قالت منظمة "مراسلون بلا حدود"، المعنية بحقوق الصحفيين ويقع مقرها في باريس، إن انعدام الأمن السائد في ليبيا أثّر بشكل كبير على العملية الإعلامية. ووفقا لوكالة " الأناضول"،أشارت المنظمة الدولية، في بيان لها، أمس الثلاثاء، إلى إنها سجلت عشرين حالة من الاعتداءات والانتهاكات التي طالت صحفيين وإعلاميين ووسائل إعلام ليبية منذ بداية هذا العام 2014. وأدانت "مراسلون بلا حدود" الهجمات والاعتداءات وأشكال الترهيب المستمرة التي ترتكب ضد الصحفيين واستهدافهم بشكل متزايد من قبل الجماعات المسلحة المنتشرة بالبلاد. ودعت المنظمة إلى ضرورة توفير الظروف اللازمة واتخاذ التدابير الضرورية؛ لإجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة من أجل تقديم الجناة إلي العدالة وتوفير الحماية اللازمة للوسائل الإعلامية والصحفيين لتأدية عملهم "بدلاً من وضع العقبات في طريقهم "، بحسب البيان. وفي تصريح لمراسل الأناضول، قال الناطق الرسمي للمركز الليبي لحرية الصحافة (مستقل)، نزار ابراهيم، إن عدم استقلالية وسائل الإعلام والفصل بين الإدارة العليا وإدارة التحرير سبب خلطًا كبيرًا لدي الكثير من المؤسسات التي لم تراع أبسط قواعد المهنة، وتحكم رأس المال في الإعلام سبب تزايد الاعتداءات عليهم. وعبّر إبراهيم عن قلقه مما أسماه "الانحرافات الكبيرة" التي يعيشها الإعلام الليبي، مشيرًا إلى ضرورة إجراء إصلاحيات جذرية في بنية الإعلام الليبي، لضمان الالتزام بمعايير الصحافة المهنية. وطالب بضرورة تحييد الصحفيين عن الصراع السياسي القائم في البلاد والذي دفع الكثير من المتظاهرين في بعض الأحيان للاعتداء على بعض الصحفيين. وأشار إبراهيم إلى أن المركز الليبي لحرية الصحافة يعمل على مشروع لتعزيز الحوار بين الصحفيين وباقي مؤسسات الدولة لضمان مرونة تعاملها مع الإعلام. وتختلف طبيعة الانتهاكات التي تعرض لها إعلاميون في ليبيا فمنها اعتداءات بالضرب في مظاهرات شعبية أو انتهاكات جسيمة، ففي فبراير /شباط الجاري، تعرّض ثلاثة صحفيين بالتلفزيون الليبي للاختطاف لمدة أسبوعين على أيدي مجهولين دون معرفة الأسباب قبل أن يتم إطلاق سراحهم أمس الأول. كما تعرّض مراسلو التلفزيون الليبي وقناة النبأ وقناة الجزيرة للشتم والطرد من قبل متظاهرين قبل أسبوعين في مظاهرات مناهضة للمؤتمر الوطني العام (البرلمان)، متهمين المراسلين بأنهم يدافعون عن الإخوان المسلمين (يمثلهم حزب العدالة والبناء) في محاولة تحجيم التظاهرات . كما تعرّضت قناة العاصمة، الخاصة، للتفجير بعبوة ناسفة والقصف بآر بي جي مرتين في أقل من أسبوع كان آخرها الأسبوع الماضي أدت لإتلاف جزء من معداتها واستوديوهاتها. وتعيش ليبيا على وقع اضطرابات أمنية وانقسام سياسي، زاد من حالات العداء والاعتداء ضد المؤسسات الإعلامية فيما يبرر البعض عمليات الاعتداء لعدم احترامها لأخلاقيات المهنة وضوابطها.