«محمد صلى الله عليه وسلم» شاهد على جميع الأمم

قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:"يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَب، فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَال لأمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيَقُولُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَدٌ وَأُمَّتُهُ، فَتَشْهَدُونَ أَنَهُ قَدْ بَلَّغَ، وَيَكُونَ الرَسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً، فَذَلِكَ قوله جَلَ ذِكْرُهُ: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَاسِ وَيَكُونَ الرَسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً .
رواه البخاري وأحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه.
شرح الحديث
قَالَ الإمَامُ ابن حجر في فتح الباري:
قوله: (يدعى نوح يوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول: هل بلَّغت ؟ فيقول: نعم) زاد في الاعتصام " نعم يا رب".
وقوله: (فيقول مَن يشهد لك) في الاعتصام فيقول " من شهودك".
وقوله: (فيشهدون) في الاعتصام " فجاء بكم فتشهدون ".
وقوله: (فيشهدون أنه قد بلَّغ) زاد أبو معاوية " فَيُقَال وما علمكم ؟ فيقولون: أخبرنا نبينا أن الرسل قد بلَّغوا فصدَّقناه ".
ويُؤخَذ من حديث أبي بن كعب تعميم ذلك، فأخرج ابن أبي حاتم بسند جيد عن أبي العالية عن أبي بن كعب في هذه الآية قال: (لتكونوا شهداء) وكانوا شهداء على الناس يوم القيامة، كانوا شهداء على قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب وغيرهم أن رسلهم بلَّغتهم وأنهم كذَّبوا رسلهم، قَالَ أبو العالية.