صدر مؤخرا رواية "العاشق والغزاة" للدكتور عبدالكريم بن عائض الشهراني، والتي انتهج فيها خطا تاريخيا معتمدا على التاريخ السياسي والاجتماعي لمنطقة عسير في الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي. ووفقا لعبدالرحمن حامد بصحيفة "الوطن" السعودية، تسلط الرواية الأضواء على منطقة عسير في عام 1834م، وهو العام الذي شهد إحدى غزوات قوات محمد علي باشا المتعددة أثناء محاولته إخضاع عسير لسلطته. يعيش القارئ مع شخصيات تاريخية متعددة، مثل: عايض بن مرعي، مشيط بن سالم، محمد بن عون، أحمد باشا، ويتنقل بين أماكن وقرى متعددة: بيشة، خميس مشيط (سوق خميس مشيط)، "الشعق"، تندحة، جوحان، مناظر (أبها)، السقا، ريدة، ويعايش تعدد شخصيات الرواية التي تمثل فئات متباينة: شيخ القبيلة، أبناء القبيلة، بنات القرية، المزارع، التاجر، البدوي، الجزار، الصانع، العبد، الحجاج، المصريين، الأتراك، المغاربة... إلخ. ويظف الكاتب بنجاح ما ورد في يوميات الطبيب الفرنسي موريس تايمزيه، الذي رافق تلك الحملة المصرية، ونقل لنا بشكل دقيق أغلب أحداثها. ورغم أن الكاتب وقع أسيرا ليوميات تايمزيه، في عدة مواقع، فاقتبس منها مقاطع شبه كاملة، إلا أنه سرعان ما كان يعود إلى خطه المستقل، فيستخدمها كمرشد للخط الروائي الذي اتبعه. والمطلع الجيد على تاريخ عسير، يحمد للراوي أنه لم يقع في فخ النقص الملاحظ في يوميات تايمزيه، المتمثل في عدم قدرته على وصف المعركة الرئيسة التي وقعت في خميس مشيط وما تلاها من معارك في أبها، ربما لبعده عن مواقع المعركة بصفته طبيبا لا مقاتلا.