اتهم حزب "تواصل" الإسلامى المعارض فى موريتانيا النظام الحاكم بتنفيذ "أجندة إقليمية" تستهدف التضييق على تيار الإخوان وإغلاق المؤسسات التابعة له.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى عقده، اليوم السبت، محمد جميل منصور، رئيس حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية "تواصل"، جدد فيه رفض الحزب لحل جمعية المستقبل وبعض الجمعيات المقربة منها، والتى تنشط فى المجال الصحى والخيرى، وكلها محسوبة على تيار الإخوان المسلمين فى البلاد.
وبدأت السلطات الموريتانية، مساء الخميس الماضى، حملة إغلاق بعض الجمعيات التابعة للإخوان بموريتانيا من بينها جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم، التى يرأسها العالم الموريتانى الشيخ محمد الحسن ولد الددو.
وأضاف منصور، خلال المؤتمر، أنه "لابد أن ننصر هذه المؤسسات التى تعمل فى إطار الشرعية، وتعمل لسد ثغرة كبيرة فى العجز الحكومى، سواء فى قطاع التوجيه والشؤون الإسلامية أو الصحة أو المساعدة أو الإرشاد أو التعليم".
وتابع أن حزب تواصل "يفتخر بأنه ينظر إلى المؤسسات الدعوية أنها منابر لدعوة المجتمع إلى الخير وإلى الالتزام والتدين والاستقامة، ولا بد أن يرفع صوته عاليا مُنكرا هذا الاستهداف الذى وقع فى حق جمعية المستقبل".
وفى وقت سابق ردت جمعية المستقبل على قرار إغلاق مقارها بدعوة الحكومة الموريتانية إلى مراجعة القرار.
واعتبرت الجمعية، فى بيان لها أمس الجمعة، أن "استهداف مؤسسات الدعوة إلى الله تعالى فى موريتانيا لا يخدم إلا أعداء الدين والوطن الذين يعملون لبث الفرقة، ويرون أن المصالحة بين الدولة والدعوة خطرا عليهم".
كما أصدرت قوى سياسية معارضة بيانات تُندد بإغلاق الجمعية وتحتج على ما وصفته ب"موجة تراجع الحريات والتضييق على التظاهرات" بالبلاد.
من جانبها بررت وزارة الداخلية الموريتانية قرار إغلاق جمعية المستقبل باعتبار الجمعية "خرقت نظم وقوانين الجمعيات من حيث التمويل والتدخل".
وقال مصدر مسئول بالوزارة، فى تصريحات صحفية أمس الجمعة، إن "القرار أتى بعد تجاوز الجمعية لصلاحياتها وخرقها القوانين المنظمة"، مشيرا إلى أن القرار يشمل حجز الممتلكات المنقولة والثابتة للجمعية.
لكن محللين يربطون بين حملة على الإخوان فى موريتانيا والتقارب بين الأخيرة وكل من السعودية والإمارات، ولا يستبعدون أن تكون لزيارة وزير الثقافة والتوجيه الإسلامى الموريتانى، أحمد ولد النينى، أمس الجمعة، إلى الإمارات علاقة بالأمر.