أوصى المشاركون في ندوة "التعليم وتطوره في غرب أفريقيا" بضرورة تقديم الدعم المادي الإسلامي لمؤسسات التعليم في بلدان غرب أفريقيا وتكثيف الجهود لتأهيل المثقفين ودفعهم لتولي عملية التعليم في العلوم المختلفة ودعم الجامعات التي تدرس العلوم الإسلامية والعلوم العصرية وتبادل الخبرات معها. وأوصت الندوة التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي، بفتح المكتبات في جميع مدن بلدان غرب أفريقيا والتركيز على إيجاد مكتبات عامة للمطالعة والدراسة وتشتمل على كتب ومصادر في جميع العلوم كذلك والعمل على تحقيق التعاون والتنسيق بين مؤسسات التعليم في غرب أفريقيا ووزارات التربية والتعليم والثقافة في البلدان العربية والإسلامية والعمل على تنفيذ الأنشطة الجماعية المشتركة للنهوض بالتعليم في أفريقيا وتزويد مؤسسات التعليم الأفريقية بمناهج المهارات التي تنمي عملية التعليم وإعطاء الأولوية في التعليم المدرسي والجامعي لإتقان الدارسين للغة العربية لارتباطها بدين الإسلام وعطائه الحضاري. ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبدالمحسن التركي، قوله إن الرابطة اختارت موضوع الندوة عن التعليم وتطوره في غرب أفريقيا لأن التعليم هو وسيلة المعرفة وأساسها، مؤكدا أن الرابطة سوف تتابع مسيرة التعليم في هذه البلدان بحيث يحقق نهضة علمية شاملة في هذه القارة. وناقش المشاركون في الندوة البحوث المقدمة والتي ركزت على أثر الإسلام في الحضارات التي شهدتها بعض بلدان أفريقيا والنهوض العلمي والتعليمي فيها بسبب تنقل العلماء وهجراتهم من بلد إلى آخر لنشر العلوم الإسلامية، كما أبرزت البحوث أثر الحركات العلمية التي ظهرت في السودان ومصر وتونس والمغرب في نشر ثقافة الإسلام والعلوم المختلفة في القارة. وتناولت البحوث رصداً للمناهج التعليمية المتبعة في مقررات التعليم العربي والإسلامي في أفريقيا ومنها المناهج التقليدية التي تقوم على التلقين ولاسيما في المدارس القرآنية وحلقات العلوم الإسلامية كما أبانت من خلال المقارنة أثر تلك المناهج التقليدية مع مناهج التعليم المعاصرة في التطور الحضاري الإنساني، وبينت مدى اهتمام دور العلم التقليدية بتعليم العلوم الإسلامية في سائر بلدان غرب أفريقيا ولاسيما علوم القرآن الكريم والحديث النبوي والفقه والتفسير حيث برز في هذه البلدان على مدى التاريخ علماء أفذاذ كان لهم أثر في النهوض الحضاري في القارة الأفريقية. وأوضحت البحوث أن فترة الاستعمار لغرب أفريقيا حدّت من استمرار التعليم فقد حارب المستعمرون اللغة العربية ونشرها وأحلوا محلها لغاتهم وفرضوا قيوداً صارمة على استيراد الكتب العربية من البلدان الإسلامية ومنعوا افتتاح المدارس العربية إلا بعد الحصول على إذن من السلطات وقد قام المستعمرون بإحصاء كتب العلماء بغرض حصرها وفرض الرقابة عليها فقد كان للعلماء دور ريادي في قيادة حركات المقاومة ضد الاستعمار وتوعية الشعوب الأفريقية المسلمة بخطر الاستعمار على الإسلام والمسلمين.