أكدت الدكتورة ليلي شريف أستاذ أمراض الدم وأورام الأطفال بكلية الطب جامعة الزقازيق، أن نسبة حاملي المرض في مصر تجاوزت ال 9% (7مليون و650 ألف مصري) وهى من أعلى النسب في العالم. وأوضحت ليلي خلال الحملة التي أطلقتها اليوم وزارة الصحة بعنوان "هل تعلم من أنت؟ كن يقظاً لأنيميا البحر المتوسط"، بالتعاون مع شركة "نوفارتس فارما" مصر ووحدة أمراض دم الأطفال بالقصر العيني جامعة القاهرة، والجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط، وجامعة الزقازيق، أن مرض "الثلاسيميا" يحدث بسبب وجود مجموعة اضطرابات في الجينات تؤدي إلى خفض معدل إنتاج الهيميلوجبين في كرات الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين للجسم. وأشارت الدكتورة آمال البشلاوي أستاذ أمراض الدم وطب الأطفال بمستشفى أبو الريش الجامعي، جامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط، إلى أن تنظيم هذه الحملة يهدف إلى تخفيف معاناة المجتمع المصري من خلال خفض أعداد المواليد المصابين سنوياً، كما تتيح الحملة فرصة للانفتاح على إحدى التحديات التي تواجه شريحة مهمة من المجتمع، والتواصل مع المصابين ب"الثلاسيميا" وذويهم، والتعرف على احتياجاتهم، والمشاركة في تلبية احتياجاتهم. وأكدت آمال أن الإقبال الكبير من جانب المتطوعين للمشاركة في هذه الحملة يعكس مستوى النضج والوعي المتميز لديهم، ورغبتهم في المشاركة لمواجهة القضايا والتحديات التي يعاني منها المجتمع. كما ناشدت المجتمع لدعم مرضى "الثلاسيميا" ومساعدتهم والتبرع لهم بالدم والأموال ورفع المعاناة عنهم وتسهيل اندماجهم في المجتمع. وقد شهدت الحملة إقبالاً كبيراً من المتطوعين ومرضى "الثلاسيميا" وذويهم الذين تراوحت أعددهم مابين 350-500 شخص. وتضمنت الحملة وحدات متنقلة للتبرع بالدم، و خدمات فحص مجانية للمرضي وكذلك فحص الدم للشباب لاكتشاف حاملي المرض قبل الزواج وتوزيع مواد للتوعية بالمرض ومحاضرات التوعية والتثقيف حول مرض "الثلاسيميا". ما هى الثلاسيميا كلمة يونانية الأصل، تعني فقر دم منطقة البحر المتوسط، وتعرف أيضاً باسم أنيميا البحر المتوسط، وينتج المرض عن خلل وراثي انحلالي، يؤدي الى نقص حاد في إنتاج بروتينات خاصة في تكوين الهيموجلوبين وهو المكون الرئيسي الموجود في خلايا الدم الحمراء. ومادة الهيموجلوبين هي المسئولة عن حمل الأكسجين من الرئتين الى مختلف اجزاء الجسم، وبالنتيجة يؤدي نقص الهيموجلوبين الى فقر دم (أنيميا)، وتكسر سريع في خلايا الدم الحمراء، ونقص كمية الأكسجين التي تصل أجزاء الجسم المختلفة. والثلاسيميا مرض وراثي فقط وتنتقل السمة المسببة للمرض من الآباء للأبناء، عن طريق الجينات المسئولة عن نقل الصفات، فيحدث المرض وتبدأ مضاعفاته ولا بد أن يجتمع في جسم الشخص المصاب جينان (واحد من الأب والآخر من الام) يحملان هذه السمة. لذا يعزز زواج الأقارب من فرص الإصابة بالمرض، لاحتمالية أن يكون لدى الأقارب نفس الجين الذي يحمل سمة المرض مع العلم أن مرض الثلاسيميا ممكن ان يحدث في مصر من زواج غير الاقارب ولذلك يوصى باجراء فحوصات مقبلي الزواج بين الاقارب وغير الاقارب. أنواع الثلاسيميا النوع الأول: يكون الشخص فيه حاملا للمرض ولا تظهر عليه أية أعراض، ويكون هذا الشخص قادراً على نقل المرض لأبنائه، في حين لا يعاني هو من مشاكل صحية تذكر. النوع الثاني: ويكون الشخص فيه مصابا بالمرض، وتظهر عليه أعراض واضحة للمرض منذ الصغر في الحالات الشديدة وفي سن اكثر تأخرا في الحالات المتوسطة. أعراض الثلاسيميا يبدأ ظهور أعراض الاصابة بالثلاسيميا في السنة الاولى من العمر، نتيجة لتكسر كريات الدم الحمراء مبكراً، وتظهر أعراض فقر دم شديد. - شحوب البشرة مع الاصفرار احياناً. - التأخر في النمو. - ضعف الشهية . -تكرر الإصابة بالالتهابات. ومع استمرار فقر الدم، تظهر أعراض أخرى ، مثل التغير في شكل العظام ، وخاصة عظام الوجه والوجنتين، وتصبح ملامح الوجه مميزة لهذا المرض،. كما يحدث تضخم في الطحال والكبد ، ويتأخر الطفل في النمو . خطورة المرض وأوضحت الدكتورة ليلى أن مرض "الثلاسيميا" أو أنيميا البحر المتوسط يؤدي إلى زيادة نسبة الحديد في الدم وذلك نتيجة تكسير كرات الدم الحمراء وأيضاً نقل الدم المتكرر والغريب أن المريض عنده أيضاً زيادة امتصاص الحديد من الأمعاء. والخطورة تكمن في زيادة نسبة الحديد في الجسم الذي يؤدي إلى العديد من المضاعفات الخطيرة، منها خلل في وظائف القلب والكبد والبنكرياس والغدد الصماء مما يعيق أدائها الوظيفي ويؤدي إلى قصور في التنفس وهبوط في القلب والإرهاق وتأخر النمو والبلوغ وهشاشة العظام ولذلك يجب الحرص على تعاطي الأدوية التي تخفض نسبة الحديد فى الجسم بانتظام مع نقل الدم الآمن حتى يعيش مريض "الثلاسيميا" بدون مضاعفات. وحذر الدكتور أسامة الصافي رئيس وحدة أمراض الدم وأورام الأطفال بكلية الطب، جامعة الزقازيق، من تجاهل فحص الدم الطبي قبل الزواج، إذ يعد مصدراً رئيسيا لتشخيص حامل المرض، خاصة بين الأقارب. وتكمن ضرورة هذا الفحص في إمكانية تجنب ولادة أطفال يعانون من هذا المرض مدى الحياة، فالأسرة التي تحمل صفات وراثية لأمراض معينة حال حدوث تزاوج فيما بينها سينتج عنها مواليد حاملة لهذا المرض سواءً كانوا أقرباء أو من مناطق مختلفة.