واصلت قوي سياسية معارضة في موريتانيا، السبت، التنديد بالحملة الأمنية التي تشنها السلطات الموريتانية منذ أيام ضد جمعيات ومؤسسات تابعة لتيار الإخوان المسلمين بموريتانيا. و قال حزب "تكتل القوي الديمقراطية" المعارض في بيان أصدره في وقت متأخر من مساء السبت إن إغلاق مؤسسات صحية و مدارس تعمل في إطار أنشطة خيرية و تعليمية يعتبر "قرارا جائرا"، مشيرا إلى أن هذه الهيئات ظلت تسعي "جاهدة إلي التعويض الجزئي عن عجز النظام الواضح عن الاضطلاع بالمهام المنوطة بالدولة". بدوره، استنكر حزب "التجديد الديمقراطي" المعارض قرار وزارة الداخلية الموريتانية القاضي بحل "جمعية المستقبل للدعوة و الثقافة والتعليم"، التي تعتبر الذراع الدعوي لجماعة الإخوان المسلمين في البلاد، واصفا الجمعية بكونها "أهم صرح دعوي و ثقافي و تربوي بموريتانيا، و أنها ذات دور مشهود في نشر تعاليم الإسلام السمحة في المجتمع الموريتاني". كذلك، نددت حركة "الحر" التي تدافع عن الأرقاء السابقين بموريتانيا في بيان، السبت، بإقدام النظام الموريتاني على غلق جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم، ومركز النور الصحي، المحسوب على جماعة الإخوان. واعتبرت الحركة في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه أن حل جمعية مرخصة "توجه خطير لا يبشر بخير على مستقبل الحريات العامة والخاصة". و أغلقت السلطات الموريتانية، مساء الخميس الماضي، جمعية "المستقبل" وفروعها بالداخل بالإضافة إلي مؤسسات أخري، محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين في البلاد. وبررت وزارة الداخلية الموريتانية قرار إغلاق جمعية المستقبل باعتبار الجمعية "خرقت نظم وقوانين الجمعيات من حيث التمويل والتدخل". وقال مصدر مسؤول بالوزارة، في تصريحات صحفية الجمعة، إن "القرار أتى بعد تجاوز الجمعية لصلاحياتها وخرقها القوانين المنظمة"، مشيرا إلى أن القرار يشمل حجز الممتلكات المنقولة والثابتة للجمعية. لكن محللين يربطون بين حملة على الإخوان في موريتانيا والتقارب بين الأخيرة وكل من السعودية والإمارات، ولا يستبعدون أن تكون لزيارة وزير الثقافة والتوجيه الإسلامي الموريتاني، أحمد ولد النيني، الجمعة، إلي الإمارات علاقة بالأمر. ويقول هؤلاء المحللون إن الإمارات والسعودية قادتا، منذ الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي في يوليو / تموز الماضي، حملة لتصنيف الإخوان كجماعة "إرهابية" على المستويات: الخليجي والعربي والدولي. وأدرجت السعودية، الجمعة، جماعة الإخوان المسلمين و8 تنظيمات أخرى، على قائمة "الجماعات الإرهابية"، وفق بيان لوزارة الداخلية السعودية.