ليلى اسكندر: فرز المخلفات ومصنع تدوير القمامة في 2014 رئيس هيئة نظافة القاهرة : الشركات الأجنبية لم تقم بعملها على النحو المطلوب نقيب الزبالين: التعاقد مع الشركات الأجنبية ظلم وقع علينا يبدو أن القمامة اعتاد عليها المصريون كجزء لا ينفصل عن حضارتهم، فمثل أهرام الفراعنة العظام.. شيد أبناء القرن الحادي والعشرون "أهرامات القمامة الكبرى" في حالة استثنائية لأعمال تجريدية وفنية، مزيج ملون من النفايات مرتب في تراص هرمي.. لأمتار فوق سطح الأرض الآدمية العادية، وبدون قصد أو تخطيط توفر لك حياة أقل من الكريمة.. وأمراض من حيث لا تدري، وأوبئة أخرى لا تعد وبعضها غير معروفة. النفايات في ذاتها ليس بالظاهرة الجديدة، ولكن الأكثر حداثة بالطبع أن تختفي.. فماذا لو استيقظنا فلم نجد تلك التكتلات بجانبنا؟ وتظهر مانشيتات في الصحف بالخط العريض "معجزة اختفاء القمامة " - " لعنة الفراعنة تحل على أهرامات القمامة وتنسفها ".. ونقيم الاحتفالات ونغني ونرقص، وربما نذهب لأخصائيين نفسيين من شعور الغربة الذي يجتاحنا إن لم نجد على أرضنا قمامة، هي ليست مزحة بل واقع أليم ..ولا نجد له حلاً قاطعاً حتى الآن للتخلص منها.. العم "حلمي" رجل يقنط في "عزبة النخل" ونال شرف السكن بجانب قمامة هرمية الشكل بارتفاع خمسة أمتار في شارع ضيق لا يتعدي عرضة ثلاثة أمتار.. منذ أكثر من عشرين سنة.. خلالها أصيب عدد كبير من السكان بأمراض الصدر والحساسية، وفي صباح كل يوم يأتي عمال النظافة لمحاولة تقليص ارتفاع "الهرم القمامي" قليلاً.. ولا يستطيعون.. فيأخذون ما استطاعوا من النفايات ويرحلون، ويبقى "الهرم" كما هو شامخا.. ولم تسلم المناطق الراقية من تلك التكتلات أيضاً.. فقد عبرت "منى" الساكنة في حي "مدينة نصر" عن استيائها الشديد من مشهد القمامة الذي لا ينتهي خاصة مع تلاقي النفايات مع محطة أتوبيس فيؤذي هذا المنظر ورائحته الكريهة المارة في المكان وسكان المنطقة، بالإضافة لتجمعات الذباب وانتشار الأمراض على القمامة المتكدسة على الأرض بطريقة عشوائية لعدم وجود صناديق لوضع القمامة بها. وقال خليل مهدي صاحب إحدى المحلات الكبيرة في نفس المنطقة، إنه يحاول بنفسه وضع صناديق للقمامة خاصة به أمام المحل ليأتي السكان ويلقون بها المخلفات للمساعدة قليلاً في التخلص من ذلك المنظر السيئ، كما أن عربات جمع القمامة لا تأتي بشكل منتظم لجمعها، وقد قدم الكثير منهم أكثر من مرة شكاوي وبلاغات عديدة للحي وهيئات النظافة، وهم على دراية كاملة بالوضع، دون أي تحرك من قبل الجهات المعنية. ما جدوى عامل النظافة رد "محمود" عامل جمع القمامة التابع لهيئة النظافة، والذي استند على عربة متهالكة، وفي يديه معدات بدائية عبارة عن جاروف معدني وشوكه يحمل بها القمامة إلى العربة، وقال إن الحكومة متعاقدة مع شركات أجنبية، وهيئة النظافة مسئولة فقط عن نظافة الشارع وكنسه ورفع القمامة من الصناديق بواسطة هذه العربة الضخمة، وإنه موظف حكوميا عاديا، لكن ينظر إليه نظرة احتقار من الناس حتى إنه عندما يوقف الشارع بضع الدقائق لتفريغ الصناديق ينهالون عليه بالسباب وتسبهم إنذارات عرباتهم الفارهة.. بالإضافة لضعف الرواتب وعدم وجود إمكانيات تساعدهم على أداء عملهم بشكل أفضل، وأنه لا يوجد بيديه ما يفعله إلا تنفيذ المطلوب منه والأمر كله بيد الهيئة نفسها.. محاولة لتحسين الأداء وقال رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة حافظ السعيد حافظ ل"محيط" إن الإقبال على العمل كعمال نظافة في الهيئة ضعيف بل يكاد يكون منعدم بسبب النظرة الدونية لتلك الوظيفة والأحوال المادية والتأمينات وغيرها لا دخل لهم فيها فهم جزء من منظومة الدولة الكبيرة والحكومة هي من تقرر، وأكد أن الشركات الأجنبية لم تؤد عملها على الوجه المنتظر منها، رغم أنها شركات عالمية متخصصة في رفع القمامة؛ إلا أنها لم تحقق نجاحاً مرجواً في مصر، وهما شركتين فقط أجنبيتين كاسم أما العمالة فهي مصرية 100 %، ويتبقى في عقدها حوالي ثلاث سنوات، ولا يمكن فسخ العقود إلا بقرار سيادي من الدولة متمثل في رئيس الجمهورية، وأنهم يقومون بفرض غرامات على هذه الشركات والإشراف عليها بشكل مستمر كمحاولة لتحسين أداءها.. ظلم عاطف عبيد واعتبر نقيب الزبالين شحاتة المقدس تعاقد الهيئة مع الشركات الأجنبية أنه ظلم وقع عليهم، وقال: اكبر ظلم وقع علينا كان متمثلاً في تعاقد حكومة "عاطف عبيد" عام 2002 مع شركات نظافة أجنبية بعقود طويلة المدى، وهذه الشركات أتت للاستثمار فقط، فكان لديهم ملابس للعاملين و السيارات ورأس المال، ولكن ينقصهم أهم شيئين وهم الأيدي العاملة والخبرة، ولذا فشلت تلك الشركات فشلاً ذريعاً وأنهم حاولوا كثيراً التفاوض معهم لرفع الأجور ولكنهم لا يهتموا. وتابع: الحكومة المصرية ليس لها أي سلطة على الشركات الأجنبية.. فهي فقط مراقب على العقد، فلا تستطيع التدخل في قرارات الشركات المتعلقة بأجور الزبالين. حل المشكلة ووسط كل ذلك..جاءت تصريحات اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية في الصحف اعتبرها البعض انفراجة، حين قال إن المواطنين سيشعرون خلال الأسابيع القليلة المقبلة بتحسن ملحوظ في ملف النظافة، خاصة في محافظات القاهرة الكبرى والإسكندرية، وإن أزمة انتشار القمامة في الشوارع ستنتهي تماماً بعد 3 أسابيع على أقصى تقدير، عقب تطبيق المنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات الصلبة بالتعاون مع ليلى راشد اسكندر وزير الدولة لشئون البيئة في حكومة حازم الببلاوي، منذ 16 يوليو 2013. الفصل من المنبع وقالت الدكتور ليلى اسكندر، وزير البيئة، إن معظم الخبراء المتخصصين اتفق على أن مشكلة القمامة الكبيرة يجب أن تجزأ إلى مشكلات صغيرة، ثم يتم التعامل مع كل مشكلة وإيجاد حل مناسب ومبتكر لها، من خلال البدء بتحسين وتطوير منظومة الجمع السكني لتقديم خدمة جديدة جيدة يرضى عنها المواطن وتكون الأساس لإعادة بناء الثقة بينه وبين الحكومة. وأضافت أنه عند تطبيق هذه المنظومة سيتم جمع المخلفات من باب المنزل بعد فرزها إلى مكونين عضوي وغير عضوي على أن يتم الاستفادة منها بعد جمعها باستغلال المخلفات العضوية "بقايا الطعام" في العديد من المشروعات منها إنتاج أسمدة عضوية ذات جودة متميزة، أو مشروعات توليد طاقة.. وغيرها بينما يتم استغلال المخلفات غير العضوية في توفير فرص عمل و خلق بيئة أنظف ستكرم مهنة جامعي القمامة مما يساعد على تدارك العديد من المشاكل الحالية وجعل المنظومة أكثر إحكاماً حيث يتم فرز المخلفات، وأيضا سيتم افتتاح اكبر مصنع لتدوير المخلفات عام 2014. وأوضحت أنه تم تنظيم اجتماعات بين جامعي القمامة والقائمين على جمع المخلفات و تم تعريفهم بالمنظومة الجديدة وهناك تقبل للفكرة حيث أن المنظومة الجديدة ستحفظ حقوق كلا من المواطن و القائمين على جمع القمامة. و يتم الإعداد حالياً، لتنفيذ مشروع تجريبي لمنظومة الفصل من المنبع بالمقطم و المنيل وذلك بالتنسيق مع اللواء وزير الدولة للتنمية المحلية والدكتور محافظ القاهرة للقيام بحملات توعية في تلك المناطق. أماني وتوقعات ويتوقع البعض بصعوبة في تنفيذ مشروع الفصل من المنبع نظراً لتكاسل السكان في عملية الفرز أو الفصل بين المخلفات، ويرى آخرين أن الموضوع لن يتم بشكل ناجح، معتبرين أنه طموحاً غير واقعيا، والبعض الآخر يرتقب تطبيق المشروع ومعرفة نتائجه ولا يسبق مجريات الأمور؛ إلا أن النظافة سلوك قبل أن تكون سياسات و تشريعات، و مازال حلم مصر الرائعة يراود أبنائها. ترى هل سنترك عالم الأحلام ونبدأ بالتنفيذ؟ ونتوقف عن إلقاء اللوم على الآخرين والبدء بأنفسنا أولاً ؟ ونهدم أهرام القمامة ونشيد أهرام العزة؟ ربما.. شارك فى التحقيق : دينا ألفي - جورج عياد - آية مدحت - جرجس ميلاد - اندرو عماد