ذكرت شبكة (سكاي نيوز) اليوم الاثنين، أنها حصلت على أِشرطة فيديو وصور تثبت تورط مواطنين بريطانيين بأعمال التعذيب والقتل في سوريا. وقالت الشبكة: "إن أشرطة الفيديو والصور نُشرت على مواقع الشبكات الإجتماعية عن طريق مقاتلين سافروا إلى سوريا من المملكة المتحدة، وقام بريطانيان من العاصمة لندن، يُعتقد أنهما يقاتلان مع جماعات إسلامية مرتبطة بجبهة النصرة، بتحميلها على حساباتهما بهذه المواقع". وأضافت الشبكة أن شريط فيديو التُقط بهاتف محمول نُشر على موقع فيسبوك في 30 كانون الثاني/ يناير الماضي ويظهر فيه مقاتل من الجيش السوري يتعرض للتعذيب والضرب بقضيب معدني بتهمة شتم الذات الإلهية، ويقوم أحد الرجال بالدوس على رأسه. وأشارت "سكاي"، إلى أن شريط الفيديو يرافقه وصف تقشعر له الأبدان وضعه مواطن بريطاني وقال فيه: "إن بعض مقاتلي الجيش السوري الحر يعتقدون بأنهم يديرون الأمور، وهذا الحثالة من الجيش اعتُقل لاستخدامه كلمات مسيئة بحق أخواننا والله، وطلب منهم أمير جماعتنا التصدي لهم وتلقينهم درساً". وأوضحت أن خبراء من المركز الدولي لدراسة التطرف ب"جامعة الملوك" في لندن، وهو وحدة أبحاث رائدة حول المقاتلين الأجانب في سوريا، تحققوا من حساب وسائل الإعلام الإجتماعية وأكدوا بأنه يعود إلى مواطن بريطاني يستخدم اسماً مستعاراً وكان غادر لندن مؤخراً ويُقاتل مع الجماعات "الجهادية" في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين في شمال غرب سوريا. واشارت سكاي إلى أنها حجبت أسماء البريطانيين المستخدمين لحسابات وسائل الإعلام الإجتماعية من أجل حماية أسرهم في المملكة المتحدة من أي رد فعل محتمل. وقالت "سكاي": "إن المركز الدولي لدراسة التطرف ب(جامعة الملوك) في لندن يراقب المئات من حسابات وسائل الإعلام الإجتماعية بإطار برنامج واسع النطاق لتتبع تطورات الصراع في سوريا، ويقدّر أن هناك 40 بريطانياً على الأقل بين المئات من المقاتلين الأجانب في سوريا". ونسبت إلى، شيراز ماهر، كبير الباحثين في المركز قوله: "إن شريط الفيديو يمثل تطوراً مثيراً للقلق في الصراع السوري ويحتوي على لقطات لافتة للنظر ويصور تعذيب مقاتل سوري على يد مواطنين بريطانيين للمرة الأولى، في اطار الاقتتال الداخلي بين الجماعات المتمردة في سوريا". وأضاف ماهر أن البريطانيين يزعمون أنهم سافروا إلى سوريا لأسباب إنسانية بحتة ولمساعدة الشعب السوري على الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، ويعترفون بأنهم يشاركون في القتال لكنهم لا يدركون حجم القلق أو الخوف الناجم عن ذلك في المملكة المتحدة. وأشارت "سكاي" إلى أن مقاتلين بريطانيين آخرين يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية لإرسال تحديثات من سوريا، ومن بينهم رجل يُعتقد أنه من لندن بث مؤخراً صورة لثلاثة رجال معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي وكتب إلى جانبها "اعتقلنا هؤلاء المجرمين اليوم، وإنشاء الله سيُقتلون غدا". وكانت تقارير صحافية ذكرت أن مواطناً بريطانياً يُدعى "أبو سليمان البريطاني" نفّذ الهجوم الانتحاري على سجن حلب المركزي الأسبوع الماضي. وتعتقد أجهزة الأمن البريطانية أن ما يصل إلى نحو 600 بريطاني يشاركون بالقتال الدائر في سوريا منذ نحو 3 سنوات، وقدّرت مصادر صحافية أن 20 واحداً منهم قتلوا هناك.