أعلن آلان حكيم وزير الاقتصاد اللبناني، اليوم الأربعاء، عن تقديم ألمانيا 5 ملايين دولار أمريكي للحكومة اللبنانية لدعم المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين، الذين تخطى عدد المسجلين منهم ال983 ألفا، فيما أشارت السفيرة الإسبانية في بيروت ميلاغروس هرناندو، إلى أن الاتحاد الأوروبي يبذل جهودا كبيرة لاستئناف مفاوضات جنيف لإيجاد حل للأزمة السورية، التي قالت أنّها لن تحل إلا سياسيا. وقال حكيم خلال مؤتمر صحفي في السراي الحكومي "مقر الحكومة" وسط بيروت: "إن المبادرة التي تطلقها الحكومة اللبنانية بهبة ألمانية بلغت 5 مليون دولار، تهدف لدعم المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين والتي "تعاني أصلا من الفقر والإهمال" حتى قبل اندلاع الأزمة السورية في العام 2011". وأوضح حكيم حسبما ورد بوكالة "الأناضول" الإخبارية، أن مساعدة المجتمعات اللبنانية ستتم من خلال "إدخال مشاريع تنموية تعمل على تطوير بنى الإنتاج المحلي ما يؤمن عملا لائقا يساعد اللبنانيين على الصمود والمواجهة واحتضان اللاجئين". وحذّر من أن آثار النزاع السوري على لبنان "تجاوزت قدرة المجتمع اللبناني على الاحتمال كما قدرة الدولة اللبنانية على توفير الموارد"، مشددا على "وجوب تضافر كافة الجهود والتزام المجتمع الدولي بواصلة تقديم الدعم المالي للبنان". ولفت حكيم، ردا على سؤال لوكالة "الأناضول"، إلى أن مساعدات المجتمعات المضيفة ستطال كل المناطق اللبنانية وخاصة شمال لبنان الذي يستضيف 258 ألف لاجىء، ومنطقة عكار الحدودية الفقيرة. وبحسب إحصاءات حكومية لبنانية يعاني 28% من الشعب اللبناني من الفقر، 8% منهم يعانون من الفقر المدقع. وأفاد تقرير صدر العام الماضي عن البنك الدولي أن المصاريف المباشرة للخزينة اللبنانية لتأمين الخدمات الإضافية للنازحين السوريين بلغت 1.1 مليار دولار، وأن 170 ألف لبناني سيكونون تحت خط الفقر بإطار التداعيات السورية على لبنان. وأشارت السفيرة الإسبانية في بيروت، ميلاغروس هرناندو، في حديث مع "الأناضول" اليوم، إلى أن الاتحاد الأوروبي يبذل جهودا "استثنائية" لدعم اللاجئين السوريين أينما حلّوا وخاصة في لبنان، لافتة إلى أن إسبانيا قدمت 7.5 مليون دولار العام الماضي لدعم اللاجئين في لبنان ومبلغا مماثلا هذا العام على أن يحدد الاتحاد الأوروبي استراتيجية صرفه. وأثنت هرناندو على استضافة لبنان لأكبر عدد من اللاجئين السوريين مقارنة بباقي بلاد اللجوء، معتبرة أن "اللبنانيين عبروا عن سخاء كبير في هذا المجال، لكننا نعي أن لكل شيء حدودا". وشدّدت على أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو الحل سياسي، "وهذا ما قلناه منذ البداية، لكن يبدو أنّه كانت هناك دول تظن أن الحل سيكون عسكريا"، وقالت: "نحن نقوم بجهود كبيرة لاستئناف مفاوضات جنيف وإلا فإن الأزمة ستكبر في البلدان المجاورة لسوريا والمعاناة ستتضاعف أيضا". ولفتت إلى أن إسبانيا تدعم إقامة مخيمات للاجئين السوريين المتواجدين في لبنان باعتبار أن ذلك سيتيح "إدارة أفضل لملفات الصحة والغذاء والتعليم وحتى الأمن"، مشددة على أن القرار النهائي في هذا المجال يعود للحكومة اللبنانية. وأعلن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الاثنين الماضي، أن لبنان يسعى حاليا لإنشاء مخيمات للنازحين السوريين داخل الأراضي السورية، وليس على الأراضي اللبنانية، معربا عن قلق بلاده، إزاء وجود مجموعات مسلحة بين التجمعات الكبيرة للنازحين السوريين في بعض المناطق اللبنانية.