جاءت نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات البلدية الفرنسية التي أجريت أمس؛ لتعزز من تراجع الحزب الاشتراكي الحاكم الذي حصل على 42% من الأصوات؛ في مقابل حصول حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المعارض على 49% من الأصوات، وهو ما فتح الباب أمام الحديث عن ضرورة قيام الحزب الحاكم بتغيير وزاري؛ يشمل رئيس الوزراء "جان مارك ايرولت". ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد جاءت نتيجة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف لافتة للاهتمام، إذ حصل عى 9% من الأصوات وفاز بعشرة بلديات على الأقل. ووصف البعض نتيجة الانتخابات بكونها يوماً أسوداً لليسار الفرنسي. وأكد المحللون السياسيون الفرنسيون على ضرورة قيام الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند" بإجراء تغيير وزاري، وبإقالة رئيس الوزراء جان مارك ايرولت. وناقشت وسائل الإعلام الفرنسية نتائج الانتخابات ودلالاتها. حيث صدرت صحيفة "لوفيجارو" ذات الاتجاه اليميني بمانشيت يقول "أمواج تسونامي الزرقاء تتجه نحو أولاند"، في إشارة إلى اللون الأزرق الذي تظهر به البلديات التي فاز بها حزب الاتحاد على خرائط نتائج الانتخابات. وعلقت الصحيفة قائلة: " إن على أولاند أن يجري تغييراً وزارياً بالسرعة الممكنة ". أما صحيفة "ليبراسيون" فخرجت بصورة لأولاند وهو يبدو قلقاً على صدر صفحتها الأولى وبمانشيت يقول "عقاب"؛ قائلة: " إن على أولاند أن يقرر في أقرب وقت ممكن ما إذا كان سيبقي على ايرولت في منصبه أم لا ". بدورها تحدثت صحيفة "لوموند" عن احتمالات إقالة ايرولت من منصبه، ذاكرة اسم وزير الداخلية "مانويل فالس"، كأبرز مرشح لتولي منصب رئاسة الوزراء. ومن أبرز النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات البلدية الفرنسية كذلك؛ فوز امرأة برئاسة بلدية باريس للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية الفرنسية. إذ فازت مرشحة الحزب الاشتراكي الحاكم "آن هيدالغو" بمنصب عمدة باريس؛ إثر حصولها على نحو 54.5% من أصوات الناخبين، مقابل حصول منافستها اليمينية مرشحة حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية "ناتالي كوسيسكو موريزيه" على 45.5% من الأصوات. وعملت هيدالغو كمساعدة لعمدة باريس "برتران ديلانوي" لثلاثة عشر عاماً. وشهدت الانتخابات البلدية أضعف نسبة مشاركة في تاريخ الجمهورية، حيث بلغت نسبة المشاركة 62%.