يشهد موسم العمرة كل عام عددا من المشاكل والأزمات التي يتناوب كل طرف فيها إلقاء اللوم على الأخر بهدف إخلاء ساحته من تحمل المسئولية ، فكل عام يشكو المعتمرون من التكدس وعدم حصولهم على خدمة لائقة خلال رحلتي الذهاب والعودة وطوال فترة العمرة ، ومن ناحية أخرى هناك مشاكل الشركات السياحية الشريك الأساسي في المسئولية والتي ترى أنها مظلومة على طول الخط حيث تعانى مشاكل أكبر من طاقتها وعلى الرغم من ذلك فهي دائما أول ما يشار إليه بأصابع الاتهام . محيط إيمان عبد العاطي
ووسط هذا الزخم وسخونة الموسم كان لشبكة الأخبار العربية "محيط" هذا الحوار الساخن والصريح مع السيد زهير جرانة وزير السياحة الذي وضعنا أمامه ملف مشكلات العمرة والذي يحوى العديد من المشاكل ومنها الارتفاع الجنوني لأسعار العمرة وما يقابلها من كثافة في أعداد المعتمرين وهل يعتبر وزارة السياحة أحد الأطراف التي يجب وضعها خلف القضبان بتهمة المسئولية عن فوضى رحلات العمرة ؟؟ محيط : ما هي الاستعدادات التي قامت بها الوزارة لضمان موسم عمرة بلا مشاكل ؟ في الواقع تم الإعداد لموسم العمرة هذا العام بالتنسيق بين وزارة السياحة وغرفة شركات السياحة على أساس دراسة جميع الملاحظات التي ظهرت في المواسم السابقة بهدف تعزيز الإيجابيات وعلاج السلبيات وأهمها تحديد أعداد المسافرين بالبحر والبر طبقا للطاقة المتاحة في البواخر والأتوبيسات وبما لا يسمح بوجود تكدس في الموانئ .
محيط : ولماذا إذن تتكرر معاناة المعتمرين في الموانئ ؟ هذا لا تتحمل مسئوليته وزارة السياحة لأن التكدس في الموانئ هذا العام يحمل شقين الأول وجود مشكلة في مواعيد البواخر ومدى انتظامها ، والثاني أنه قد يكون نتيجة أخطاء في سلوكيات المعتمر نفسه حيث أن الواحد منهم عندما يتخلف عن ميعاد العودة بعد انتهاء برنامجه وفقا للشركة التي يتعامل معها فإنه ينتظر للرحلة التي تليها والتي لا يكون له مكان عليها أصلا ، وبالتالي يحدث التكدس على النحو الذي نراه . محيط : وهل معنى ذلك أنه لا توجد مسئولية على الشركات السياحية؟ بالطبع لا ، فهناك بعض المخالفات التي تقع على الشركات ولكننا في بداية الموسم ألزمنا الشركات بتحرير عقد بينها وبين المعتمر يتضمن كافة التفصيل من ميعاد الذهاب والعودة والإقامة والسعر وقد تم تشديد الجزاءات لأي مخالفة للعقد ويقوم بأعمال الرقابة على التنفيذ لجان مختصة من الوزارة وغرفة الشركات السياحية حيث يتابعون العمل من جميع الموانئ وفى المملكة السعودية ويستمر عمل هذه اللجان لحين عودة جميع المعتمرين كما يوجد لجنه أخرى بالعقبة لتسهيل وحل أي مشاكل تصادف المعتمرين . محيط : ما هي الإجراءات التي ستتخذ إذا أقرت هذه اللجان وجود مخالفات على الشركات؟ الإيقاف فورا أو سحب خطاب الضمان الذي بموجبه تتمكن الشركات من مزاولة أعمالها ولا جدال أو تهاون في تلك الإجراءات . محيط : وهل يوجد معدل محدد لأعداد المعتمرين لا تتخطاه الشركات ؟ على الرغم من تجاوز أعداد المعتمرين هذا العام الخمسمائة ألف معتمر إلا أن ذلك لا يمكن السيطرة عليه وطالما أن هناك تأشيرات متوفرة من قبل الوكيل السعودي فلا نستطيع أن نحد من الإقبال على العمرة خاصة وأنها تعتبر بالنسبة لكثيرين أحد المناسك الدينية الهامة خاصة في هذه الأيام . محيط : ولكن هل يمثل ذلك العدد الهائل عبئا على أداء الشركات ؟ لقد تجاوزنا هذا العبأ نوعا ما في عمرة رمضان لأنها الأكثر ازدحاما بتحديد حصة من المعتمرين لكل شركة لا تتجاوزها لضمان تحقيق عنصر التنظيم ، فهذا العام قصرت وزارة الحج السعودية التنفيذ على الجهات الرسمية فقط باعتبارها العناصر الأكثر التزاما ومعنى ذلك أنها ألغت التعامل مع معتمري الجمعيات الأهلية لذلك زاد الإقبال على الشركات فمعتمرو شهر رمضان فقط تجاوزوا الستون ألف . محيط : وكيف تفسرون الارتفاع الجنوني لأسعار رحلات العمرة والتي تجاوزت ال15 ألف جنيه؟ مسألة أسعار الرحلات مرتبطة في الأساس بمستوى المعتمر بدليل أن أسعار العمرة بالنسبة للبواخر من 6000 جنيه ألفان منهم سعر تذكرة الباخرة والباقي للإقامة لكن هناك من يذهب لشركة السياحة ويبدأ في إضافة بنود جديدة للعقد مثل اختيار أفخم الفنادق وأن تكون غرفته مطلة على الحرم مباشرة وغيرها وبالتالي ترتفع قيمة الرحلة لذلك لا يمكن أن نقول أن هناك ارتفاع في الأسعار في المطلق فهي مسألة نسبية تتحدد وفقا لمستوى المعتمر ومن ناحية أخرى ترتبط أيضا بشكل مباشر بسعر الدولار ويكفى القول أن تذكرة الطائرة تحتل 60% من إجمالي سعر رحلة العمرة بالطيران . وفي نهاية اللقاء أشار الوزير إلى أن تنظيم رحلا ت العمرة لا تقوم بها جهة واحدة بل إنها مسئولية مشتركة بدءا من المواطن مرورا بالقطاع السياحي وقطاع النقل حتى القنصلية السعودية التي تتأخر في أحيان كثيرة عن إرسال التأشيرات وهو الأمر الذي تتحمله ظلما وزارة السياحة بمعنى أن كشف الحساب يجب أن يتوزع على الجميع بهدف معالجة السلبيات أملا في موسم عمرة أكثر استقرارا .