اهتمت الصحف الأمريكية، الصادرة اليوم السبت، بزيارة الرئيس باراك أوباما إلى السعودية، التي انتهت اليوم، بعد أن استمرت يومين، التقى خلالها بالملك عبدالله بن عبدالعزيز. جاء الاهتمام على خلفية ما وصفته الصحف ب"التوتر والخلافات"، التي شابت العلاقات بين البلدين، نتيجة الخلاف حول عدة ملفات أبرزها إيرانوسوريا والوضع بمصر. ونقلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" عن مسئول أمريكي، لم تسمه، أن "الرئيس أوباما يدرس شحن صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف إلى فصائل المعارضة السورية المعتدلة، وربما بمساعدة من الحكومة السعودية"، من دون أن يوضح طبيعة المساعدة السعودية في هذا الصدد. وبينت أن الزيارة تهدف إلى "استرضاء" الرياض، ومحاولة كسر هوة الخلافات والتوتر الذي عبرت من خلاله السعودية عن غضبها إزاء سياسات "أوباما"، مؤخراً فيما يتعلق بتعاطيها مع سورياوإيران وتدخلاتها في المنطقة العربية. غير أن صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن بنيامين جيه رودس، نائب مستشار الأمن القومي، قلق بلاده إزاء مقترحات منح المعارضة صواريخ مضادة للطائرات. وأضاف "أوضحنا أن هناك أنواع معينة من الأسلحة، بما في ذلك منظومات الدفاع الجوي المحمولة، قد تشكل انتشارها خطرا إذا وصلت إلى سوريا". وعاد المسؤول الأمريكي ليقول إن ثمة "تقدم في التنسيق بين واشنطنوالرياض حول من الذين نقوم بتقديم المساعدة لهم (في سوريا)، وما هي أنواع المساعدة التي نوفرها"، من دون الكشف عن تلك الجهات. وبشأن مصر، التي كانت نقطة أخرى للخلاف بين واشنطنوالرياض، على خلفية "الفتور" في العلاقات بين الحكومة الأمريكية والسلطات الحالية بمصر، قال رودس إن بلاده "تشعر بالقلق إزاء العدد المثير للصدمة كبيرة" لأحكام الإعدام التي صدرت مؤخرا في مصر، في إشارة إلى حكم بإعدام 528 من أنصار مرسي الأسبوع الماضي. قبل أن يعود ويقول: "لدينا مصلحة مشتركة في الاستقرار، ولكن هذه السياسة سيتم دعمها بصورة أفضل من خلال تمسك مصر بخارطة طريق ديمقراطية". أما صحيفة "وول ستريت جورنال" فقالت إن زيارة أوباما هدفت إلى "لكسر الخلافات بين واشنطنوالرياض" بشأن مساعدة المتمردين السوريين، ولكن الخلافات ما زالت مستمرة، رغم انتهاء الزيارة. ونقلت عن مسئول أمريكي قوله: إن "الإدارة مستعدة لزيادة مستوى المساعدة التي تزود بها المتمردين السوريين، وهو طلب رئيسي للسعوديين، الذين يضعون أولوية قصوى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد". وأوضح في الوقت نفسه أنه "لم يجر مناقشة تفاصيل أنواع المساعدة، مثل منظومات الدفاع الجوي المحمولة". وفي الملف الإيراني قال المسئول، إن من أسباب الخلاف "استياء الرياض بشأن المفاوضات الأمريكية مع إيران حول برنامجها النووي الذي يعتبره السعوديون تهديدا خطيرا، وكذلك النهج الفاتر الذي تتبناه واشنطن تجاه حكومة مصر". كما أشارت الصحيفة إلى أن الملك عبد الله، وهو في أوائل التسعينيات من عمره، كان يضع أنبوب أكسجين خلال الاجتماع مع أوباما، لكنها نقلت عن مسئول أمريكي رفيع المستوى - حضر الاجتماع - قوله إن "الملك بدا في صحة جيدة". من جانبها، نقلت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، في تقرير لها بعنوان "أوباما يلتقي العاهل السعودي لمصارحته"، عن مسؤولين أمريكيين كبار قولهم، إن "أوباما سافر إلى الرياض لمصارحة العاهل السعودي، وتوضيح أن مصالح البلدين الإستراتيجية تظل متوافقة إلى حد كبير". ونوهت إلى أن "الزيارة جاءت في وقت يشهد توترا في علاقة الولاياتالمتحدة مع حليف إسلامي رئيسي، بينما تشعر السعودية بالتوتر إزاء مشاركة واشنطن في المحادثات النووية مع ايران وتعامل الرئيس الأمريكي مع الصراع في سوريا". ونقلت المجلة تصريحات لأحد كبار مسئولي الإدارة قال فيها: كان من المهم أن تتاح لهما (أوباما والملك عبدالله) فرصة اللقاء المباشر، وشرح إلى أي مدى الرئيس عاقد العزم على منع إيران من حيازة سلاح نووي، ومواجهة أنشطة إيران الأخرى لزعزعة الاستقرار، وأن الولاياتالمتحدة تمضي قدما في هذا الاتجاه باهتمام شديد. ووفقا للمجلة فإنه خلال اللقاء، الذي استمر أكثر من ساعتين، قضى الزعيمان معظم الوقت في الحديث عن إيرانوسوريا، ولم تسنح الفرصة لإثارة قضايا حقوق الإنسان (في المملكة). إلا أن المسئولين أشاروا إلى أن "أوباما اجتمع في الفندق، الذي يقيم فيه، اليوم السبت، مع ناشطة معروفة باهتمامها بمكافحة العنف الأسري، هي مها المنيف (طبيبة سعودية، الرئيسة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري الوطني)"، من دون توضيح الموضوعات التي تناقشا حولها.