أريد أن اضع بين سطورى تلك صورة وتعريف حقيقى ينتج من عينة ميكروسكوب وضعت فى شيئيته مفهوم الانتماء ، وما صلة الانتماء بالحب وهل هو مرادف له أم مكمل له .
انه لشىء يدعو للتفاؤل أن تجد أحد خصال المسلم الحق والعربى الاصيل عامة والمصرى خاصة ، ماتزال باقية فى مجتمع أفقده الشعور بالانتماء تسلط السلطه الحاكمه وفرض هيمنة غير دستورية ولا ديمقراطية علي حريته وكان المتوقع ان تدفعه الى فقد الانتماء ، لكن من الغريب ان نجد هذه الخصلة ماتزال جذورها ناشبة فى قلوبنا وعقولنا .
انها سلسلة طويلة من الانتماء أبداها بالطبيعة البشرية فأنا بكونى رجل أنتمى لمجتمع الرجال واذا استدعت الحاجه للتدخل للدفاع عن ذلك النوع فبالطبع سأنحاز لكونى رجل اذا ما تعرض الرجال لهجوم من اى نوع ما من قبل اى طرف أخر بشرى كان. وهنا سيكون الصراع بسيط لكونه لن يتعدى الصراع الفكرى وهذا هو ابسط صور الانتماء .
لقد نما فينا الاسلام أيضا خصلة الانتماء لاسرة أو عائلة فاذا احتاجتنى لادافع عنها لن أبخل لكونى احد المنتمين لها وهذا ما عظمه الاسلام ورفعه الى منزلة الشهاده فبكل تأكيد اننى ساجود بكل ما املك من مال وصحه .
نجد ايضا الانتماء لدين نحميه بصدورنا ودمائنا وندافع عنه بألسنتنا وامرنا بنشر ورسم صورة جميلة عنه عند الاخر والدفاع عنه ايضا شهادة .
ثم ننتقل للانتماءات الجغرافية فمن منا يستطيع أن ينكر انتمائه التدريجى لمكان بعينه فنجد انه اذا دخل أحد فى صراع مع أحد اخبر من مكان مختلف جغرافيا فنجد أن الشخصان يبذلان كل نفيس فى الاستماته والدفاع عن منشأه ، اذا كان منطقه أو حى الى قرية الى مدينة الى ولاية او محافظه الى بلد ووطن ..... الخ
اجد ايضا أنه هناك انتماءات شاذه عن ذلك المفهوم الراقى والرفيع فنجد البعض ينتمى للون ، وهذه فكره عنصرية ، اما الانتماء للون فهو الجانب البشع والقبيح من الانتماء لانه يولد كراهية ليس لها اساس فى الواقع وتدعو الى الكبر والتسلط ولن ننسى نتاجه السىء الا وهو تجارة العبيد بل ظاهرة العبيد فى حد ذاتها ، ولنا مثال حى على قرب تلاشى تلك الانتماءات ولو على الاقل فى المناطق الاكثر رقيا فى العالم فنرى الشعب الامريكى يرسم علاقه طردية بين اختفاء ذلك اللون والتقدم والرقى حتى اختار رئيسا أسودا بل ومن أصل مسلم ومن اصل جغرافى مختلف ايضا .
اما الانتماء لفكرة فأجده من اخطرها تأثيرا فى المجتمع حيث هنا يمتزج الحب بالانتماء أو يكون الحب هو المحرك الرئيسى لغريزة الانتماء داخل المنتمى لفكرة ونرى على سبيل المثال الانتماء لنادى رياضى معين دون غيره .... ونجد جيلا جديدا تأثر سلبيا بالغرب ليزرع فى قلوب ذلك الجيل أبشع صور الانتماء قسوة وهو الانتماء لفكرة بتعصب متمثلة تلك الفكرة فى نادى أو لعبه ... الخ و الاستعداد بالتضحية بالروح فى بعض الاحيان مقابل الدفاع عنه ، ويثبت ذلك من ماتوا فى منازعات تعصبية بين مشجعى ناديين فى الكثير من بلدان العالم .
ارى من الغريب والغير منطقى أن يستدين ذلك المحب أو المنتمى لمشاهدة لقاء او نجم ، رغم حاجة اسرته الى ذلك القوت الضرورى ، انها حقا ظاهرة غريبة تستحق الدراسه وتقترب من المرض النفسى .
ارى ايضا المنتمى – المتعصب – لمطرب أو ممثل أو لاعب أو سياسى .... الخ تلك صور متعددة من الانتماءات الفكرية والتى تدعونا لضرورة التأمل والتريث هنا قليلا للعمل على ايجاد حلول منطقية وسليمه تبعدنا عن تلك الصور ، انها ثقافه شعب يجب ان يربى منذ الصغر على الحكم بعقلانية على امور تبدو تافهه ولا ناخذ منها الا المتعه المؤقته ، فكم احزننى خبر موت احدهم حين علم بموت مطرب يحبه ( مثل عبد الحليم حافظ ) أو اخر حين خسر فريقه المفضل مباراة مهمة من وجهة نظره .... الخ .
اتمنى ان يكون حديثى دافها لتأصيل الجوانب الايجابية فى تلك الظاهرة الجميلة والدنو بعدا ولوتدريجيا من الجانب السلبى منها .