أطلقت وزارة الصحة اليوم حملة "هل تعلم من أنت؟ كن يقظاً لأنيميا البحر المتوسط"، بالتعاون مع إحدى شركات الأدوية بمصر ووحدة أمراض دم الأطفال بالقصر العيني جامعة القاهرة، والجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط، وجامعة الزقازيق من أجل تعزيز الوعي العام بمرض الثلاسيميا (أنيميا البحر المتوسط)، وزيادة عدد المتبرعين بالدم، والمساهمة في تحسين حياة المصابين بهذا المرض. أكثر من 7 مليون و650 ألف حاملي للمرض في مصر وشهدت الحملة إقبالاً كبيراً من المتطوعين ومرضى الثلاسيميا وذويهم الذين تراوحت أعددهم مابين 350-500 شخص. وتضمنت الحملة وحدات متنقلة للتبرع بالدم، و خدمات فحص مجانية للمرضي وكذلك فحص الدم للشباب لاكتشاف حاملي المرض قبل الزواج وتوزيع مواد للتوعية بالمرض ومحاضرات التوعية والتثقيف حول مرض الثلاسيميا. وصرحت أ.د. آمال البشلاوي، أستاذ أمراض الدم وطب الأطفال بمستشفى أبو الريش الجامعي، جامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط، قائلةً: " يأتي تنظيم هذه الحملة في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها وزارة الصحة والجمعية والجامعات لتخفيف معاناة المجتمع المصري من خلال خفض أعداد المواليد المصابين سنويا. كما تتيح الحملة فرصة للانفتاح على إحدى التحديات التي تواجه شريحة مهمة من المجتمع، والتواصل مع المصابين بالثلاسيميا وذويهم، والتعرف على احتياجاتهم، والمشاركة في تلبية احتياجاتهم و التخفيف من معاناتهم" وأشارت أ.د. آمال أن الإقبال الكبير من جانب المتطوعين للمشاركة في هذه الحملة يعكس مستوى النضج والوعي المتميز لديهم، ورغبتهم في المشاركة لمواجهة القضايا والتحديات التي يعاني منها المجتمع. ومن جانبها، شددت أ.د. ليلي شريف، أستاذ أمراض الدم وأورام الأطفال بكلية الطب جامعة الزقازيق علي أهمية تضافر الجهود الحكومية والمدنية للتصدي للمرض وحماية الجيل القادم منه خاصة أن نسبة حاملي المرض في مصر تجاوزت ال9% (7مليون و650 ألف مصري) وهي من أعلى النسب في العالم. كما ناشدت المجتمع لدعم مرضى الثلاسيميا ومساعدتهم والتبرع لهم بالدم والأموال ورفع المعاناة عنهم وتسهيل اندماجهم في المجتمع. وقد حذر أ.د. أسامة الصافي، رئيس وحدة أمراض الدم وأورام الأطفال بكلية الطب، جامعة الزقازيق، من تجاهل فحص الدم الطبي قبل الزواج، إذ يعد مصدراً رئيسيا لتشخيص حامل المرض، خاصة بين الأقارب. وتكمن ضرورة هذا الفحص في إمكانية تجنب ولادة أطفال يعانون من هذا المرض مدى الحياة، فالأسرة التي تحمل صفات وراثية لأمراض معينة حال حدوث تزاوج فيما بينها سينتج عنها مواليد حاملة لهذا المرض سواءً كانوا أقرباء أو من مناطق مختلفة. وأشارت أ.د. ليلي أن مرض الثلاسيميا يحدث بسبب وجود مجموعة اضطرابات في الجينات تؤدي إلى خفض معدل إنتاج الهيميلوجبين في كرات الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين للجسم. ويؤدي مرض الثلاسيميا إلى زيادة نسبة الحديد في الدم وذلك نتيجة تكسير كرات الدم الحمراء وأيضا نقل الدم المتكرر والغريب أن المريض عنده أيضا زيادة امتصاص الحديد من الأمعاء، والخطورة تكمن في زيادة نسبة الحديد فا الجسم الذي يؤدى إلى العديد من المضاعفات الخطيرة منها خلل في وظائف القلب والكبد والبنكرياس والغدد الصماء مما يعيق أدائها الوظيفي ويؤدي إلى قصور في التنفس وهبوط في القلب والإرهاق وتأخر النمو والبلوغ وهشاشة العظام ولذلك يجب الحرص على تعاطي الأدوية التي تخفض نسبة الحديد في الجسم بانتظام مع نقل الدم الآمن حتى يعيش مريض الثلاسيميا بدون مضاعفات.