تكشف مخطط إسرائيلي ببناء كنيس يهودي فوق المدرسة التنكزية الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك بكلفة تزيد عن أربعين مليون دولار، ويعتبر أضخم كنيس في العالم ويشكل طوقاً دائرياً مع مجموعة من الكنس اليهودية حول المسجد الأقصى. ووفق صحيفة "القبس" الكويتية تعتبر المدرسة التنكزية أكبر وأهم مدارس القدس في العصر المملوكي، وكانت شاهدا ليس فقط على الحركة العلمية النشطة خلال عصر المماليك، بل أيضا على السلاطين والأمراء الذين زاروا القدس ونزلوا فيها. تقع المدرسة التنكزية على يمين الداخل إلى الحرم الشريف من باب السلسلة، وترتكز على الجدار الغربي للحرم الشريف من الخارج، لذلك يمكن مشاهدة واجهتها الشمالية من طريق باب السلسلة، في حين يمكن مشاهدة واجهتها الشرقية من داخل الحرم الشريف. وتقع واجهتها الجنوبية اليوم فوق ساحة حائط البراق. أمر ببناء المدرسة الأمير تنكز الناصري، كافل "أمير" الممالك الشامية، سنة 1328م لتكون مدرسة للقرآن والحديث وزاوية للصوفية، وذلك ضمن مشاريعه الكثيرة التي شيدها في القدس. أوقف الأمير جزءا من ريع سوق القطانين، الذي أنشأه الأمير تنكز، على المدرسة. تشكل واجهة المبنى التي ترتفع بمستوى طابقين نموذجاً للعمارة المملوكية، حيث تنتشر الزخارف والأشرطة الكتابية والمقرنصات والحجارة متبادلة الألوان (الأبلق). وعند دخول قاعة البوابة تفتح ساحة مربعة تتوسطها نافورة ماء، ويتوزع حول الساحة ثلاثة أواوين مكشوفة على الساحة السماوية، بالإضافة إلى إيوان المدخل. ويضم الطابق الأرضي عددا من الغرف التي كانت تستخدم لأغراض مختلفة خاصة التدريس والمكتبة. كما يضم الطابق الأول (العلوي) عددا آخر من الغرف التي كانت تستخدم لإقامة المدرسين والمساعدين وطاقم المدرسة باستثناء غرف إقامة رجال التصوف. شيدت الغرف بدقة وبزخرفة حرفية في غاية الجمال. تحول المبنى في القرن التاسع عشر إلى محكمة شرعية إسلامية، وجرى تحويلها في عشرينات القرن العشرين إلى مقر للمجلس الإسلامي الأعلى بقيادة الحاج أمين الحسيني. جرى تحويلها أيضاً سنة 1964 إلى مدرسة شرعية قبل أن يقوم الاحتلال الإسرائيلي في حزيران 1967 بمصادرتها وتحويلها إلى مقر لجيشه وحرس حدوده، ويحظر على دائرة الأوقاف الإسلامية من الدخول إليها.