شارك د. محمد صابر عرب وزير الثقافة في الاحتفال بتأبين الفنان الراحل محسن شعلان، والذي أقامته نقابة الفنانين التشكيلين بمقر النقابة, كما شارك في الاحتفال د. صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية, د.حمدي أبو المعاطي نقيب الفنانين التشكيلين, د.ايناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية. د. مصطفى الرزاز رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة سابقاً, صلاح بيصار رئيس تحرير مجلة "الخيال", بحضور أحمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض, م. محمد دياب رئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون, د. طه القرني, د. فينوس فؤاد, د. خالد البغدادي, بالإضافة لنجل الراحل ولفيف من محبي الفنان الراحل. أعلن عرب بأن وزارة الثقافة متمثلة في قطاع الفنون التشكيلية ستُقيم معرضاً للفنان الراحل محسن شعلان في أقرب وقت, واصفاً إياه بأنه إنسان نبيل وفنان وإنسان ظُلم في حياته, ولكن خرج من تجربته في السجن قوي مُحب للحياة, جلس في مرسمه يبتسم ويشعر بثقته في الحق وثقته في محبة الآخرين. مضيفاً بأنه من الصعب أن يتحدث في مثل هذه المناسبة على إنسان وفنان على هذا المستوى من الإنسانية والوعي. قائلا لقد تزامنا في العمل معا في وزارة الثقافة, كنت رئيسا ً لدار الكتب, وشعلان رئيساً لقطاع الفنون التشكيلية. مستعرضاً ذكرياته واسفاره في العمل خارج مصر مع الفنان الراحل شعلان حينما كان يشكو كل منهما همومه للاخر ومدى المعاناة التي كانا يعيشا فيها في ظروف تبدو أحياناً صعبة وغير ممكنة، وكذلك طموحاتهما ومدى قربه من الفنان وفهم رؤيته في الإدارة والثقافة والفن التشكيلي, فقد كان كل منهما قريب للآخر إلى أن حدثت حادثة زهرة الخشخاش. لقد تحمل تجربه لم يستطع أحد أن يتحملها. مشيراً بأنه لم يستطع أن يتخيل نفسه مكانه, لكنه بمشاعر الإنسان وضعفه وسموه كفنان استطاع شعلان أن يواصل مأساته؛ فالسجن صعب على الإنسان وخاصة عندما يكون فناناً ومظلوماً. وشعلان فُراقه شيء مؤلم, ولكن عزاؤنا في أصدقائه وأننا نحبه, ستظل أعماله خالدة. وتمنى المليجى أن يطلق أسم الراحل شعلان على إحدى القاعات الهامة في الفن التشكيلي، وأن تكون القاعة دائمة. مؤكدا على إقامة معرضاً له كما أشار وزير الثقافة ويتم فيه إقتناء مجموعة من أعماله, قائلا: "كل قطاع الفنون التشكيلية يدين له بالحب والوفاء والإخلاص, فهو واحد من العائله الفنية, كانت لديه القدرة على قراءة الشخص, ومتابع لكل صغيرة وكبيرة, وكان من المقرر أن يفتتحا معرض الفنان أيمن لطفي, ولكن حالت الظروف دون أن يفتتحه". كما استعرضت عبد الدايم تجربتها مع شعلان عند أزمتها في الخروج من الأوبرا قائلة: "لن أنسى لحظة دخول محسن وهو يبكي على المكتب عندي في الأوبرا, فقد كان أول من حضر لحظة الأزمة التي تعرضت لها الأوبرا ووزارة الثقافة, فكان مساندا ًلي وللموقف ككل من خلال تواجده في برامج التليفزيون مؤدياً رسالة بمفرده, ولكنها كانت واصلة للجميع. وأضافت عبد الدايم أنها كانت على أتصال دائم في السنوات الماضية بشعلان, ولكن ازدادت تلك الاتصالات بقوة في الأزمة التي تعرضت لها إيناس. معبرة عن مدى حزنها الكبير في الظلم الذي تعرض له شعلان. وأضاف أبو المعاطي بأن نقابة التشكيلين تقوم بعمل حفل تأبين للفنان الراحل شعلان بإعتبار أن النقابة هي بيته كفنان تشكيلي, وأنه كان أحد رؤساء قطاع الفنون التشكيلية الأسبق الذين لعبوا دوراً هاماً في الحركة التشكيلية وفي تطور إبداعات الشباب في مجال الفنون التشكيلية. مضيفاً أن النقابة أطلقت دعوة لجميع الزملاء من الفنانين للاحتفاء بذكراه من خلال علاقتهم الشخصية سواء كان على المجتمع الفني أو الاجتماعي أو الثقافي, فهذا الحفل نوع من الوفاء من ِقبل نقابة التشكيليين تجاه أبنائها الذين أعطوا على مدار عمرها في خدمة الحركة التشكيلية. وأشار الرزاز بأن الفنان عبارة عن مواهب ومهارات ومعلومات, ومحسن شعلان كان خزاناُ من المشاعر وعزة النفس ولديه طموح وتدفق إنساني ومتواضع, اختاروه ليكون كبش فداء. مضيفا أن المجتمع به ظاهرة غريبة وهي أن الناس المتوهجين يُعاملوا معاملة قاسية بكل وحشية وبالقانون. وقال بيصار أن معرض "القط الأسود" للفنان الراحل شعلان جاء بمثابة اللحن الاخير من بين أجمل أعماله في فن المعتقلات, فالقط الأسود علامة فارقة في فنه, لقد كان محسن الرئيس الاسبق لقطاع الفنون التشكيلية وقدم الكثير من المشاريع الثقافية والافكار التي تحققت بنجاح وأضافت إلى العمل الثقافي الكثير، من بينها معرض "صالون جاليري" الذي أقيم بقصر الفنون وأضاف مشهداً جديداً إلى المشهد التشكيلي العام، وكذلك معارض المقتنيات التي حققها خارج القاهرة في الأقاليم بدءً من العريش والإسكندرية من أجل ألا تكون هناك مركزية في القاهرة, بالإضافة إلى أنه صاحب فكرة مشاركة مصر في صالون "الخريف" بباريس, فأعماله تمثل قيمة كبيرة في فنه.