الباعة: "إيه اللي رماك على المر " مواطنون: محطة حلوان سوق مغلق ورمسيس "ملجأ لكل غريب" القومي للأمومة والطفولة يطالب بالتصدي للجائلين محافظة القاهرة تشكل لجنة عليا لوضع حلول للمشكلة تحولت شوارع القاهرة إلى سوق كبير للباعة الجائلين الذين هرب معظمهم من الفقر، وليتخلفوا عن طوابير البطالة التي طال الانتظار فيها، ولكنهم يساهمون بشكل كبير في خلق أزمات مرورية، وإشغالات تؤدي إلى شل حركة العاصمة فضلا عن عشوائية التجارة، وقد تقدمت الحكومة بمقترح لإيجاد أماكن بديلة بعيدا عن الشوارع والميادين الرئيسية؛ إلا أن هذه الحلول والأماكن لم تلاقى القبول لدى معظم الباعة، لأنهم يرون أن تلك ألاماكن بعيدة عن حركة البيع والشراء، فتلك معادلة صعبة بين توفير أماكن بعيدة عن الشوارع والميادين الرئيسية وفي نفس الوقت تكون سوق رائجة لبضائع المتجولين. شبكة الإعلام العربية "محيط" فتحت ملف الباعة الجائلين، للتعرف على هذه الظاهرة.. هروب من الفقر والبطالة يقول حسين سعيد بائع فاكهة أمام محطة مترو حلوان:" أنا شاب حاصل على ليسانس آداب ومتخرج من أكثر من ثلاث سنوات ،وقد تقدمت للعديد من الوظائف ولم يحالفني الحظ، لعدم وجود واسطة معي". وتابع سعيد: ففكرت أن آتي إلى حلوان مثل غيري من الشباب، وافترش الرصيف، وأبيع الفاكهة التي اشتريها بالأجل من تاجر الجملة لأوفر في اليوم من ثلاثون جنيها إلى خمسين جنيه". أمر من المر وتدخل في الحوار ابو حمادة السيد قائلا : " البياع ملوش متوى غير الشارع والسرّيح لازم يتحرك في أي مكان " واللي رماك علي المر اللي أمر منة "، مضيفا " حلوان وخاصة المحطة فيها رِجْل كتيرة وحركة بسب المواصلات والمواقف ولما فكروا ينقلونا عاوزين يودونا مدينة 15 مايو اللي مفيهاش حد". ويقول رجب قناوي: "أتولدنا في السوق ودا أكل عيشنا وفية ناس تانية بتسرق وبتبلطج على الناس والحمد لله بنأكل عيشنا بشرف"، وتابع قناوي: " إنا مع إن الحكومة تنظم السوق ولكن المفروض أنهم يراعوا أماكن اللي فيها سكان وفيها بيع وشرا". محطة حلوان سوق مغلق ويطالب سليمان طه موظف من أمام محطة مترو حلوان الحكومة بسرعة حل مشكلة الباعة الذين يفترشون نهر الشارع، ويعيقوا حركة المرور، وأردف طه قائلا: بسبب الزحام لا أتمكن من الحضور إلى العمل بسيارتي الخاصة، نظرا لأن محطة حلوان سوق مغلق بالباعة والإشغالات. رمسيس ملجأ لكل غريب وفي ميدان رمسيس الوضع مأساوي نظرا لتركز معظم الباعة الجائلين في الميدان من مختلف محافظات الجمهورية، ولم تفلح محاولات المحافظة في الحد من انتشار الباعة والتجارة غير المنتظمة. يقول رمضان العويضي صاحب محل في رمسيس: "المشكلة ليست في الباعة الجائلين أنفسهم، لأن فيهم ناس جية تأكل عيش، ولكن فيهم ناس عاملة مصيبة في بلادها يجيب أي حاجة، ويقعد في وسط الشارع، ويعطل المرور والناس. أضاف العويضي فضلا عن البلطجية والحرامية اللي بينتحلوا صفة بياع، ويعتدوا على الناس، ويتبلوا عليهم وغير إن البضاعة إلي بيبعوها غير مضمونة ،ومجهولة المصدر. هجوم من المنافسين أما عبد الرحمن أبو الخير بائع ملابس في ميدان رمسيس يؤكد أن الباعة الجائلون يساهمون بقدر كبير في حل مشكلة ارتفاع الأسعار، لافتا إلى إن أصحاب المحلات الكبيرة هم من يشنون الهجمة الشرسة علينا لأن أسعارنا تنافسهم نافيا أي مشكلة يتسبب فيها الباعة الجائلون . أولى بالرعاية ويقول احمد حسين بائع: إن الأماكن التي قدمتها المحافظة غير مناسبة لعملية البيع والشراء لأنها بعيدة عن المناطق الحيوية، نحن فئة أولى بالرعاية، ولم نحصل على شيء من الحكومة، ونقوم بتوفير فرص عمل لنا ولذوينا "وياريت الناس تسيبنا في حالنا". مطالب بالتصدي للباعة الجائلين وكان المجلس القومي للطفولة والأمومة قد طالب وزارتي الداخلية والتموين بالقيام بحملات مكثفة للتصدي لظاهرة انتشار الباعة الجائلين أمام المدارس، محذرًا من أن الباعة يقومون ببيع أغذية وحلويات ومشروبات بعضها فاسد، والآخر لا تتوافر بها الاشتراطات الصحية. الإبلاغ عن طريق خط نجدة الطفل وخاطب المجلس وزارة التربية والتعليم، لتعميم منشور على مديري الإدارات التعليمية ومديري المدارس لتوجيههم نحو إبلاغ الجهات المختصة عن الباعة الجائلين المنتشرين أمام المدارس، أو الاتصال بخط نجدة الطفل «16000» التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة. موافقات لإنشاء 85 باكية وقال عبد الرحمن محمد، الأمين العام لنقابة الباعة الجائلين، إن الباعة حصلوا على موافقات من الدكتور أسامة كمال، محافظ القاهرة السابق، وكذلك من المحافظ الحالي ونائبه لإنشاء 85 باكية مبدئية عند عمارة رمسيس تكون موحدة ومنظمة بشكل قانوني، للحفاظ على تواجدنا بشكل قانوني ومنظم مع الدولة، مضيفًا أنهم فوجئوا بإخطارات من عدد من رؤساء الأحياء بتعليمات المحافظ بإزالتهم من أماكنهم، ورفض المشروع والتعامل الأمني معهم. المشروع لن يكلف الدولة شيء وأشار عبد الرحمن: إلى أن المشروع لن يكلف الدولة أموالًا حيث" قمنا بتجميع المبالغ بما يعادل 50 ألف جنيه ،من كل فرد لأحد المصانع لإنشاء الباكيات، بالإضافة إلى اتفاقنا السابق مع المحافظة، على إعطاء مبلغ سنوي للمحافظة قيمة الإيجار وهو ما يعادل 200 جنيه من كل بائع مما سيدر ربحًا كبيرًا للمحافظة القاهرة تنفي من جانبه نفى جلال السعيد، محافظ القاهرة، عرض أي اقتراحات عليه من جانب الباعة الجائلين لتقنين أوضاعهم، وقال إنه تم تشكيل لجنة عليا برئاسة أحد نوابه لجمع كل البيانات والمعلومات الخاصة بالباعة الجائلين بوسط المدينة ونشاطاتهم وعمل حصر لهم. حل المشكلة وأكد المحافظ أن إعادة تنظيم الباعة الجائلين، وتحديد أماكن لهم، ووضع الحلول النهائية لمشكلتهم تتطلب دراسة وافية، لافتا إلى أنه يجري حاليا إعداد دراسة للموضوع من كل جوانبه لتحقيق الصالح العام ولأطراف الموضوع وهم الباعة وأصحاب المحلات والمواطن الذي له الحق في أن يتم توفير رصيف خالي من أي شواغل ليسير علية في أمان.