أحيت السلطات المصرية في محافظة الأقصر بصعيد البلاد721 كيلومترا جنوبالقاهرة اليوم الأربعاء الذكرى الأولى لحادثة احتراق وسقوط البالون الطائر الذي سقط غرب الأقصر في شهر شباط فبراير من العام الماضي، وراح ضحيته 19 سائحا وسائحة. جرى الاحتفال بحضور مسؤولين مصريين ودبلوماسيين أجانب وخبراء سياحيين وعشرات الأجانب في موقع سقوط البالون المنكوب بقرية الضبعية غرب الأقصر. ويأتي حفل تأبين ضحايا بالون الأقصر المنكوب بعد شهر من إعلان التقرير النهائي بشأن التحقيقات التي جرت بشأن الحادث ، والذي أكد أن سبب الحادث المرجح يرجع إلى حدوث تسريب وقود في الجزء العلوي من الخرطوم الأمامي الأيمن المتصل بالحارق رقم 193 التقط مصدر اشتعاله من لهب المواقد الخاصة بالبالون، ما أدى إلى حدوث حريق نتج عنه إصابة جسيمة ومباشرة لقائد البالون، أدت إلى سقوطه من البالون وارتفع البالون دون سيطرة وازداد اشتعال النيران بأجزائه حتى أصبح لا يقوى على الطيران وسقط في موقع الحطام. وكانت رحلات البالون توقفت عقب وقوع الحادث، ثم استؤنفت في شهر نيسان أبريل من العام الماضي ، بعد الإعلان عن مجموعة من الاشتراطات التي وضعتها سلطة الطيران المدني المصرية والتزمت بها شركات البالون الطائر بالبلاد ، ولا تزال حركة البالون مستمرة في سماء الأقصر حتى اليوم . ورغم تعدد حوادث البالون الطائر في الأقصر والتي كان أبرزها الحادث الذي راح ضحيته 19 سائحا وسائحة ، ثم سقوط البالون التابع لشركة ماجيك هورايزون غرب المدينة في شهر آذار مارس من عام 2009 والذي أسفر عن إصابة 16 سائحا من مختلف الجنسيات، إلا أن ما بات يعرف بسياحة البالون التي باتت تشتهر بها المدينة تشهدا إقبالا وازدهارا كبير حيث كان من اللافت استمرار رحلات البالون التي تنظمها ثماني شركات بالون في المدينة بصورة طبيعية رغم حادث سقوط بالون ماجيك هورايزون وإصابة ستة عشر من ركابه بإصابات بالغة. ويقول خبراء سياحة إن هواية ركوب البالون تعتبر من المهن السياحية التي تنفرد بها مدينة الأقصر ، التي تضم بين جنباتها ما يقرب من ثلث الآثار المصرية وسدس ما يملكه العالم من تراث إنساني ، ويقبل السياح بشغف على تلك التجربة لما فيها من المتعة والإثارة. ويقول احمد عبود رئيس شركة "سندباد" ،احدى أكبر الشركات المصرية المتخصصة في هذا المجال، إن هذه الرحلات الفريدة يقوم بتنظيمها والإعداد لها مجموعة من الشركات المتخصصة في هذا النمط من الأنماط السياحية الحديثة . وأشار إلى أن رحلة السائح مع البالون تبدأ في الساعات الأولى من الصباح وقبل بزوغ الشمس، فيعبر السائح النيل من مكان إقامته في الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية - حيث يقف البالون الذي ينتقل بالسائح عبر المزارع والحقول الخضراء المؤدية إلى وادي الملوك حيث مقبرة توت عنخ آمون ومعبد الملكة حتشبسوت ووادي الملكات حيث مقبرة الملكة نفرتاري جميلة الجميلات في أسفل وأعالي جبل القرنة كما يستمتع برؤية الأقصر بآثارها وفنادقها ونيلها وريفها من فوق أعلى قمة فا الجبل ثم يهبط بالبالون ثانية. ويضيف عبود أن الرحلة تنتهي بالرقص والضرب بالدفوف ثم يعود السائح مترجلا على قدميه في أحيان كثيرة ليشاهد في هذه الطرق المفروشة باللون الأخضر الأسر والعائلات الريفية المصرية ومنازلها. وبالنسبة لمكونات البالون، يقول عبود إن البالون الطائر يتكون من كيس من مادة خفيفة متينة مملوءة بغاز أخف من الهواء ويصعد إلى أعلى إذا كان مجموع وزنه ووزن الهواء الذي يحتويه أخف من وزن الهواء الذي يزيحه ويزن غاز الهليوم الذي يستخدم عادة لهذا الغرض حوالي 15بالمئة من وزن الهواء. وأشار إلى أنه استعان بالطيارين والمدربين الأجانب في بداية رحلته مع البالون ثم كان قراره بإنشاء أول مدرسة مصرية لتعليم قيادة البالون لخلق جيل من طياري البالون المصريين كما أن على المتدرب الذي يرغب في الدخول للمدرسة عليه أن يجيد الإنجليزية بجانب العربية لأنه يدرس بالمدرسة خمسة مواد جزء منها نظري والجزء الآخر عملي وهى لمدة ستة أسابيع. ولفت إلى ضرورة أن تتوافر في المتدرب القوة وعدم الخوف من المرتفعات ويخضع المتدرب فور تخرجه من المدرسة لتدريبات عملية لمدة عام كامل بالبالون ثم بعد ذلك يمكنه العمل والطيران كما أن المتدرب يخضع للكشف الطبي وتشرف على المدرسة هيئة الطيران المدني. وبدأ البالون الطائر أول رحلاته بالأقصر منذ عام 1988 على أيدى خبراء أجانب من شركة فيرجن الإنجليزية وكان المسمى المصري لها هو "بالونزا أوفر ايجبت" في عام 1994 ، و تأسست أول شركة بالون طائر مصرية في عام 2001 والشركة الثانية عام 2002 والثالثة عام 2004 وصاحب ذلك في نفس العام إفلاس شركة "بالون أوفر ايجبت" ثم تأسست شركة سندباد للبالون الطائر عام 2006 وتأسست شركة فايكنج اير تبعتها شركات أخرى . وعن أهم المشاكل التي تواجه هذه الصناعة، يقول الخبير السياحي المصري ورئيس شركة فايكنج اير حمادة الهورم إنها تتمثل في ضرائب المبيعات حيث تقوم بعض الشركات بسداد ضرائب مبيعات تبلغ 10 بالمئة، وتراكم المديونيات التي وصلت إلى أكثر من 10 ملايين جنيه ، فضلا عن عدم حسم موضوع "هل هو شامل جوى أم بغرض المتعة الجوية بالإضافة إلى تدنى أسعار تأجيره مثل كل منتج سياحي في مصر يبدأ بسعر عال جدا ثم يبدأ في الانخفاض". واشار إلى أنه "في عام 1988 كان سعر تأجير البالون 250 دولارا وأصبح الآن 200 جنيه فقط وقد يؤدى انخفاض الأسعار إلى تدهور هذه الصناعة حيث أنها من الصناعات ذات التكلفة العالية جدا وتحتاج إلى تدريبات فنية ورفع كفاءة العاملين بها". ويؤكد أن "مصر تعد من البلاد الرائدة في مجال البالون الطائر حيث أنها تحتل المركز الثاني عالميا بعد الولاياتالمتحدة نظرا لاستقرار الأحوال الجوية بمدينة الأقصر ووفرة المناظر الطبيعية الجذابة لسائح البالون الطائر من زراعات وجبال والنيل الخالد والتراث الحضاري المصري على ضفتي النيل".