صدر عن مكتبة العبيكان كتاب "سلمان بن عبدالعزيز.. الجانب الآخر" تأليف زين العابدين الركابي. يقع الكتاب في ثمانية فصول، يبدأ اولها بالمقارنة بين شخصية الملك عبدالعزيز وبين نجله الخامس والعشرين الذي ورث عن ابيه الكثير من منها الانتظام في العمل وتقدير الوقت، والشغف المعرفي والنزوع الى تحقيق تنوع ثقافي متعدد المصادر فالامير سلمان يقرأ في الدين والتاريخ والسياسة والاقتصاد وعلم الانساب والاجتماع، ولعل مكتبته المنزلية خير شاهد على مستوى اهتمامه بالجانب الثقافي اذ تحتوي رفوفها على ما يزيد عن ستين الف مجلد تغطي عشرة الاف عنوان متنوع يشمل مختلف حقول المعرفة وميادين الثقافة. وفي فصل بعنوان "المفهوم التنويري للدين" يتناول الكتاب الشعار الذي عرف به الامير سلمان وهو "لنفكر ونبدع في ظل لا إله إلا الله" متتبعا في ذلك خطى والده في الفهم المستنير للاسلام والتمسك بالثبات والتجديد في الوقت ذاته فالثبات هو ثبات التلقي من المصدرية العليا وهي القرآن والسنة المبينة له، وثبات مصادر التشريع لا يعني جمود الفهم والتحجر وعدم الانفتاح على كل ما هو جديد ومفيد وهو الذي قال "ان الذي لا يتغير قط هو القرآن والسنة لكن ثباتهما لم يمنع من سن الانظمة التي تتطور بتطور الازمنة". وفي الفصول الاخيرة للكتاب نتعرف على المهارات السياسية والملامح الانسانية التي تميز بها الامير سلمان ففي الادارة تقع الشورى في مركز اتخاذ القرار لكن المرونة والقبول بالاراء المختلفة قبيل الموافقة على القرار يتحول بعد اتخاذه الى حزم وعدم تساهل في التطبيق. اما فيما يتعلق بالجانب الانساني والنشاط الخيري فقد بدأت رحلة الامير سلمان منذ العام 1956 عندما ترأس لجنة لجمع التبرعات وارسالها الى المتضررين من العدوان الثلاثي على مصر ورأس في العام نفسه لجنة اخرى لجمع التبرعات للشعب الجزائري وفي 1967 ترأس اللجنة السعودية الشعبية لمساندة مجاهدي فلسطين تلتها رئاسته للجان عديدة لاغاثة منكوبي كل من باكستان وافغانستان والمتضررين من كوارث السيول في السودان ولمساعدة المواطنين الكويتيين اثناء الاحتلال العراقي للكويت وفي 1991 ترأس اللجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين من فيضانات بنغلادش.