احتجزت الشرطة الإسرائيلية المتمركزة داخل المسجد الأقصى اليوم "الثلاثاء" حاتم عبدالقادر مسئول لجنة القدس بمكتب التعبئة والتنظيم بحركة فتح أثناء وجوده بين جمهور المواطنين الذين هبوا للدفاع عن المسجد الأقصى. وقال بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة بحركة فتح اليوم "الثلاثاء" إنه تم اقتياد عبد القادر إلى مقر القيادة العسكرية الإسرائيلية بالمدرسة التنكزية التاريخية الملاصقة للمسجد من جهة باب السلسلة، واحتجزته بعض الوقت ثم احتجزت بطاقته الشخصية وطلبت منه مغادرة المسجد. ووصف عبد القادر ما جرى بأنه استفزازي ويعبر عن غضب شرطة الاحتلال الإسرائيلي لفشل محاولة المستوطنين دخول الأقصى والذي كان مخططا اقتحامهم ومجموعة من نساء المستوطنين للمسجد صباح اليوم "الثلاثاء"، وأشاد بتواجد المئات من الفلسطينيين من الرجال والنساء الأمر الذي حال دون السماح لمئات المتطرفين اقتحام المسجد، محملا الشرطة الإسرائيلية مسئولية الأجواء المشحونة داخل المسجد الأقصى، متهما إياها بالتواطؤ مع المستوطنين والمتطرفين اليهود لاقتحام المسجد. ووقعت خلال اليوم عدة مواجهات بين نساء المستوطنين الذين حاولوا اقتحام المسجد الأقصى من جهة بابي المغاربة والسلسلة، إلا أن نحو 100 سيدة فلسطينية تصدين لهن ووقعت عدة اشتباكات بالأيدي بين الجانبين. وسمحت قوات الاحتلال لنحو 5 آلاف سائح بالدخول إلى باحات الأقصى، في حراسة قوات من الشرطة وقوات حرس الحدود، فيما تجمعت السيدات الفلسطينيات أمام بوابتى المغاربة والسلسلة للتكبير وترديد الأغانى الدينية فى استقبال السياح الذين يدخلون المسجد الأقصى. يذكر أن مدرسة التنكزية التاريخية إحدى أجمل مدارس المسجد الأقصى، تقع بين باب السلسلة شمالا وحائط البراق المحتل جنوبا، جزء منها داخل الرواق الغربي للمسجد الأقصى، وجزء خارجه. أنشأها وأوقفها نائب الشام الأمير سيف الدين تنكز الناصري، في العهد المملوكي، سنة 729ه - 1328م، ونسبت إليه. وكانت مدرسة عظيمة ودارا للحديث، وفي عهد السلطان المملوكي قايتباي، اتخذت مقرا للقضاء والحكم. وفي العهد العثماني، تحولت المدرسة إلى محكمة شرعية، ومن هنا صارت تعرف باسم المحكمة، وبقيت كذلك حتى أوائل عهد الانتداب البريطاني، فاتخذها المجلس الإسلامي الأعلى دارا للسكنى، ثم عادت بعد ذلك مدرسة لتعليم الفقه الإسلامي. وفي 1389ه - 1969م، صادرتها سلطات الاحتلال الصهيوني، ثم حولتها إلى موقع عسكري لما يعرف بحرس الحدود، حيث يشرفون منها على المسجد الأقصى، ويتدخلون لملاحقة المصلين عند اندلاع المظاهرات المنددة بالاحتلال وبحكم موقعها الملاصق لحائط البراق السليب، جرت تحتها حفريات صهيونية عديدة تحولت إلى أنفاق يعتقد أنها تنفذ إلى ما داخل الأقصى المبارك.