هنائى : 90 % من طغيان الحاكم من صنع الشعب عبد الله : غياب الأمن وراء تفشى ظاهرة قرصنة الكتب الفرماوى : ترقبوا تخفيضات خاصة للمجموعات الثقافية من قلب الأحداث الحالية انطلقت شرارة " طغراء " فى ذهن المبدعة " شيرين هنائى " لتجسد فى أحدث روايتها فكرة الحاكم الذى لا يموت و المحكوم الذى يموت حيا ، و حالة تسمم الكلمات النى نعيشها ، حيث يتبدل الإنسان و ينفصل عن أرضه ، حيث علاقته بالحاكم منذ قديم الأزل ، ليصنع الشعب من حاكمه " فرعونا " يمتلك الأرض و يجعل منه أجيرا لديه . رواية "طغراء" تعتبر فانتازيا تاريخية، تتداخل فيها الأزمنة فهى تتناول فترة آخر حكم المماليك، وكذلك فترة سياسية حالية، مع نظرة نحو المستقبل، فى محاولة للتعرف عليه ، قامت الرواية على أحداث حقيقية لكن شخصياتها من واقع خيال الكاتبة ، لتفاجأ قرائها بفنتازيا تاريخية مشوقة مليئة بالمفاجآت و الأحداث العنيفة و الدموية أيضا . وقعت هنائى روايتها أمس فى مكتبة الشروق وسط جمع من الأدباء و الناشرين و القراء الذين أتوا من مختلف المحافظات للاحتفاء بطغراء وكاتبتها ، و قام الممثل و المخرج أحمد صبرى غباشى بقراءة تمثيلية لمقاطع من الرواية جعلت الجمهور يشعر و كأنه يعايش أحداثها و يتخيلها أمامه . و فى حديث شيرين هنائى قالت أن أى شخصية يصنعها الكاتب تبدء فى رأسه كالدخان ثم تتشكل ، و أول ما تأخذ تأخذ من كاتبها ، فيعطى لها البنية و الأبعاد و يصنع منها خيال الكاتب شخصية مستقلة بذاتها ، و تابعت هنائى قائلا :شخصية البطل " صلاح الدولة " خرج من داخل عقلى الباطن متأثر بدراكولا و رواية العطر و رواية لكالفينو . " صلاح الدولة " الحاكم الذى لا يموت للحظة تصور أنه شبه خالد و آله ، و لكن كما عبرت هنائى فالحاكم ليس شرير فى ذاته ، لكن الشعب يسهم فى 90 % من طغيانه ، و كما يقول المثل " يا فرعون مين فرعنك ". و عن اختيارها لحقبة المماليك قالت هنائى أن السقوط و نهاية حكم المماليك هو الذى يظهر دائما أسباب انهيار الدولة ، و انهيار صلاح الدولة تزامن مع انهيار المماليك ، و اختيارها للماليك بشكل خاص لأنهم عبيد حكموا الأحرار ، و هذا ينطبق على شخصية الحاكم عبر الزمن فهو ليس سوى فرد عامل لدى الشعب و لكنه يسيطر عليهم كأنهم أجراء لديه و هو صاحب الأرض . و تواصل : القاهرة و مصر هى منطلق روايتى ، لذا عدت للتاريخ ، أردت أن أكتب عما يحدث للإنسان و يفصله عن الأرض و يغيره ، فبالعودة للتاريخ ما يحدث ليس سوى حلقات مفرغة مستمرة ، حيث علاقة الحاكم و المحكوم ، الحاكم الذى يشعر أنه صاحب الأرض و يجعل المحكوم أجير لديه . و تداخل الأزمنة فى الرواية تعد رحلة فى شبكة خبرات البطل "صلاح الدولة " عبر 500 عام ، تؤكد أنها نفس رحلة الحاكم فى مختلف العصور ، و تقول هنائى أنها تعمدت إنهاء الرواية قبل 30 يونيو ، لأن بعدها ستتغير الأحداث و ستضطر لإعادة صياغة روايتها و كلما يمر الوقت نمر بالمزيد من التحولات و التغيرات . هناك إسقاط واضح بالرواية كما تقول هنائى ، و تؤكد الكاتبة أن الأنظمة لا تنتهى كإلقاء الحجر فى بركة راكدة ، لا ينتهى الأمر بإلقاء الحجر بل يصنع العديد من التموجات ،قائلة نظام ناصر و السادات و مبارك و الأخوان مازالو لم ينتهوا و مؤيديهم مازالو يقذفون الأحجار بالبحيرة ، الأنظمة مستمرة الوجوه فقط تختلف ، و هذا ما يحدث من خلق طاغية جديدة فى وقتنا الحالى ، مشيرة لحالة التقديس التى يضفيها الناسى على المشير عبدالفتاح السيسى . " طغراء " هى استكمال لمسيرة الفنتازيا التى بدأتها هنائى فهى كما تؤكد كاتبة فانتازيا لا كاتبة رعب ، ففى روايتها " نيكرفيليا " ليس بها رعب هى فقط تلقى الضوء على مرض غريب ، و فى صندوق الدمى سطعت فلسفة الحرية ، و فى طغراء استكمال لمسيرة الفنتازيا من منحى سياسى و تاريخى ، لتؤكد الكاتبة بذلك أن الفنتازيا تستطيع أن تتناول أى موضوع أيا كان . الوشم على ظهر شخصية خالد " المواطن المحكوم " بالرواية أثار فضول القراء ، لتجيب هنائى أن الوشم كان رمز ل " تسمم الكلمات " الذى انتقل له من الحاكم و ينتقل لنا الآن من الإعلام " ووسائل التواصل الإجتماعى و حديثنا بين الناس و بين أنفسنا ، تسمم الكلمات الذى يصنع الضجيج و الحيرة فى عقولنا ، الذى جعل خالد يتخلى على أمه و مصر و هو يظن أن كل شئ يسير كما يجب بينما هو يتخبط فى طريقه . و بسؤالها عن تحويل روايتها " نيكروفيليا " التى تصدرت الأعلى مبيعا إلى فيلم سينمائى قالت : أنها للرواية كيانها و للفيلم معالجته الخاصة مع الحفاظ على القالب الأساسى للرواية ،فإن طبقت الرواية كما هى ستكون سوداوية للغاية ، و فضلت هنائى الاستعانة و فضلت أن أستعين بسيناريست جيد من أجل العمل هو حسام حلمى ،أما عن السيناريست محمد صلاح راجح فلم يستطع الاستمرار لانشغالاته. و تابعت هنائى أن العمل فى السيناريو يسير ببطء لتحقيق التوازن بين الفيلم التجارى الذى يحقق الإقبال و بين أن يقدم الفيلم قيمة فنية و رسالة حقيقية ، مؤكدة أن الفيلم لن يحوى أى مشاهد خارجة . و فى ختام حديثها أعلنت الكاتبة عن انطلاق مشروع " طغراء " مشروع وطن لوثيق تراث مصر مرئيا مؤكدة أنه مشروع غير هادف للربح، يهدف لتجميع كل ما يتعلق بتاريخ مصر من العصر الفرعونى حتى ثورة 52 ،عن طريق التصوير و الكوميكس و الأداء التمثيلى ، لنتعرف على تاريخنا بالصورة و الريشة و التجسيد . من جانبه قال الناشر هانى عبد الله صاحب دار الرواق أن صنع كتاب صوتى مكلف ، خاصة مع محدودية قراء الورقى ، أما عن الكتب المقرصنة قال أنهم يأخذون الكتب جاهزة و يعيدون طباعتها بسعر رخيص ، فلا يتحملون تكلفة الكتاب و المخرجين و المصممين التى يتحملها الناشر ، و أرجع تفشى هذة الظاهرة لحالة الغياب الأمنى . و قال أن مشروع " كتبى " فى فودافون ، محاولة للتصدى للقرصنة بتوفير الكتب بسعر رخيص على الانترنت ،قائلا أن دار الرواق توفرها بخصم 50% . و قال مصطفى الفرماوى المدير بدار الشروق أن القرصنة ليست تعدى على حقوق الناشر فقط بل الكاتب و كل العاملين فى الكتاب من المصممين و المخرجين ، و أن مزورى الكتب عندما ألقى القبض عليهم فى المعرض أطلق سراحهم بعد يومين ليستكملوا بيع الكتب المزورة من جديد . و عن الحلول لوقف قرصنة الكتب قال أن بعد الوقفة التى حدثت أمام دار الشروق ، خفضوا سعر الفيل الأزرق ل 22 جنيه ، و يقومون بطبع نسخ فى حجم الجيب تكلفتها أقل ، و طرحوا فكرة كاتب الشهر بتخفيض على كل أعماله أثناء الشهر . و أعلن الفرماوى أنه سيقدم اقتراحا للإدارة بعمل تخفيضات للجروبات الثقافية حتى لا يضطروا لشراء الكتب المزورة ، مع عمل خصومات على الكتب القديمة فى مخازن الدار .