التدخل العربي في العراق لماذا اصبح مطلوباً؟ سليمان نمر يبدو من تصريحات المسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن ان الهدف الرئيس لاجتماع وزيرة الخارجية كونداليزا رايس اليوم - الاثنين - في البحرين مع وزراء خارجية دول الخليج العربية بالاضاقة الى الاردن ومصر ، هو حث هذه الدول مرة اخرى على مساعدة الادارة الاميركية في مازقها الذي تعيشه في العراق بسبب اخطائها هناك وعدم قدرتها على مواجهة القوى المسلحة هناك مقاومة كانت أم قوى مسلحة شيعية أم ارهابية . ولا احد ينكر حجم الضغوط الا ميركية على السعودية لممارسة دورمساعد لواشنطن ولحكومة المالكي العراقيه والعمل على فتح السفارة السعودية في بغداد. وكان هذا الموضوع محوراللقاء بين خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والسفير الاميركي لدى بغداد وقائد القوات الاميركية في العراق الاسبوع الماضي في الرياض، وتقول المصادر في الرياض ان المسؤولين الاميركيين عن العراق ابديا استعدادا لتسليم المعتقلين السعوديين لدى جيش الاحتلال الاميركي في العراق للسلطات السعودية ، وكان هذا الامر مطلبا سعوديا دائما من واشنطن ،لان استلام السلطات السعودية لهؤلاء المعتقلين وهم من المتطرفين من اتباع فكر تنظيم ''القاعدة'' او المغرر بهم ، سيساعد هذه السلطات في معركتها الناجحة ضد الارهاب والفكر المتطرف . والولايات المتحدة مستعدة لان تقدم اي ثمن ''يحفظ كبرياءها '' لأي طرف يساعدها في العراق. والان ادركت واشنطن ان معركتها في العراق لم تعد فقط ضد المقاومة العراقية وتنظيم القاعدة ، بل ايضا ايران التي يتوسع نفوذها ووجودها في العراق وتريد الادارة الاميركية من حلفائها العرب ان يخوضوا معها معركتها في العراق وخارجه ضد ايران لتبدو المسألة انها صراع عربي''سني'' - ايراني ''شيعي'' ،لذا هي تريد من العرب ان يتبنوا العراقيين السنة والانفتاح على حكومة المالكي ليبدو وكانه مدعوم عربيا وهو المتهم في العراق بان سياسة حكومته تكرس السيطرة الشيعية وفي مأزقها في العراق تدفع الادارة الامير كية ثمن اخطاء ادارتها هناك، ومن هذه الاخطاء تدمير قوة الجيش العراقي وحله بعد اذلاله، ولم تستمع بذلك لنصائح السعودية التي وصلت الى حد ان الامير سعود الفيصل وزير الخارجية وسط حلفاء لواشنطن مثل لندن لاقناع الادارة الاميركية بعدم تدمير الجيش العراقي خلال الحرب:. - وشاهدت بنفسي كيف عملت الطائرات الاميركية على قصف وتدمير العامود الفقري للجيش العراقي الذي تجمع قرب مدينة الناصرية بعد ان هرب من قاعدة الامام علي بن ابي طالب وهي اكبر قاعدة عسكرية في حنوب العراق وذلك في نهاية شهر شباط (فبراير) عام 2003 وروى لي سكان مدينة الناصرية بعد دخول الجيش الاميركي لها ،كيف كانت الطائرات الاميركية تلاحق الاف الجنود العراقيين الذين فروا من القاعدة وتقصفهم بمختلف انواع القنابل بل حتى في الرشاشات. ومن الاخطاء الفادحة لادارة برايمر للعراق بعد انتهاء الحرب ابعاد الدور العربي عن مداواة جرح العراقيين والتخفيف من ذل المحتل الاميركي وقليلون يعلمون ان برايمر الذي حكم العراق ليذل شعبه ويحطم كبريائهم طلب من الرياض سحب المستشفى الميداني الذي ارسلته السعودية الى بغداد بعد انتهاء الحرب لمداواة وعلاج العراقيين الذين افتقدوا كل شيء واوله الكرامة . وكان الهدف من هذا الطلب ليس حرمان الشعب العراقي من مساعدات انسانية وطبية في امس الحاجة بقدر ما كان الهدف ابعاد العرب ودور العرب عن العراق ردا على نصائح العملاء الذين اصطحبهم الجيش الامير كي بدباباته الى بغداد والادارة الاميركية التي ادركت الان حجم ورطتها في العراق تطلب الان من حلفائها العرب النجدة والمساعدة بعد ان كانت تسد السمع لنصائحهم لذا تطلب منهم الان فتح سفاراتهم في بغداد وتقديم الدعم والمساعدة لحكومة المالكي والغاء اكثر من مائتي مليار دولار من بقية الديون على العراق. وتريد منهم مواجهة النفوذ الايراني في العراق وغير العراق وبعد ان فشلت في استخدام صيغة الاوامر لحلفائها تعمل حاليا باسلوب التفاهم والاستماع للنصائح ولدول الخليج العربية والدول العربية الحليفة الاخرى - والسعودية بالذات- تحفظات على حكومة عدنان المالكي وسياستها التي كرست الانقسام الطائفي في العراق والتي لاتمثل كل القوى السياسية والاطياف المذهبية والعرقية هناك بالاضافة لذلك تشك الدول العربية التي لديها رغبة باعادة فتح سفاراتها في بغداد على قدرة القوات الامنية العراقية على حماية سفاراتها وديبلوماسييها بسبب الاختراقات المتعددة لهذه القوات ولايمكن ان تقبل هذه الدول حماية قوات الاحتلال الاميركي وسبق ان جربت مصر ناختطف القائم باعمال سفارتها في بغداد وقتل بعد ذلك وكذلك اختطف القائم باعمال سفارة دولة الامارات ونجا باعجوبة والاردن دمرت سفارته في بغداد والامن في العراق وفي بغداد بالذات لازال مفقودا وقوات الاحتلال الاميركي عاجزة عن تحقيق الامن رغم القصف بالطائرات الذي تقوم به احيانا ضد الجماعات المسلحة هناك وامام هذا المازق الامني والسياسي لازالت الادارة الاميركية تلح على حلفائها طالبة النجدة ولكن ماذا ستقدم واشنطن لحلفائها العرب مقابل ذلك؟. هل ستحقق للعرب - وللفلسطينيين بالذات- وعد اقامة الدولة الفلسطينية شبه المستقلة قبل نهاية العام الجاري دعونا ننتظر الزيارة ''البركة''للرئيس بوش للمنطقة والتي هدفها الرئيس المشاركة مع العدو الاسرائيلي بالذكرى الستين لاقامة الكيان العبري واستعمار فلسطين. عن صحيفة الرأي الاردنية 21/4/2008