واشنطن : في اطار المحاولات المستمرة لكسر الجمود في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ،عقد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اجتماعا مطولا مع المبعوث الأمريكي جورج ميتشل وفريقه في الخارجية الأمريكية أمس الخميس. وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها الصادر اليوم الجمعة أن عريقات نقل مجموعة "رسائل" من الرئيس محمود عباس للأمريكيين فحواها رفض الدخول في أي مفاوضات قبل وقف الاستيطان والمضي باستراتيجية العمل على اعلان أحادي للدولة الفلسطينية بعد نيل تأييد أطراف المجتمع الدولي. وقال عريقات بعد لقاء تخطى الساعتين مع ميتشل ومستشار البيت الأبيض دان شابيرو ومساعدين، " لا أستطيع اطلاق مصطلح مفاوضات على ما أجريناه، كان هناك دعوة من الأمريكيين ولبيناها". وأضاف " نقلت مجموعة من الرسائل من الرئيس محمود عباس أولها يتعلق بما يجري في القدس وخاصة حول السياسات الاسرائيلية وطرد السكان... قدمنا وثيقة حددت الأنشطة الاستيطانية من 1 اكتوبر/تشرين الأول حتى 31 ديمسبر /كانون الأول 2010 وقدمنا خرائط حول القدس وطلبنا من الادارة الأمريكية أن تساعدنا في وقف هذه السياسة الاستيطانية ". أما الرسالة الثانية فحددها عريقات بأن الجانب الفلسطيني " لم يكن في يوم من الأيام ضد المفاوضات ومن أوقفها هو قرار الحكومة الاسرائيلية باستئناف الاستيطان" ونوه بأن " كل ما أثير حول مفاوضات متوازية لا أساس له من الصحة". وقال عريقات أن المحادثات تطرقت "الى موضوع مجلس الأمن وهناك استشارات حول قانون اعتبار الاستيطان غير شرعي...هذا حقنا الكامل... نأمل أن تستطيع الادارة الزام الاسرائيليين وقف الاستيطان". وفي غياب المفاوضات وفي ظل السياسات الاسرائيلية، توقع عريقات "استمرار المحادثات الفلسطينية مع الأشقاء العرب وروسيا والاتحاد الأوروبي والسعي لتكريس الاستراتيجية الفلسطينية ولنيل الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967". في غضون ذلك ، أعلنت غيانا الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة في حدود عام سبعة وستين، لتنضم بذلك إلى سلسلة من دول أمريكا اللاتينية التي اتخذت قرارات مماثلة. وقالت وزارة الخارجية في بيان لها الخميس إنها تأمل من وراء هذا الإعلان المساهمة في الجهود المبذولة لتحقيق لاستقرار في المنطقة والتوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل دائم. وتنضم غيانا إلى البرازيل والأرجنتين وبوليفيا والأورغواي والإكوادور التي اعترفت بفلسطين دولة مستقلة بحدود عام سبعة وستين. وكانت تشيلي أعلنت اعترافها بفلسطين دولة مستقلة لكنها لم تشر إلى حدودها. وفي المقابل، ندد مسئولون إسرائيليون بتلك الاعترافات وقالوا إنها غير مجدية ولن تسهم في تعزيز عملية السلام. الى ذلك ، اعترف مسئولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية بفشل كبير في فهم الخطوات التي نفذتها السلطة الفلسطينية وحصلت على أثرها باعتراف دول في أمريكا اللاتينية بالدولة الفلسطينية المستقلة بحدود العام 1967. وذكرت صحيفة "هآرتس" أن موجة الاعترافات بالدولة الفلسطينية من جانب دول أمريكا اللاتينية وخصوصا البرازيل والأرجنتين كشف عن فشل الدبلوماسية الإسرائيلية في القارة وأن إسرائيل كانت "نائمة" بينما ينفذ الفلسطينيون خطوات علنية وأن مسؤولين كبار في الخارجية يصفون ذلك ب"الإخفاق السياسي". وأجرت الصحيفة تدقيقا في هذا السياق تحدثت خلاله مع خمسة مسئولين كبار في وزارة الخارجية وتبين أنه "إلى جانب النقص في المعلومات الاستخباراتية تكشفت إخفاقات في تقييم المعلومات التي وصلت إلى وزارة الخارجية وفهم النشاط الفلسطيني في البرازيل والأرجنتين والحاجة إلى معالجة الموضوع بالمستويات السياسية العليا من أجل محاولة كبحه". وقالت إن وزارة الخارجية "استيقظت" فقط بعد اعتراف البرازيل والأرجنتين بالدولة الفلسطينية، وفي أعقاب ذلك عملت الوزارة بكل قوتها ومن خلال تجنيد الإدارة الأمريكية لوقف "الجرف السياسي في القارة" لكن الأمر كان متأخرا لأنه بعد اعتراف الدولتين اللاتينيتين الكبريين أصبحت محاولة منع دول مثل تشيلي أو الإكوادور من الاعتراف بفلسطين عديمة الجدوى. وبدأ الفلسطينيون نشاطهم من أجل الحصول على اعتراف بدولتهم من البرازيل والأرجنتين قبل نصف عام تقريبا وعلى أثر جمود عملية السلام ومن أجل ممارسة ضغط على إسرائيل، ووفقا ل"هآرتس" فإن الفلسطينيين اختاروا أمريكا اللاتينية لأنهم أدركوا أنه في حال اعتراف البرازيل والأرجنتين بدولة فلسطينية في حدود العام 1967 فإن باقي دول القارة ستنضم إليهما. وشددت الصحيفة على أن الخطوات الفلسطينية لم تكن سرية وأن القيادي في حركة فتح نبيل شعث قال في مقابلة صحفية في شهر تموز/يوليو الماضي إنه يعتزم أن يطلب من الرئيس البرازيلي لويس دي سيلفا بالاعتراف بدولة فلسطينية. وذكرت "هآرتس" أن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم زار البرازيل ولم يطلع أحدا في وزارة الخارجية على وجود اتصالات برازيلية – فلسطينية وبعد ساعات من خروجه من لقاء مع وزير خارجية البرازيل فوجئ شالوم بإعلان البرازيل عن اعترافها بالدولة الفلسطينية. ويأتي هذا "الإخفاق السياسي" الإسرائيلي رغم أن وزير الخارجية افيجدور ليبرمان اعتبر منذ بدء ولايته أن أمريكا اللاتينية هي هدف سياسي مركزي، وزار عددا من الدول اللاتينية بهدف فتح صفحة جديدة في العلاقات معها. واعتبر ليبرمان في اجتماعات مغلقة أنه لم يكن بالإمكان منع اعتراف البرازيل ودول أخرى بالدولة الفلسطينية لأن ذلك جاء كخطوة ضد الولاياتالمتحدة.