تشهد مصر تزايد في ارتفاع الإصابات بأنفلونزا الخنازير، ولا تزال الأمور تزداد سوءاً مع ارتفاع أعداد المصابين منذ ديسمبر الماضي إلى 595 حالة، ليصل إجمالي عدد الوفيات بالمرض في البلاد منذ بدء موسم الشتاء إلى 55 حالة. ومع عودة المدارس تزداد مخاوف أولياء الأمور، لزيادة احتمالية تناقل العدوى بين الأطفال، لذا يقدم الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية المناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، خلال الندوة التي ألقاها اليوم بقصر ثقافة عين حلوان، مجموعة من النصائح الوقائية والإرشادات الغذائية التي تحميك من الإصابة بالمرض. وأوضح بدران أنه لا توجد احتمالات لظهور هذا الفيروس بشكل وبائي مرة أخري، مشيراً إلى أن فيروس الانفلونزا ضعيف ولا يشكل مخاطر كبيرة عند الإصابة به، حيث ان معدل الوفاة من الإنفلونزا العادية هو 1370 يومياً، أي بمعدل نصف مليون سنوياً، ومعدل وفياته منخفض جداً مقارنة بأوبئة الإنفلونزا السابقة. وأكد بدران أن الأنفلوانزا مرض فيروسي يصيب الجهاز التنفسي العلوي وأحياناً السفلي، وتزداد الإصابة بالعدوي من بداية أكتوبر حتى نهاية شهر مارس، وأعراضها تبدو مماثلة لأعراض الأنفلونزا الموسمية من ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات، وإجهاد شديد ويبدو أن هذه السلالة الجديدة تسبب مزيداً من الإسهال والقيء أكثر من الإنفلونزا العادية. أما الخطورة تبدأ بتدهور الحالة وتفاقم الأعراض وظهور مضاعفات كالإلتهاب الشعبي، الإلتهاب الرئوي، مشاكل قلبية، الأشخاص الأكثر عرضة أصحاب المناعة الضعيفة كالحوامل، المسنين، الأطفال، المدخنين، المصابين بأمراض الصدر المزمنة، مرضى القلب، مرضى الكلى والكبد والسكر، السمنة المفرطة. أسرار الجسم.. و"الأوميجا 3" أوضح بدران أن جسم الإنسان يتمتع بمضادات أجسام مناعية سوبر ضد فيروسات انفلونزا "إتش 1 إن 1"، والمفاجأة أن هذه المضادات الفائقة مضادة ل 16 نوع من فيروسات الإنفلونزا وأنها تحمي من الوفاة نتيجة مضاعفات الإنفلونزا. وأشار بدران أن هذه المضادات تقيد الفيروسات وتمنعها من الإلتصاق أو الإتصال بالمستقبلات المتوفرة على أسطح خلايا الأنف أو الخلايا التنفسية خاصةً في القصبة الهوائية والشعب الهوائية. وأعلن بدران أن العلماء اكتشفوا مضاد مشتق من "الأوميجا 3" مضاد لفيروسات الانفلونزا له القدرة الفائقة على إيقاف تكاثر فيروسات الانفلونزا داخل الخلية المصابة يتفوق على "التاميىفلو" المضاد لفيروسات الإنفلونزا الشهير، مما يبشر بأمل كبير في الإستخدام جنباً إلى جنب مع مضادات الفيروسات الأخرى. وتتواجد "الأوميجا3 " في الأحماض الدهنية غير مشبعة والتي تتوافر في الأسماك، المكسرات، زيت بذور الكتان (الزيت الحار)، زيت السمك، وتتميز بفوائدها العديدة في حماية القلب والجهاز الدوري والمخ والمناعة وتخفض الدهون الضارة بالجسم. البصل والعرقسوس أوضح بدران أن الثوم والبصل الأخضر علاج فعال لرفع المناعة، كما أنه مضاد حيوي طبيعي ضد فيروسات البرد والإنفلونزا. وأكد بدران أن العرقسوس يستخدم في الطب الشعبي الصيني كمضاد للفيروسات، مشيراً إلى أن الأبحاث الصينية تهدف لإستخلاص مضادات فيروسات منه في المستقبل، وذلك لأنه يحتوي على مواد ترفع المناعه. نصائح لمناعة قوية أوضح بدران أن خلل في جهاز المناعة يرتبط عادةً بالإصابة بالأمراض الفيروسية، فالأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، ومن هنا فإن النظام الغذائى الصحى المتوازن سيكون عامل فعال وهام لتقوية مناعة الجسم، لذا نحاول من خلال السطور القادمة أن نتعرف على العوامل التي تساعدنا على تقوية المناعة... أولاً: اهتم بغذائك لا يوجد مكملات أفضل من وجبة صحية ومتكاملة لتقوية مناعتنا بصورة طبيعية وهناك بعض الاقتراحات للأغذية الواجب تناولها وتلك التي يجب الابتعاد عنها لتكون مناعتنا في صورة أفضل. - الخضروات المعززة للمناعة مثل البروكلي والكرنب من الضروري إضافتها للغذاء، وبرغم أن جميع الخضروات والفواكه تساعد في الحصول على جسم سليم لكن تناول تلك التي تحتوي على مركب "داي اندوليل ميثان" مرتبطة ارتباط وثيق بتقوية المناعة. - تناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة، مثل الفواكه والخضروات المتعددة وخاصةً الخضروات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن، فهي تساعد على تقوية المناعة، كما أنها تقلل خطر الإصابة بالسرطان، وكذلك الخضروات ذات اللون البرتقالي مثل الجزر والبطاطا واليقطين، لأنها تحتوي على كمية كبيرة من فيتامين "أ"، الضروري لصحة الجلد وهو أول خطوط المناعة لدينا وكذلك "البيتا كاروتين" والذي يزيد من عدد خلايا الدم الليمفاوية، بالإضافة إلى تناول منتجات الألبان والحبوب الكاملة. - تناول اللحوم الحمراء الخالية من الدهون بصورة متوسطة يساعد في تقوية المناعة، وذلك لأنها تحتوي على كمية كبيرة من البروتين والحديد وكذلك الزنك وهو من أهم مقويات المناعة، حيث إنه يزيد من عدد الخلايا البيضاء ونقصه يسبب زيادة خطر التعرض للعدوى. - اهتم بتناول الثوم والبصل لأنهما يحتويان على مضادات للالتهابات، حيث يوجد بهما مركبات مضادة للفطريات والفيروسات التي تفيد في تقوية المناعة. - كوب الزبادي يحتوي على بكتيريا نافعة يجب أن تكون موجودة بصورة طبيعية في الأمعاء، وتساعد هذه البكتيريا على إعداد خلايا المناعة لمكافحة العدوى. - تناول كوب يومياً من الشاي الأخضر يساهم في تحسين المناعة، حيث إنه يحتوي على مركب "البولي فينول" وهو من مضادات الأكسدة،كما يجب شرب كمية كافية من الماء يومياً لأنها تنقي الجسم من السموم وترطب الجلد. وأخيراً.. ابتعد عن الأكل في وقت متأخر والتقليل من الأغذية المصنعة وكذلك الأغذية الملوثة والتقليل من الزيوت والدهون وكذلك الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر. ثانياً: الراحة الجسدية والنفسية - خذ قسط يومي من الراحة والنوم بما لا يقل عن 8 ساعات يومياً، وذلك لأن الجسم يستعيد طاقته أثناء النوم، وابتعد عن القلق والاكتئاب لأنهما يؤثران على الجسد ويضعفان المناعة. - يجب ممارسة الرياضة بصورة منتظمة وذلك لما لها من فائدة كبيرة في تقوية الجسم وزيادة الدورة الدموية التي تنشط المناعة. - احصل على جرعة يومية من أشعة الشمس، فالدراسات أثبتت أن التعرض للشمس بصورة معتدلة له العديد من الفوائد وأهمها تحسين المناعة. ثالثاً: ابتعد عن أقراص الفيتامينات ينصح الأطباء بعدم الاعتماد على أقراص الفيتامينات، والأفضل أن يحصل الجسم على احتياجاته منها عن طريق الغذاء المتوازن، وإن كان لابد من الأقراص فلتكن الأقراص التي تحتوي على أكثر من فيتامين مع الأملاح، وإذا ما شعرت أن هناك مشكلة معينة فيجب مراجعة الطبيب فوراً.