غزة: رأى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق ان من حق الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يرشح رئيسا للوزراء، ولكن من حق "حماس" أيضا أن تعترض أو توافق على هذا الترشيح. وقال أبو مرزوق في تصريحات لصحيفة "السفير" اللبنانية "توافقنا في البداية على أربعة أسماء، يكون من بينها خيار الرئيس، ثم اقترح الاخوة في فتح ألا تكون هذه الخيارات نهائية، وقد أضافوا اسم سلام فياض، غير أن الحوارات أفضت إلى استبعاد من يوجد عليهم تحفظ من قبل أحد الفريقين، ومن بين هؤلاء سلام فياض". وأضاف "الاخوة في فتح قالوا إنهم غير مفوضين للحوار حول هذه الأسماء، ما استدعى عقد لقاء بين الرئيس عباس والأخ خالد مشعل، وذلك باقتراح من حركة فتح، لكن الاتصالات التي جرت قبل عقد الاجتماع أثارت تساؤلات حول احتمالات نجاحه، خاصة أن الرئيس أبو مازن ما زال يرى أن اسم فياض يجب أن يكون مطروحاً في الحوار، ولذلك، فقد ارتأت حركة فتح تأجيل الاجتماع خشية عدم نجاحه، وقد وافقنا على ذلك، من منطلق حرصنا على نجاحه أيضا". وتابع "المشكلة الثانية التي جعلت اللقاء يتأخر، كانت في قول أبو مازن بأن هذه حكومتي،ومن حقي اختيار رئيس الوزراء، نحن نرى في ذلك قفزا على ما تم الاتفاق عليه في جلسات الحوار ففي ملحق التفاهمات، تم الاتفاق بوضوح على تشكيل حكومة من كفاءات فلسطينية، وأن يجري اختيار رئيسها وأعضائها بالتوافق لكونها حكومة توافق وطني". ويرى انه "من الناحية القانونية، لا شك في أن تسمية رئيس الوزراء هي من حق الرئيس أبو مازن، ولكن ذلك يقابله حق آخر، وهو أن رئيس الوزراء لا بد أن يحصل على الثقة من المجلس التشريعي الفلسطيني قبل أن يقسم اليمين، وهذا بدوره أصبح، بموجب التفاهمات، أمرا توافقيا وليس قضية تتحكم بها الغالبية وبذلك نحن نرى أن من حق الرئيس عباس أن يرشح رئيساً للوزراء، ولكن من حق حماس أيضاً أن تعترض أو توافق على هذا الترشيح". وحول عدم عقد لقاء بين عباس ومشعل بتركيا ،قال أبو مرزوق "نؤكد أن لا تحفظات لدينا على اللقاء مع الرئيس عباس،مضيفا "ما حدث أن الأخ خالد مشعل ذهب إلى اسطنبول في زيارة سريعة التقى خلالها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو، وذلك قبل يومين من وصول الرئيس عباس إلى أنقرة، وبالتالي فإن لا المكان ولا الزمان كانا مناسبين لعقد اللقاء" ونفى امكانية طرح الوساطة التركية في الوقت الحالي لأن هذه الفكرة طرحت في السابق وقد اعتذرت "فتح" عن قبولها ، فالحراك اليوم بين "فتح" و"حماس" يجري برعاية مصرية، ومن خلال اتصالات مباشرة. وفيما يتعلق بالتخوف من توقف قطار المصالحة أكد أبو مرزوق ان لا خيار أمام "فتح" و"حماس" سوى الاستمرار في طريق المصالحة. وقال ابو مرزوق "العودة إلى الانقسام مسألة غير مطروحة إطلاقا أما إذا تعرقلت المصالحة في محطة أو اثنتين، فإن هذا لا يعني الانكفاء عنها، لأنها ستبقى الخيار الأساسي والوحيد المطروح في الساحة الفلسطينية بصرف النظر عن التفاصيل ولا شك أن التأخير مزعج، ولا شك أن ثمة شعورا لدى الشعب الفلسطيني بوجود تلكؤ في هذا الملف، خاصة أن انعكاسات المصالحة لم تكن على مستوى التوقعات، فملف السجناء لم يغلق بعد، ومعبر رفح يواجه الكثير من الإشكالات، والمواطن الفلسطيني لا يشعر حتى الآن بأنه يتمتع بحقوقه الأساسية". وحول الاصرار على رفض فياض قال القيادي "نحن نتطلع إلى إنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة تخرجنا من الأزمة ليست الحكومات الفلسطينية هي من تجلب الحصار، فالحصار فرض فرضا على الشعب الفلسطيني لكننا، برغم ذلك، حريصون على عدم استخدام أي حكومة فلسطينية كذريعة لفرض الحصار على الشعب الفلسطيني وهذا هدف مشترك، ولكن لا بد من أن يكون ضمن إطار التوافق، مع التشديد على أن الشعب الفلسطيني لا يمكن اختصاره في شخص واحد". وتابع:"النقطة الثانية، هي أن سلام فياض كان عنواناً للانقسام، فقد كانت هناك حكومتان الأولى في الضفة الغربية برئاسة فياض، والثانية في قطاع غزة برئاسة إسماعيل هنية، وإذا ما نظرنا إلى المسألة من حيث الشكل، نتساءل: ما معنى وجود مصالحة إذا تم تغييب حكومة وتثبيت أخرى؟" واضاف "النقطة الثالثة، هي ما واجهته المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية من معاناة في ظل حكومة سلام فياض، بعدما انخرط في مخطط حقيقي لمواجهة المقاومة وبالتالي لا يعقل في ظل المصالحة أن نقبل بمن كان جلادنا، ومن لاحقنا في السجون، ومن أتى بالجنرال كيث دايتون". ورفض الاصرار على ترشيح فياض قائلا" هناك من الكفاءات الفلسطينية العشرات، لا بل المئات، ممن يصلح أن يكون أحدهم رئيسا للوزراء، فلماذا الإصرار على شخص واحد؟ نحن منفتحون على الجميع، ولسنا متعنتين في الاختيار، ولم نضع شروطا". وحول ربط العودة للمفاوضات مع اسرائيل وتعثر جهود المصالحة قال ابو مرزوق"اعتقد أن كل ما يطرح في الوقت الحالي، كتشكيل الحكومة والذهاب للأمم المتحدة والتوجه مجدداً نحو المفاوضات، يندرج في سياق مترابط، اقتراح أبو مازن بالتوجه إلى الأممالمتحدة يبدو الهدف منه هو المفاوضات". ويعتقد أبو مرزوق أن التخلي عن مطلب وقف الاستيطان مضر بمخرجات المفاوضات قبل أن تبدأ، فبناء المستوطنات في الضفة الغربية يعني التخلي عن حدود العام 1967، وهو أمر ينطبق أيضا على مبدأ تبادل الأراضي وإخراج القدس من التفاوض". ويرى أنه لا بد من إعادة تقييم شاملة للعملية السياسية الفلسطينية بكل مكوناتها بعد 14 سنة من التفاوض، وأن يتراجع أبو مازن عن أطروحاته بأن لا خيار سوى التفاوض، وعن سياسته الرافضة للمقاومة،معتقداً أن ثمة فرصة حقيقية لذلك. وقال "من الناحية الاستراتيجية، أرى أن فتح الخيارات الأخرى أمر مهم جداً، ومن بين هذه الخيارات تحقيق المصالحة لأنها ستكون ورقة قوية في يد الفلسطينيين". ودعا الرئيس أبو مازن إلى أن يثق بقدرات الشعب الفلسطيني، وأن يكون قراره شعبياً قبل أن يكون متوافقاً مع الضغوط الخارجية.