حضرت الفنانة رجاء الجداوي جنازة الفنانة القديرة زيزي البداروي التي انطلقت من جامع "مصطفى محمود" بالمهندسين ظهر اليوم، والتي كانت ترافقها في لحظاتها الأخيرة في مستشفى "بدران"، وقالت في تصريح خاص ل"محيط": "فقدنا إنسانة جميلة بمعنى الكلمة.. صديقة.. وزميلة محترمة.. بالنسبة لي أخت. بدأنا مشوارنا الفني مع بعضنا البعض، وكان بيننا عشرة طويلة جداً. كانت زيزي راضية وقانعة أثناء مرضها، وكل الفنانين بلا استثناء كانوا يسألون عنها، وينفذون أي طلبات لها، وجميعهم وقفوا معنا أثناء مرضها ولم يتخلى أحد عن زيزي البداروي". وواصلت رجاء: " لم تكن تتحدث في الفترة الأخيرة من مرضها لأنها كانت تركب جهاز بسبب عملية الشق الحنجري التي قامت بها، لكن كانت عيناها تشكر وتمتن لكل من حولها، يمكن كان ينتابها بعض القلق لو تم شفاءها؛ حيث كانت عيناها تتساءل "هل لو شفيت سأعود للتمثيل من جديد أم سيمنعني المرض؟"، هذا القلق هو قلق الفنان الذي يعيش اليوم بيومه، فالفنانين لا يمتلكون سوى حب الناس، وهذا هو رصيدهم من الدنيا، ويتعجب الكثير بأن الفنانين لا يمتلكون رصيداً مادياً، ويصبحوا في نهاية حياتهم فقراء؛ ولذلك كانت عيناها تتساءل قبل موتها كيف سأعيش لو لم استطيع العمل؟ وهذا هو نفسه سؤال أي فنان عندما يصيبه المرض. لكن ربنا يكرم أي إنسان يشعر بالآخر ويساهم في مساعدته وعلاجه". وعن أعمالها قالت رجاء: "أعمالها كثيرة جداً في السينما، وزيزي تعد من بطلات الدور الثاني، وأيضا كان لها أدوار أولى منها دورها في فيلم "السبع بنات" الذي كانت تعد بطلة من أبطاله، كما لها الكثير من الأعمال التليفزيونية؛ فهي علامة بارزة في الفن، وإنسانة مهذبة لم يكن عندها أي مشاكل مع أحد، وهي كإنسانة متصالحة مع نفسها ومع الناس.. نحن فقدنا إنسانة حنونة، طيبة، ومهذبة، تعيش في حالها، صديقة عمر وأخت عزيزة". وقالت الفنانة رجاء الجداوي في نهاية حديثها ل"محيط": "أطلب لها الرحمة والمغفرة، فهي عند الأرحم منا جميعا، ربنا يعفو عنها، ويثبتها عند السؤال، فنحن تركناها منذ ساعات قليلة في مرقدها الأخير". يذكر أن الفنانة زيزي البدراوي توفيت أمس بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة والقلب، وكانت تمكث في مستشفى "بدران" منذ عدة أشهر، إلا أنها انتقلت إلى منزلها مساء أمس لتتوفى فيه مع أصدقاءها وأسرتها، وقد تمت صلاة الجنازة ظهر اليوم في جامع مصطفى محمود، وتم دفنها في مقابر أسرتها بالإمام الشافعي. والفنانة زيزي البدراوي تمارس الفن منذ عام 1957، ولها العديد من الأعمال سواء في مجال السينما أو التليفزيون، وقد اشتهرت على الشاشة بأدوارها الرومانسية مثل دورها في الأفلام "السبع بنات"، "شفيقة القبطية"، "بنت من الزمن دة"، "سمارة"، "آخر أيام الحب"، "البحث عن فضيحة". كما وضعتها أفلام أخرى في دور العذراء الخاطئة. والبدراوي من مواليد 9 يونيو عام 1944 بالقاهرة، واسمها بالكامل فدوى جميل البيطار، اختار لها المخرج حسن الإمام اسم زيزى كاسم فني وكان على اسم ابنته، وبدأت حياتها في السينما من خلال دور صغير في فيلم "بورسعيد". وتزوجت الفنانة مرتين، الأولى من المخرج عادل صادق، والثانية من أحد المحاميين في الفترة من عام 1971 وحتى عام 1988؛ حيث ابتعدت عن السينما خلال تلك الفترة، ثم عادت إلى التليفزيون بمسلسل "المال والبنون"، و"ليالي الحلمية"، "شرخ في جدار الحب". ومن المسرحيات التي شاركت فيها البدراوي "هاملت" ، "شيء في صدري" ، "أولادنا في لندن". وكان آخر الأعمال التي قدمتها الفنانة هو مسلسل "الصقر شاهين" والذي عُرض في رمضان عام 2013، كما شاركت في مسلسل "جرح عمري" والذي لم تستكمل التصوير فيه، ويشاركها فيه البطولة سهير رمزي وحسن يوسف وإخراج تيسير عبود. ومن المفترض أن يتلقى المخرج هادي الباجوري ابن شقيقة الفنانة العزاء يوم الثلاثاء المقبل، في جامع "الحامدية الشاذلية" في المهندسين.