أعلن عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية، أن مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية "تمر الآن بأزمة"، و"وصلت إلى طريق مسدود". وأضاف الأحمد، في مؤتمر صحفي اليوم السبت، بمقر إقامته بأحد فنادق القاهرة، على هامش زياته لمصر، أن الأزمة بدأت في شهر نوفمبر / تشرين الأول الماضي بعد التسريبات التي أعلنت بضرورة الموافقة الفلسطينية على يهودية الدولة التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ضمن أي اتفاق سلام مستقبلي. وأشار إلى أن كيري كرر هذا الشرط خلال لقائه في باريس، مؤخرا، مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. وبخصوص الموقف الفلسطيني حيال ذلك، قال: "نحن رفضنا هذا الشرط، وقلنا لن نعترف بيهودية الدولة؛ لأن معنى قبولنا بهذا الشرط أن تسقط الرواية العربية ونصبح دخلاء نحن على فلسطين وبذلك نكون قد قبلنا بعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين وطرد مليون ونصف فلسطيني مسلم ومسيحي من الأراضي الفلسطينية عام 1948 (إسرائيل)". ودعا القيادي الفتحاوي القادة العرب في القمة العربية المقبلة التي ستعقد في الكويت يومي 25 و26 مارس / آذار الجاري إلى تقديم الدعم السياسي والمادي والمعنوي للدولة الفلسطينية من أجل استكمال بنائها، ونيل استقلالها الكامل، وعاصمتها القدسالشرقية. وأشار إلى أن الجانب الأمريكي سأل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن): "لو وافقت الجامعة العربية على اقتراح يهودية الدولة، فهل ستقبل ذلك؟"، مؤكدا أن أبومازن أشار إلى أن الجامعة العربية لن توافق على أي شيء لا نريده، ونحن ننسق مع الجامعة العربية في كل شيء، وهى لا يمكن أن توافق على ما نرفضه. وقال الأحمد: "الجديد في الأمر أننا علمنا بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعتزم التدخل شخصيا في القضية، وأن الرئيس أوباما طلب لقاء الرئيس محمود عباس في واشنطن في 17 مارس / آذار الجاري"، مشيرا إلى أن الرئيس سيوفد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين خلال أيام للإعداد للزيارة. وترعى أمريكا ممثلة بوزير خارجيتها محادثات فلسطينية إسرائيلية مباشرة منذ أغسطس/آب من العام الماضي، بغية التوصل لاتفاق إطار حول قضايا "الحل النهائي" من بينها الحدود واللاجئين. ولا تفصح مصادر رسمية فلسطينية أو أمريكية، عن بنود الاتفاق حفاظا على سرية المحادثات. وردا على سؤال حول إمكانية فتح معبر رفح البري مع قطاع غزة حاليا، قال الأحمد: "لا أتوقع ذلك"، مستدركا أن الرئيس محمود عباس لا يقبل أن يكون معبر رفح بديلا عن المعابر الأخرى، ورمي قطاع غزة بوجه مصر. وحول ملف المصالحة الفلسطينية، قال الأحمد إن حركة حماس "غير جادة وتماطل "، مشيرا إلى أن حماس لم تتخذ أية خطوة إيجابية نحو المصالحة حتى الآن ومازالت تنتظر. وأشار أنه التقى على هامش زيارته الحالية للقاهرة مع القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، بالإضافة إلى أنه تم إجراء اتصال آخر "لم يحدد موعده" مع القيادي بحركة حماس ورئيس الحكومة المقالة بغزة، إسماعيل هنية، حيث ما زال ينتظر ردا منه لتهيئة الأجواء الإيجابية لزيارة محمود عباس المزمعة إلى قطاع غزة، مؤكدا أن مصر هي التي تتولى رعاية ملف المصالحة الوطنية.