سلطت صحيفة "التليجراف" الضوء على الزيارة التاريخية التي قام بها المشير عبد الفتاح السيسي، إلى روسيا الثلاثاء الماضي، قائلة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام ب«تدخل مذهل» في الاضطرابات السياسية التي تعاني منها البلاد من خلال دعمه للسيسي حتى من قبل إعلان الأخير ترشحه للرئاسة. ورأت الصحيفة البريطانية في تقرير لمراسلها ريتشارد سبنسر المخضرم في شئون الشرق الأوسط، أن ترشح المشير عبد الفتاح السيسي، لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في وقت لاحق هذا العام نقطة محورية في السياسة المصرية، خاصة بعد «عبادة» شخصيته من قبل المصريين من حوله. وأشارت الصحيفة إلى أن التقارير المصرية نفت مرارًا اتخاذ السيسي قرار الترشح للرئاسة الرسمية، إلا أنه قد اتضح من كلام بوتين أنه تجاهل هذا النفي، مرحبًا بالقرار. وأوردت الصحيفة عن بوتين قوله للسيسي: "أعلم أنك قد اتخذت قرارا لخوض انتخابات الرئاسة"، مضيفًا: "هذا قرار صعب للقيام بهذه المهمة لمصير الشعب المصري ومن جانب بلدي وبالنيابة عن الشعب الروسي أتمنى لكم التوفيق والنجاح". واعتبرت الصحيفة أنه ليس من الطبيعي أن تدعم دولة أجنبية مرشحًا بشكل علني خاصة وأنه لم يعلن قراره بعد، لافتة إلى أن موقف بوتين بدا متناقضًا أيضًا مع البيان الرسمي الصادر بعد الزيارة الذي استنكر فيه التدخل الأجنبي في الشئون الداخلية لأي دولة. ورأت "التليجراف" أن زيارة السيسي لموسكو تدل على وجود مؤشرات لسعي الدولتين لتجديد التحالف العسكري والاستراتيجي المتوقف منذ 40 عامًا بعدما جمده الرئيس السابق أنور السادات، مشيرة إلى أن روسيا تحرص على تحقيق استفادة نسبية من انخفاض شعبية الولاياتالمتحدة. وقالت الصحيفة إن صفقة الأسلحة لم تتضمن أية التزامات ثابتة، لكن أموال الخليج ستوفر الدعم الكافي لها، مؤكدة أن السعودية غاضبة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما لفشله في فرض تدخل قوي ضد نظام بشار الأسد في سوريا. وأضافت أنه بغض النظر عما إذا كان هذا الغضب سيؤدي إلى دعم الموقف المصري مع روسيا، فإن حليف كل من سوريا وإيران خارج منطقة الشرق الأوسط. وقارنت الصحيفة بين الموقف الروسي والأمريكي قائلة، إن التقارب المصري مع روسيا فرض رؤية متباينة للربيع العربي بين موسكووواشنطن، حيث ينظر بوتين للثورات على أنها تهديد للحكم الاستبدادي للحلفاء الرئيسيين لروسيا. وأضافت الصحيفة أن واشنطن ترى الربيع العربي بمثابة صحوة للديمقراطية تؤدي لتعزيز الإسلام المعتدل بشكل يمكنه من مواجهة النضال ضده.