بروس فيلر في كتابه: الأمريكيون متأثرون بوصايا موسى أكثر من تعاليم المسيح ! غلاف الكتاب محيط – ترجمة - محمود عبدالحي نشرت شبكة " فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية عرضا لكتاب أثار جدلا واسعا مؤخرا بعنوان : " نبي الولاياتالمتحدة.. موسى وقصة أمريكا " للكاتب الأمريكي بروس فيلر والذي طرح في الأسواق الأسبوع الماضي. يقول المؤلف في كتابه أن أمريكا على مر العصور ومنذ تأسيسها قد تأثرت بفكر ودعوة نبي الله موسى عليه السلام ، أكثر من تأثرها بعيسى عليه السلام على الرغم من أنها دولة مسيحية يمثل عدد المواطنين فيها ممن يدينون بالديانة المسيحية أكثر من 75% ! . ونقرأ في الصفحات الأولى من الكتاب أنه في الرابع من يوليو عام 1776، وتحديدا عقب تمرير " إعلان الاستقلال "، طلب أعضاء الكونجرس من توماس جيفرسون وبنجامين فرانكلين وجون أدامز تصميم الختم الجديد للولايات المتحدة. وبعد ستة أسابيع قدموا بتوصيتهم التي تقول : "موسى يعبر ببني إسرائيل عبر البحر الأحمر" اقترح ثلاثة من الخمسة الذين وضعوا "إعلان الاستقلال" وثلاثة من أعمدة " الثورة " بأن يكون موسى هو الوجه الذي يمثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث يمثل موسى بالنسبة لهم هو الأب المؤسس لدولتهم. يقول بروس بكتابه : " منذ أربعة أعوام بدأت أبحث عن الدور الذي لعبه موسى في حياة الأمريكيين. أبحرت من ميناء بلايموث حيث يقارن الحجيج رحلتهم بالرحلة التي قام بها موسى نبي "بني إسرائيل" وتسلقت برج "قاعة الاستقلال" حيث نقش على جرس الحرية الموجود فيه كلمة من كلام موسى وارتديت العباءة التي استخدمها كارلتون هيستون عندما أدى دور موسى في "الوصايا العشر". بروس فيلر يتابع المؤلف : أدهشني اكتشاف واحد وغير وجهة نظري في الصراعات الحضارية التي نعيشها اليوم وهو أن موسى كان أكثر أهمية في تاريخ الولاياتالمتحدة من "عيسى" بامتثال الأمريكيين لتجربته ودعوته . ويتأثر الأمريكيون بحياة " عيسى " عليه السلام ولكن في حياتهم الخاصة ، إنما لا يظهر ذلك في حياتهم العامة ، ومن التعاليم المسيحية الغائبة مثلا الحب ومحاربة الفقر والخير . بينما شكلت وصايا موسى، وعلى النقيض، المتمثلة في مقاومة السلطة وإيجاد التوازن بين الحرية والقانون وحلم الأرض الموعودة – بحسب الزعم التوراتي اليهودي - السمات الحقيقية للحلم الأمريكي. ووفق الكتاب فقد كان موسى أكثر أهمية بالنسبة للبيوريتانيين "التطهيريين" (جماعة المتشددين من المسيحيين) من عيسى ؛ حيث حمل الحجيج على سفينة "ماي فلاور" الأناجيل المزينة بصورة متخيلة لنبي الله " موسى " وكانوا يطلقون على الملك جيمس لقب الفرعون وأعلنوا أن المهمة التي يقومون بها بالغة الأهمية مثل "مهمة موسى وبنو إسرائيل عندما خرجوا من مصر". موسى والثورة يسترسل الكاتب في توضيح تأثير وصايا نبي الله موسى عليه السلام - المنقولة في التوراة الموجودة حاليا - في حياة الأمريكيين فيقول : ازدادت أهمية موسى خلال الثورة ؛ فقد أطلق توماس باين على الملك جورج لقب "الفرعون القاسي ذو الوجه المتجهم" ، كما استعان بينيامين فرانكلين ب" موسى" في تمرير الدستور وجورج واشنطن الملقب ب"موسى الأمريكي" لأنه قاد مجموعة من المستعمرين المحاصرين. وعندما توفي قام ثلثا المتواجدين في تأبينه بمقارنته كقائد وأب للدولة الأمريكية بموسى " كمرشد للدولة اليهودية " ، بحسب اعتقادهم !. كما تجمع العبيد خلال الحرب الأهلية حول رمز " موسى " نبي الله الذي أزال العبودية بين البشر ، وحينما نجحت هارييت توبمان في تحرير العبيد تم تسميتها "موسى قومها". ينتقل الكاتب في فصل آخر للقول بأن نبي الله "موسى" عليه السلام لم يكن موثرا فقط في الحياة السياسية الأمريكية، ولكن في الحياة العامة فنرى أن تمثال الحرية مقتبس أساسا من نبي التوراة موسى ، وجذوة النار حول رأس " السيدة الحرية " والألواح التي تمسك بها في يدها مأخوذة من المشهد الذي نزل فيه موسى إلى جبل سيناء وفي يده الألواح المدون بها الوصايا العشر. تمثال الحرية رؤساء أمريكا بحسب الكتاب الذي أثار جدلا واسعا فإن كل من الرؤساء الأمريكيين : رونالد ريجن ، بيل كلينتون ، جورج دبليو بوش وباراك أوباما أكدوا في تصريحات علنية لهم أنهم قد تأثروا بموسى . ويعتقد المؤلف أن ذلك راجع لأن نبي الله موسى يمثل للأمريكيين رمز الشجاعة في معارضة الظلم وبناء مجتمع أفضل. في النهاية ولسنوات عديدة، كان السؤال محل الخلاف في الصراعات الحضارية هو ما إذا كانت الولاياتالمتحدة دولة مسيحية ، لقد كان رجل أبيض من البروتستانت هو من قام بتقديم موسى للتاريخ الأمريكي وكان لوجوده النفع الأكبر بالنسبة للزنوج واليهود والنساء ليندمجوا في المجتمع الأمريكي – بحسب المؤلف - ولأنه كان يعتمد بالتحديد على اليمين واليسار الديمقراطي والجمهوري اليهودي والمسيحي، فمن الممكن أن يكون موسى هو المثال الحضاري الذي يذكر الأمريكيين بالموروث المشترك ويساعد في استعادة الحوار الوطني في كيفية استعادة حلم " الأرض الموعودة " وفق المعتقد اليهودي . جدير بالذكر أن الكتاب حقق رواجا وأثار جدلا واسعا ، وقال عنه الكاتب والصحفي البريطاني سايمون وينشستر: الكتاب يعد من أفضل وأذكى الكتب التي قرأتها منذ سنين، ويجب أن يكون مرجعا لمن أراد أن يعرف حقيقة أمريكا" ، أما طوني هورويتز الكاتب والصحفي الأمريكي فقال : يقدم لنا بروس فيلر من خلال كتابه العديد من الهدايا المدهشة عن طريق التحليل التوراتي إلى إعادة تشكيل المفهوم بأن موسى هو النبي الأساسي للتجرية الأمريكية. إنه كتاب لتقديم الحقيقة التي لا غنى عنها. أما دوجلاس برينكلي، كاتب أمريكي وأستاذ التاريخ بجامعة رايس، فيوصي بقراءة هذا الكتاب ويقول "إنه كتاب بارع وأصيل ومثير حول دور موسى-نعم موسى- في التاريخ الأمريكي. لقد ألف بروس فيلر هذا الكتاب وهو في قمة إبداعه".