تشارك أعداد كبيرة من المروحيات والطائرات والسفن وفرق الإنقاذ من عشرة بلدان في عملية بحث هي الأكبر في تاريخ الطيران المدني، من أجل العثور على الطائرة الماليزية، التي فُقد الاتصال معها بعد ساعتين من إقلاعها في رحلة من العاصمة الماليزية "كوالالمبور" إلى العاصمة الصينية "بيكين" يوم السبت الماضي. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد بدأت الصين التي دعت إلى بذل المزيد من الجهد من أجل العثور على الطائرة تقديم دعمها لعمليات البحث، حيث أعلن مسؤولون صينيون أن عشرة أقمار صناعية صينية بدأت بتمشيط المنطقة من أجل العثور على 153 مواطناً صينيّاً بينهم طفل. من جهة أخرى تضاربت المعلومات الورادة حول مسار الطائرة وموقعها الأخير؛ قبل فقدان برج المراقبة الاتصال معها، حيث نفت قيادة القوات الجوية الماليزية الادعاءات القائلة بأن الطائرة غيّرت مسارها واتجهت غرباً. وذكر قائد القوات الجوية الجنرال "رودزالي داود" أن الأنباء الواردة عن التقاط الرادارات إشارات من الطائرة للمرة الأخيرة قرب مضيق "مالاكا" لا تعكس الحقيقة، في حين تقول مؤسسة الطيران المدني أن الطائرة غيًرت مسارها واتجهت قبل فقدان الاتصال معها إلى المضيق المذكور؛ وهو منطقة شحن مكتظة غرب البلاد. بدوره قال مسؤول من القوات الجوية الإندونيسية يُدعى العقيد "عمر فاتور" أنه حصل على معلومات من مسؤولي الطيران الماليزيين تفيد بأن الطائرة حلقت فوق بحر الصينالجنوبي قبل فقدانها. وفقد الاتصال بالطائرة وهي في المجال الجوي الفيتنامي بينما كانت في رحلة من العاصمة الماليزية كوالالامبور إلى العاصمة الصينيةبكين، مع التأكيد على أن وقود الطائرة لا يمكّنها من التحليق كل تلك الفترة الزمنية. وأفاد "أحمد جوهري يحيى" المسؤول في الخطوط الجوية الماليزية أن الطائرة من طراز "بوينج 777" قد فقد الاتصال بها بعد ساعة من إقلاعها، مشيراً إلى أن طاقم الطائرة لم يرسل إشارات استغاثة، مبيناً أن الظروف الجوية للمكان والوقت الذي خلاله فقد الاتصال بالطائرة كانت جيدة. من جانب آخر أوضح رئيس دائرة الطيران المدني الماليزي " أزهرالدين عبدالرحمن" أن الرادار تلقى آخر إشارة من الطائرة وهي فوق نقطة التقاء بحر الصينالجنوبي وخليج تايلاند، أمّا رئيس دائرة الطيران المدني الفيتنامي "لي جوان تان" فذكر أن موظفي المراقبة الجوية لم يجروا أي اتصال بالطائرة. وأعلنت دول المنطقة حالة الاستنفار بما في ذلك الصين والفلبين للبحث عن الطائرة، إذ أرسلت الصين سفينتي إنقاذ فيما تشارك 3 طائرات و3 سفن تابعة للبحرية الفيلبينية في عمليات البحث، حيث تبلغ المساحة التي سيتم البحث فيها 11ألفاً و200 كيلومتر مربعاً. من جهة آخرى أوضح وزير المواصلات الماليزي "هشام الدين حسين" أنهم يتوقعون كافة الاحتمالات، جاء ذلك في معرض إجابته على سؤال حول إمكانية أن يكون وراء اختفاء الطائرة عمل إرهابي. ونقلت صحيفة "ذي ماليزيا انسايدر" عن البحرية الفيتنامية أن طائرة الركاب الماليزية تحطمت فوق البحر قبالة ساحل جزيرة "ثو تشو" الفيتنامية صباح السبت الماضي، فيما لم يعرف بعد مصير ركاب الطائرة وأسباب تحطمها. وفي السياق نفسه أوضح بيان للحكومة الفيتنامية؛ أن طائرات تابعة لسلاح الجو الفيتنامي رصدت بقعتي زيت في بحر الصينالجنوبي جنوب فيتنام بطول 10-15 كيلومتر، والتي يعتقد أنه من الوقود المتسرب من الطائرة المفقودة. وتقل الطائرة على متنها 227 راكباً منهم 153 صينياً و 38 ماليزياً و12 إندونيسياً و7 أستراليين و3 أمريكيين و3 فرنسيين وراكبان كل من من نيوزيلندا وأوكرانيا وكندا وواحد من كل من روسيا وإيطاليا وتايوان وهولندا والنمسا، بالإضافة لأفراد طاقم الطائرة البالغ عددهم 12 شخصاً.