البابا تواضروس يدشن كنيسة تحمل اسم الباب كيرلس كان نعيه أطول نعي في الصحف.. والسماء أمطرت بغزارة يوم نياحته الشاي باللبن يتسبب في منح عبد الناصر للكنيسة أرض العباسية العذراء تظهر في عهده.. وإقامة العديد من الكنائس والأديرة "رجل الصلاة" أو "شفيع الطلبة"..هذا هو لقبه الشهير،قلما تجد طالبا مسيحيا لا يتشفع به أولا يعرفه، البابا كيرلس السادس،بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رقم 116 في الفترة ما بين 10 مايو 1959 و 9 مارس1971،والذي تحتفل الكنيسة بذكرى نياحته ال43. نشأته ولد البابا كيرلس في 8 أغسطس 1902 بمدينة دمنهور من والدين محبين للكنيسة والمبادئ المسيحية، وكان اسمه قبل الرهبنة عازر يوسف عطا،دراسته الثانوية بالإسكندرية. شُهد له منذ حداثته بالقداسة والتقوى؛ما جعله يفكر بجدية في خوض طريق الرهبنة منذ وقت مبكر، فقدم استقالته من شركة الملاحة التي عمل بها عاقدا العزم علي خوض هذا الطريق السماوي. رهبنته ذهب إلى دير البراموس في27 يوليو سنة 1927م، ورُسم راهباً في بداية فبراير سنة 1928م، باسم الراهب مينا. اتّصف طوال حياته بالتواضع الجم ومحبة الجميع له، وحبه للقراءة في سير الآباء وتعاليمهم، وقد رُسِم قسًا في يوم الأحد 18 يوليو1931م،على يد الأنبا ديمتريوس مطران المنوفية، ودرس اللاهوت في الكلية اللاهوتية بحلوان؛ ثم توحد في مغارة خارج الدير. اختياره للبابوية "وأعطيكم رعاة حسب قلبي فيرعونكم بالمعرفة والفهم" إر10:3، هذا هو الوعد الإلهي الذي يثق فيه الأقباط عند اختيار راعٍ جديد، وبالفعل كان البابا كيرلس نموذجا صالحا للراعي الذي يسهر على قطيعه، حيث اختارته عناية السماء ووقعت عليه القرعة الهيكلية في الأحد 19 إبريل1959. ودقت أجراس الكنائس معلنة الراهب مينا البراموسي ليكون البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية ال116. انجازات في عهده قام البابا كيرلس بتعمير دير الشهيد مار مينا، الذي خُرّب في القرن العاشر وعادت الصلوات والألحان والحياة الرهبانية إلى تلك البقعة بمريوط. وكذلك عمَّر أديرة برية "شيهيت" وأديرة الوجه القبلي، كما وضع حجر أساس كاتدرائية جديدة ومبنى للكلية الإكليريكية بمنطقة الأنبا رويس؛ بالإضافة إلى كنائس عديدة وأديرة للراهبات. وفي عهده، بدأت خدمة كنائس المهجر في أمريكا وكندا واستراليا؛ وفي أفريقيا نظم الكنيسة بأثيوبيا رعويًا وإداريًا ورسم لها بطريركًا . كما أعاد لمصر جسد القديس مارمرقس الرسول وظهرت العذراء مريم في عهده بكنيسة الزيتون؛ حيث شاهدها المسلمين والمسيحيين علي السواء عام 1968. كيرلس وعبد الناصر تعد علاقة الصداقة التي جمعت بين البابا كيرلس والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، علاقة غريبة البدايات، فرغم العداء الذي ظهر بينهما في البداية، لكون عبد الناصر كان غير مبالٍ تماما بالمشاكل والمضايقات التي كان يتعرض لها الأقباط وعندما ذهب البابا ليشتكي له هذا الأمر بعد 10 محاولات للمقابلة، عامله عبد الناصر بفتور ولم يستمع لكلامه، فانصرف البابا غاضبا. ولكن بعد ساعات، استدعاه ناصر ليصلي لابنته التي كانت مريضة وبصلوات رجل الصلاة شفاها الله، بحسب روايات أتباع المسيحية. ومنذ هذا الوقت، توطدت العلاقة بينهما حتىأن ناصر قال للبابا :" أنت من النهاردة أبويا .. أنا هاقولك يا والدي على طول، وزى ما بتصلى لأولادك المسيحيين صلى لأولادي .. ومن دلوقت ما تجنيش القصر الجمهوري، البيت ده بيتك وتيجى فى أى وقت أنت عاوزه "، بحسب كتاب البابا كيرلس السادس رجل فوق الكلمات للكاتب مجدي سلامة . "الشاي بلبن" وأرض العباسية ظهر ذكاء البابا كيرلس عندما قررت مجموعة اغتيال عبد الناصر،وإلصاق التهمة بالمسيحيين مرتدين ملابس الرهبان،وعندما علم البابا طلب أن يقدم إليهم "الشاي باللبن"وكانت تلك الأيام صيام لدى المسيحيين، فشربه الرهبان المزيفون فكشف أمرهم، وتم القبض عليهم وفشلت محاولة اغتيال عبد الناصر. هذا التصرف الحكيم جعل ناصر يمنح الكنيسة أرض العباسية التي بنيت عليها الكاتدرائية كما تبرع ب100 ألف جنيه مساهمة في بنائها وحضر افتتاحها ليكون أول رئيسا يدخل بطريركية الأقباط. نياحته توفى البابا كيرلس في 9 مارس عام 1971م، وظل جالسًا على الكرسي البابوي ثلاثة أيام ألقى عليه أبنائه نظرة الوداع، ثم صُلي عليه بالكنيسة المرقسية بالأزبكية. بعد ذلك نُقِل جثمانه ليدفن تحت مذبح الكاتدرائية الضخمة التي كان قد شيدها في دير مار مينا بمريوط وذلك تحقيقًا لوصيته في 25 نوفمبر 1972. أطول نعي ومفاجأة جوية وكان نعي وفاته أطول نعي شهدته الجرائد المصرية، ويليه نعي عبد الناصر الذي سبقه بأقل من أربعة شهور في 24 سبتمبر 1970. وتخبط علماء الأرصاد الجوية في معرفة سبب المطر الغزير الذي انهمر على القاهرة يوم نياحة البابا كيرلس؛ حيث وصفها الدكتور عبد الحميد طنطاوى رئيس هيئة الأرصاد الجوية المصرية فى هذا الوقت " مفاجأة جوية ". أشهر أقواله أزهد في الدنيا يحبك الله أزهد فيما في يدي الناس يحبك الناس. منجرى وراء الكرامة هربت منه .. ومن هرب منها بمعرفة تبعته وأرشدت الناس إليه. ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه وما يعطي الإنسان فداء عن نفسه. لا يضايق أحدكم أخيه بكلمة صعبه بل صالحوا بعضكم بعضا بحلاوة الروح . لا تبطل عملا من الأعمال الصالحة لأجل كلام الناس ولا تعمل عملا لأجل مديح الناس. اجتهد قبل ما تعلم أن تعمل بما تريد أن تعلمه. أول كنيسة على اسمه قام البابا تواضروس الثاني منذ أيام بتدشين أول كنيسة حملت اسم البابا كيرلس السادس وذلك بعد اعتراف المجمع به كأحد القديسين المعاصرين في الكنيسة ،وتضم الكنيسة التي تقع بدير مارمينا العجايبي بالكنج ماريوط، ثلاث مذابح، الرئيسي يحمل اسم «كيرلس السادس»، والبقية باسم الشهيد مارمينا العجايبي، والأنبا أنطونيوس. اقرأ فى هذا الملف * تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية * البابا شنودة . . مسيرة عطاء بلا حدود * البابا تواضروس.. عناية الله تختار ** بداية الملف