صدر مؤخرا عن منشورات غاليمار كتاب جديد بعنوان اللقاء للكاتب التشيكي ميلان كونديرا، وفيه يرسم من خلاله بعضا من ذكرياته الفنية والأدبية التي صقلتها صداقته وحبه لزمرة من التشكيليين والأدباء المعاصرين. ووفقا لصحيفة "الخبر" الجزائرية يقدم كونديرا رؤية جديدة للتعبير عن تراكمات معارفه الأدبية والفنية. إذ يأتي كتابه بعد أعمال نقدية وأكاديمية أخرى مثل: فن الرواية 1986، الوصايا المغدورة 1993، وكذا كائن لا يحتمل خفته والجهل. ينطلق الكتاب من وقوفه الروائي أمام إحدى لوحات فرانسيس باكون الموسومة ب اللوحات المعذبة، حيث تذكره "الحركات القاسية لريشة الفنان"، بالحالة العاطفية لفتاة مضطربة وقلقة بعد تعرضها للاغتصاب، ويؤكد من خلال لوحات حياتية تلك المفارقات القاسية التي يعيشها الإنسان في أوروبا المهانة. ويظهر المؤلف حبه لقراءة بيكت، وكارلوس فوينتيس، لكنه يعترف بأنه لم يقرأ حرفا من أعمال الراحل ألكسندر سولجنستين. ويبدي كونديرا وفاءه لعالم الرسم والألوان، حين يستعين بذكريات جمعته مع مجموعة من الرسامين المعاصرين، كانوا أصدقاءه ومازالت الأحاديث الجانبية التي جمعته به، تشكل لديه المفر للتخلص من قسوة الحياة اليومية.