الرياض: طالب عدد من المهتمين بالآثار في السعودية بدراسة أثرية جادة لجبل "العبلاء" الأثري والذي يقع على ضفاف وادي "رنية" شرق محافظة العقيق، حيث يجثم هذا الجبل ذو اللون الأبيض المشوب بالحمرة، محتضنا معدن الذهب وحارسا يعتلي مدينة "الكنعان" الأثرية. و"العبلاء" منجم ذهب قديم يرى فيه الزائر الحفر الحمراء الغائرة في جوانبه حيث كان الناس قديما يستخرجون منه الذهب ويسحقونه ويستخلصونه بالطرق البدائية على رحى تعد لهذا الغرض وعلى مقربة من سفح الجبل تترادف صخرتان دائريتان يسميهما الناس هناك "رحى أبوزيد" ولعلهما كانتا تستخدمان لطحن الصخور التي تحتوي على معدن الذهب، كما يظهر في المناطق المستوية حول الرحى وأسفل جبل ومنجم العبلاء آثار مدينة قديمة جدا طمسها الزحف الرملي ولم يبق منها إلا ما يشبه أساسات المنازل. ونقلت "الوطن" السعودية عن عبدالله الغامدي من أهالي بادية بني كبير قوله عن المدينة الأثرية المجاورة لجبل العبلاء، كان آباؤنا وأجدادنا يطلقون على المدينة التي ما تزال أساساتها موجودة بنايا كنعان, ويقال إنها كانت أسواقا كبيرة يرتادها الناس من الجنوب ومن الطائف, أما الرحى فيطلق عليها رحى أبو زيد، والحقيقة أن الرحى ضخمة جدا لا يستطيع رفعها مجموعة من الناس اليوم وقديما ينسبون أي شيء ضخم وكبير إلى أبي زيد الهلالي. ويؤكد عبدالله الحمر من أهالي العقيق أن المكان يحتاج إلى دراسة أثرية خاصة من قبل متخصصين في هذا المجال لكشف أسرار هذه المدينة المطمورة والاستفادة منها سياحيا ويضيف "جبل العبلاء من الأماكن الأثرية الكثيرة التي تحتضنها الجزيرة العربية والتي لم تحظ بالعناية التي تستحقها من قبل الآثاريين. ويؤكد نائب الأمين العام للآثار والمتاحف الدكتور علي الغبان أنه كان لهذه المدينة الأثرية منتجات زراعية وأخرى تعدينية كان يتناقلها التجار إلى الجنوب والشمال من الجزيرة العربية، ويتطلب الكشف عن دورها الحضاري القيام بأعمال ميدانية في الموقع من خلال إجراء حفريات قد تشير نتائجها إلى ذلك الدور الحضاري ضمن المواقع الأخرى بالمنطقة.