تتحرك القاهرة لإنقاذ المصالحة بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) خشية تعرضها لانتكاسة بعد تأجيل لقاء الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الذي كان مقررا أمس الثلاثاء. وقالت مصادر إن القاهرة تتحرك لاحتواء أزمة تشكيل الحكومة التي يصر عباس على أن يكون سلام فياض رئيسا لها وتعارض حماس هذا التوجه، ولوقف ما أسمته المصادر التراشق الإعلامي خلال اليومين الأخيرين. وأوضحت المصادر أن مصر عارضت فكرة الضغط على حماس لقبول فياض، وأنها أبلغت محمود عباس الذي طلب ذلك قبل عشرة أيام أن عهد الضغوط لم يعد موجودًا، وأن عليه إقناع حماس بفياض لا فرضه عليها. وترى حماس التي تسيطر على قطاع غزة وتقوده حكومتها التي أقالها عباس عام 2007 أن سلام فياض جزء من حالة الانقسام وأنه لا مكان له في حكومة التوافق، وتتهمه صراحة بلعب دور في ملاحقتها بالضفة الغربية والتنسيق الأمني مع إسرائيل. وفي هذه الأثناء كشف مصدر قيادي بارز بحركة فتح للجزيرة نت أن ديفد هيل المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط أبلغ محمود عباس خلال لقائهما في العاصمة الأردنية مؤخرا رفض واشنطن التعامل مع حكومة يكون لحماس شخصيات فيها. وأوضح المصدر أن هيل ذكر لعباس رفض واشنطن لفكرة تولي النائب المستقل جمال الخضري حكومة التوافق، لأنه معروف بقربه من حماس وذو اتجاه إسلامي واضح. والخضري أحد اثنين اقترحتهما حماس لتولي منصب رئيس حكومة التوافق، ويحظى بشعبية كبيرة، إذ قاد عقب حصار غزة اللجنة الشعبية لكسر الحصار التي ساهمت بشكل فاعل في إظهار جوانب المعاناة بغزة. في غضون ذلك صعد عباس من لجهته تجاه حماس، وأكد أن من حقه أن يختار رئيس الحكومة المزمع تشكيلها، وذكر صراحة أن أفضل شخص لتولي هذا المنصب هو سلام فياض. وفي المقابل أعلن الناطق الرسمي باسم حماس سامي أبو زهري رفض حركته لكون عباس وحده المسؤول عن تشكيل الحكومة، واصفا تصريحاته بأنها تمثل "تصعيدا إعلاميا غير مبرر". وقال أبو زهري "تصريحات الرئيس عباس تضر بالمصلحة الوطنية وجهود المصالحة"، داعيا إلى "التوقف عن هذه التصريحات التي تضر بالجهود الرامية لإتمام المصالحة".