قال سيابونجا كويلي المبعوث الشخصي لرئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، والذي يزور مصر حاليا إن بلاده تدعم خارطة الطريق في مصر. وفي مؤتمر صحفي عقده كويلي في مقر وزارة الخارجية المصرية بالقاهرة مع حمدي لوزا مساعد وزير الخارجية المصري للشئون الإفريقية، أشار كويلي إلى دعم بلاده لما أسماه ب"التحول الديمقراطي في مصر"، ووجه التهنئة للشعب المصري على إقرار الدستور الجديد، الشهر الماضي كأحد الخطوات المهمة في خارطة الطريق. وحول خارطة الطريق التي أعلن عنها الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور في 8 يوليو 2012، عقب عزل الجيش بمشاركة قوى وشخصيات سياسية ودينية للرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من ذات الشهر وتضمنت تلك الخارطة تضمنت تعديل دستور2012، وقد تم وأجيز باستفتاء شعبي منتصف يناير الماضي، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. وأعرب كويلى وهو أيضا وزير الأمن القومي بجنوب إفريقيا، في كلمة ألقاها في بداية المؤتمر، عن دعم بلاده للجهود المصرية في مكافحة الإرهاب، قائلاً:" نحن قلقون من حوادث الإرهاب ضد الشعب المصري والحكومة وندين كل الأعمال الإرهابية". وكشف في هذا الصدد عن اتفاقه مع المسئولين المصريين على التعاون الأمني بينهم وتبادل المعلومات في هذا الصدد، لكنه لم يذكر أي تفاصيل مبرراً ذلك بقوله: "لا نريد الكشف عن التفاصيل حتى لا تعرف المجموعات الإرهابية ما ننوي فعله". وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه جنوب إفريقيا في عودة مصر لعضوية الاتحاد الإفريقي، قال كويلي "ناقشنا مع المسئولين المصريين عودة مصر للاتحاد الأفريقي، وسوف يرفع تقرير لرؤساء الدول الإفريقية بشأن عودة مصر". وقرر الاتحاد الأفريقي يوم 5 يوليو الماضي تعليق مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد، عقب عزل مرسي، في 3 يوليو الماضي، ورفضت القاهرة قرار الاتحاد الأفريقي، وأرسلت عدة مبعوثين دبلوماسيين إلى دول أفريقية في محاولة للدفاع عن موقفها، لكن الاتحاد ظل متمسكا بقراره حتى اليوم. ورداً على سؤال حول الدور الذي يمكن أن تلعبه جنوب إفريقيا في حل أزمة سد النهضة قال: "مصر بلد مهم واستقرارها مهم للقارة الإفريقية وجئنا لتفهم المرحلة الانتقالية، وإذا طلب منا الوساطة في حل أزمة سد النهضة فنحن مستعدون". وشهدت الأشهر الأخيرة، توتراً للعلاقات بين مصر وأثيوبيا، مع إعلان الأخيرة بدء بناء مشروع سد النهضة، الذي يثير مخاوف داخل مصر، حول تأثيره على حصتها من السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب، وتأثيره على أمنها القومي في حالة انهيار السد. وحول ما إذا كان التقى أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين خلال الزيارة، ابتسم كويلي وهمس مساعد وزير الخارجية حمدي لوزا في أذنه قبل أن يقول: "لم ألتقي أحد من جماعة الإخوان المسلمين". وتابع: "الوقت المتاح لنا لم يسمح بمقابلة الجميع.. فقد التقيت بقيادات دينية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات سياسية، لكن لم يتيسر لي مقابلة الجميع". ورداً على سؤال حول إمكانية تضامن جنوب إفريقيا مع مصر بأن تعلن هي الأخرى جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، قال: " لم نعلن حتى الآن في جنوب أفريقيا جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، ولكني تناقشت مع مسئولين مصريين فيما ينبغي عمله في هذا الصدد". وبدأ كويلي زيارة لمصر بدأت أمس وتنتهي اليوم، على رأس وفد يضم مايكل هالي المستشار القانوني لرئيس جمهورية جنوب إفريقيا وسونتو كودجو مدير المخابرات العامة، إلى جانب نولوتاندو مايندى سفيرة جنوب إفريقيا بالقاهرة. والتقى كويلي أمس بالرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، ونقل له بحسب بيان من الرئاسة المصرية رسالة موجهة من رئيس جنوب إفريقيا "زوما"، تضمنت مساندة جنوب إفريقيا لمصر في المرحلة الاِنتقالية وفي حربها ضد الإرهاب، وتطلُع بلاده لاِستعادة مصر لوضعيتها المستحقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولاسيما في القارة الإفريقية. وتأتي هذه الزيارة لتمثل بحسب مراقبون تحولا إيجابيا في العلاقات بين البلدين، والتي سبق وشهدت توترا في أعقاب بيان صدر عن وزارة العلاقات الدولية والتعاون الدولي بجنوب أفريقيا اعتبر ما حدث في 3 يوليو (عزل مرسي) "تغييرا غير دستوري للحكومة". ووصف البيان مرسي بأنه "الرئيس الشرعي" لمصر، وأن تظاهرات أنصاره مشروعة، وردت الخارجية المصرية ببيان عبرت فيه عن الاستياء الشديد إزاء الموقف الجنوب أفريقي. واعتبرت الخارجية المصرية آنذاك موقف جنوب أفريقيا "يمثل إهانة لإرادة الملايين من أبناء الشعب المصري".