغنى .. من حقى أسمع موسيقى .. من حقى أمثل .. من حقى أكتب " ، تلك فقط بعض المشاهد من فيلم " سياسة ثقافية لكل المصريين " الذى عرض مساء أمس لأول مرة بمؤسسة دوم الثقافية وسط حشد كبير من الحضور . الفيلم هو جزء من المرحلة الثالثة من الحملة الإعلامية "سياسية ثقافية لكل المصريين" ، يتحدث الفيلم عن حق الإنسان فى الثقافة و الفن ، و يؤكد أن الثقافة ليست فقط للنخبة بل لكل المصريين ، هادفا لتوعية الناس بحقوقهم الثقافية ، و حشد تأييد شعبى من أجل وضع سياسة ثقافية جديدة لمصر تخدم أغلبية المجتمع ، كما أعلنت الحملة أنها قريبا ستطلق 6 إعلانات قصيرة من الفيلم فى قناة تلفزيونية جماهيرية و الفيلم من إخراج مروى زين وإنتاج المورد الثقافي . عقب عرض الفيلم أجاب أعضاء الحملة عن استفسارات الحاضرين ، و تحدث د. عماد أبو غازى و هو أحد أعضاء الحملة ، عن البعد الاقتصادى للثقافة و الذى يتضمن الصناعات التراثية و الثقافية الحديثة مثل صناعة الكتب و السينما ، و أن الاهتمام بتلك الصناعات يصب فى الدخل القومى ، و يضعنا فى مرتبة تنافسية مع الدول الأخرى . أما عن الناتج غير المباشر للثقافة على الاقتصاد فقال أبو غازى أن ذلك يتمثل فى ثقافة " التغيير " و التى تعمل على تطوير القيم الإيجابية من خلال الثقافة و الفن و الإبداع . و تحدثت أحد عضوات الحملة أن المشاريع القدمة تضم : تخصيص 1% من الموازنة للثقافة ، مشيرة أن مخصصات الثقافة حاليا 0.22 ، و هى نسبة قليلة للغاية ، و من المشاريع الأخرى عمل خريطة ثقافية لمصر ، و حصر المجموعات الثقافية ، و من المشاريع الهامة عمل مناهج نموذجية للثقافة و الفن ، و ستحاول الحملة تطبيقها فى بعض المدارس . و تابعت العضوة أن المجتمع المدنى يعد وسيط بين المؤسسات الثقافية و الشعب فى الشارع مساهما بذلك فى تجديد الهياكل و الأفكار ، و عن التعاون مع المؤسسات الحكومية قالت أنها غير دائمة و غير معلنة ، و تقتصر فى أغلبها على المهرجانات. الجدير بالذكر أن المجموعة الوطنية للسياسات الثقافية في مصر تكوّنت في سبتمبر 2010 من عدد من الناشطين الثقافيين، والأكاديميين، والفنانين، والمديرين الثقافيين، وممثلين لمؤسسات المجتمع المدني، بمبادرة من مؤسسة المورد الثقافي، وفي إطار برنامج مؤسسة المورد لرصد وتطوير السياسات الثقافية في المنطقة العربية. وكان المؤتمر الأول للسياسات الثقافية في المنطقة العربية الذي عقد في بيروت في يونيو 2010 قد أوصى بتكوين مجموعات للعمل على السياسات الثقافية في ثمانية بلدان عربية هي المغرب والجزائر وتونس ومصر ولبنان وفلسطين والأردن وسوريا. تهدف المجموعة، التي تعمل منذ تكوينها وحتى الآن على نحو تطوّعي، إلى تطوير بيئة العمل الثقافي في مصر، وذلك من خلال صياغة سياسة ثقافية مصرية تعني بتطوير واقع العمل الثقافي ومراجعة القوانين والتشريعات المعيقة. اختتم الحفل بأمسية شعرية غنائية " الشعر فى حضن المزيكا "للشاعر أمين حداد والموسيقي حازم شاهين وإسكندريلا ، صدح الشاعر الجميل أمين حداد بمجموعة من أجمل أشعاره بمشاركة فرقة إسكندريلا و عزف المبدع حازم شاهين ، صحبونا فى أجواء قصيدة " العيش " و " أنا اللى باكتب شعر بالطباشير" و " أنا باكتب شعر عجيب الشكل " و " حتة من قلبى " ، بصوت كروان الشعر أمين حداد . و غنت فرقة إسكندريلا مجموعة من أروع أغانيها " العب يا سياسى " ، و " راجعين " و " ده جنب ده " ، بأداء أثار حماس الجماهير ، بحنجرة حازم شاهين الذهبية التى تنتمى للزمن الجميل ، عندما يعزف ينتفض جسده كله بالأنغام ، لتشعر أن تلك الموسيقى لا تخرج من الآلة بل من داخله ، و أن أوتار العود التى يلامسها ليست سوى أوتار أحاسيسه ، و فى الختام وقف الحضور مع الفرقة لغناء النشيد الوطنى " بلادى بلادى " .