في ذكرى سقوط بغداد جعفر محمد أحمد 5 سنوات مرت على غزو العراق، وغداً 9 إبريل/ نيسان تمر الذكرى الخامسة لسقوط بغداد في أيدي قوات الاحتلال الأمريكي. منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم سنوات من الدماء والقتل والتشريد والنزوح واستنزاف الثروات عاشها المواطن العراقي وتأثرت بها دول الجوار والمنطقة ككل، 5 سنوات من الكذب والافتراءات التي كانت سبباً في غزو العراق، سنوات عجاف تغيرت فيها ملامح أرض الرافدين ودخلت في مستنقع ودوامة الطائفية وصراع الأقليات حيث تعالت الاصوات من أجل تقسيم العراق وتحويله إلى كانتونات بدلاً من “الحرية والديمقراطية" التي تذرع بها الاحتلال وخدع بها العراقيين وكل محبي الحرية والسلام.
أين يقف العراق الآن؟ وفي أي اتجاه يسير؟ أحداث كثيرة توالت بعد الغزو وسقوط بغداد، إدارات تعاقبت وتغيرت ولم تتغير الصورة المأساوية التي يعيشها العراق، قتل بلا رحمة وتفجيرات يومية وصراعات طائفية، مع انعدام الأمن والأمان. لقد تسببت حرب احتلال العراق بأكبر خسائر بشرية في المدنيين في تاريخه وتاريخ الجيش الأمريكي في عقود. الكل تكبد خسائر فادحة خلال السنوات الخمس الماضية، لقد تجاوز عدد قتلى الاحتلال الأمريكي من العسكريين عتبة الأربعة آلاف وهو المعترف به وما خفي أعظم.
لقد حول الغزو العراق إلى “أحد أخطر الأماكن في العالم"، ونتائج الجريمة واضحة في عمليات قتل الآلاف، وتهجير وتشريد الملايين داخل العراق وخارجه. صحيح لقد خرج الوضع عن السيطرة وحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي أصبحت عاجزة، فالعراق بعد هذه السنوات الخمس لا يزال من دون مؤسسات دولة والميليشيات موجودة داخل أجهزة الحكومة وخارجها والمحاصصة الطائفية السياسية لا تزال هي الحوار الاساسي في العمل. إن دعوة المالكي مؤخراً العراقيين إلى تحمل المسؤولية في ظل الظروف الراهنة وقوله إن العراق على حافة الهاوية، هو اعتراف بفشل حكومته على الصعيد السياسي واعتراف أيضا بفشل الاستراتيجية الأمريكية.
أخيراً إن فشل الرئيس الامريكي جورج بوش الذريع في العراق واصراره على المضي قدماً في النفق المظلم إلى النهاية لتوريث خليفته المقبل تركته الثقيلة بكل اخطائها ومصائبها، بعد أن عجز عن الخروج من مستنقع العراق، وكذلك فشل السياسيين العراقيين في تحقيق المصالحة الوطنية، اضافة إلى تنافرهم من دون أي مؤشر في الأفق المنظور يوحي بإمكانية حدوث تقاربهم، تجعل العراق يدور في داومة صراع دامٍ وطويل قد يمتد لسنوات عديدة. عن صحيفة الخليج الاماراتية 8/4/2008