طالبت المتظاهرين بالاعتصام في الميدان حتى بناء أوكرانيا التي يحلمون بها يوليا تيموشينكو من السجن إلى رئاسة الوزراء دخلت الميدان على كرسي نقال فور الإفراج عنها شهدت الأوضاع السياسية في أوكرانية تقلبات عديدة بين عشية وضحاها بعد أن صوّت نواب البرلمان على تولي رئيسه الكسندر تورتشينوف رئاسة البلاد مؤقّتاً إلى حين إجراء انتخابات رئاسية مبكّرة في 25 مايو المقبل، فضلاً عن موافقة 324 نائباً على استعادة الدولة المنزل الفخم للرئيس فيكتور يانوكوفيتش في ضاحية كييف، والذي تحوّل في نظر المعارضة رمزاً لفساد النظام. يأتي ذلك عقب بعد خروج "يوليا تيموشيكو" من محبسها بعدة ساعات فقط ونزولها على كرسي متحرك إلى ميدان الاستقلال وانضمام إلى صفوف المتظاهرين في وجه السلطة الحاكمة. وتكنى يوليا تيموشينكو بعدة ألقاب لها دلالات في الحياة السياسية الأوكرانية منذ حصولها على عضوية البرلمان في بلادها عام 1996 لتساهم في صناعة الأحداث طيلة ما يقر العقدين، ومن هذه الألقاب هي "صاحبة الضفائر الذهبية" أو قائدة الثورة البرتقالية" أو "أميرة الغاز". المرأة الحديدية شهدت حياة " قائدة الثورة البرتقالية " تقلبات عديدة كفيلة بأحداث اختلال عقلي لها إلا أنها كانت دوما "امرأة حديدية " لا تؤثر فيها الأحداث بل هي التي تؤثر في الأحداث وتصنعها وتوجه دفتها في الاتجاه الذي تشاء حيث استقلت مكوكا فضائيا لتصبح نائبة لرئيس الوزراء في اقل من أربعة أعوام فقط من ممارستها السياسية؛ إلا أنها أودعت بالسجن بعد عامين فقط من وصولها إلى هذا المنصب، ودما ما كان سجنها دافعا قويا لها بأن تخطو إلى الأمام. النشأة ولدت يوليا تيموشينكو عام 1960 في مدينة دنيبروبيتروفسك الصناعية الواقعة في الجزء الشرقي من أوكرانيا الناطق بالروسية، ودرست الهندسة والاقتصاد في معاهد شرقي أوكرانيا قبل أن تستغل "الفرص الاقتصادية" التي تفتحت مع انهيار الاتحاد السوفييتي، وفي أواسط التسعينيات،أسست شركة أطلقت عليها اسم (United Energy Systems of Ukraine) تولت تزويد القاعدة الصناعية الضخمة للبلاد بالغاز. العمل السياسي دخلت عالم السياسية أسوة بالكثير من الأثرياء الأوكرانيين وتطلعت يوليا تيموشينكو إلى أن تتبوأ مواقع مماثلة في أوكرانيا، مما دفعها إلى الترشح لعضوية مجلس الرادا (البرلمان الأوكراني) وفازت في تجربتها الانتخابية عام 1996، وكانت مقدمة لتشكيل تحالفها الانتخابي «جرومادا» (التجمع) الذي سرعان ما تركته لتشكل حزبها «باتكيفشينا». واستنادا إلى هذا الحزب، قفزت يوليا تيموشينكو إلى صدارة الساحة السياسية كنائبة لرئيس الحكومة في الفترة ما بين عامي1999 و2001. عودة قوية بعد سجن أقيلت من منصبها بسبب اتهامها باستغلال نفوذها في تضخم ثروتها وسرعان ما أودعت إحدى زنزانات السجن العمومي في كييف في 13 فبراير وحتى 27 مارس من نفس العام. لكن "تيموشينكو" خرجت من محبسها أقوى من ذي قبل، لتسارع إلى لملمة أطراف تحالفاتها السابقة، وتقوم في صيف عام 2001 بتشكيل التحالف الانتخابي الأوسع الذي اختارت اسمها (يوليا تيموشينكو) عنوانا له، ولتخوض ورفاقها الانتخابات البرلمانية في مارس 2002، التي فازت فيها ب22 مقعدا في البرلمان الأوكراني، ومثل ذلك لها دعما في معركتها التي خاضتها لاحقا للفوز في الانتخابات الرئاسية في يوليو 2004.. وتم تكليفها بتشكيل حكومة واستعادت تيموشينكو منصب رئيس الحكومة الذي تربعت عليه طوال الفترة من 2007 وحتى 2010، بعد الإطاحة بها من منصبها عام 2006، لكن المناوشات واضطراب المناخ السياسي كان مستمرا. سجن وحظر وفي 2011 أدينت بسوء استخدام السلطة وحكم عليها في السجن لمدة سبعة أعوام، وحظرها من ممارسة العمل السياسي وفي أي من المؤسسات الحكومية لثلاثة أعوام أخرى، بعد قضاء مدة العقوبة، بسبب استغلال أوضاعها الوظيفية وموافقتها على توقيع عقود شراء الغاز الروسي بأسعار مبالغ فيها في عام 2009 دون الرجوع إلى الحكومة، بما ألحق أضرارا بالدولة تقدر قيمتها بما يزيد على مائتي مليون دولار، حسبما جاء في منطوق الحكم الصادر ضد تيموشينكو. عودة المرأة الحديدية تم الإفراج عنها السبت الماضي 22 فبراير وجاء قرار إطلاق سراحها نتيجة تصويت البرلمان على تعديل قانون العقوبات، وهي خطوة كانت جزءا من الاتفاق الذي ابرمها الرئيس "يانوكوفيتش" مع المعارضة برعاية أوروبية يوم الجمعة، وكان إطلاق سراح "تيموشينكو" احد شروط اتفاق التعاون مع الاتحاد الأوروبي الذي رفض الرئيس"يانوكوفيتش" التوقيع عليه في نوفمبر الماضي - والذي أدى إلى اندلاع الاحتجاجات الأخيرة. كان الخروج الثاني لها من السجن ساخنا جدا فلم يحن مساء اليوم التي خرجت فيه حتى قامت توجهت بكرسيها المتحرك إلى أرض المعركة في ميدان العاصمة "ميدان الاستقلال " للمشاركة في مظاهرات لإسقاط النظام الحاكم موصية الثوار بعدم ترك الميدان حتى بناء أوكرانيا التي يحلمون بها قائلة "إذا قال لكم احد أن الأمر انتهى وان بإمكانكم العودة إلى منازلكم، لا تصدقوا أي كلمة، يتعين عليكم انجاز العمل". ورفعت لها صورة عملاقة في الساحة الواقعة في وسط كييف والتي يعتصم فيها منذ ثلاثة أشهر ليلا ونهارا متظاهرون مناهضون للرئيس المخلوع يانوكوفيتش. آخر تصريحاتها طالبت المتظاهرين بعدم ترك الميدان حتى بناء أوكرانيا التي يحلمون بها تعهدت بضمان تنفيذ مطالب المتظاهرين أعلنت أنها تريد أن يمثل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش أمام "محكمة شعبية" نفت أخبار خوضها انتخابات رئاسة الحكومة القادمة